الأحد، سبتمبر ٢٧، ٢٠٠٩

سامحيني يا عيوني ..




( حسنا !! .. أعدكم ،، سأضبط غدد الدمع في عيني بكل ما اوتيت من تصنع !! سأعين اثنين من اعتى قوات الأمن لدي كي لا تفكر دمعه في التجول خلسة بين جفنيّ ! )


أما بعد /
وبغض النظر عن التالي ذكره :

رائحة أحجارها القديمة عندما تحميها من شمس الظهيرة أشجار الزيتون في الشوارع ،عبق الحارات ، البركة التي تظن أهلها يأخذون كأسا صباحيا منها

وقارها الذي لابد ان يأخذك أسيرا ، وفي أحسن الاحوال ان كنت تتقن التصنع مثلي فستعلق بشيء في داخلك يظل يسكنها دائما ،، يعدها بالعودة ، هذا ان سمحت الحياة بزيارة اخرى، وقد لاتأمن على قلبك منها !!


نظرتها البريئة الكسيرة ،، الساحرة ، يمتزج فيها الحب والحنين والعتاب .. كجدتي عندما أرتمي في حجرها بعد غياب ولا تدري أيغلب الاشتياق العتاب ام يتعاركان حتى آخر مواجهة بين عينينا العجوز والصغيرة لأمضي في طريقي الى حيث نعبث بالتراب المتراكم في فناء البيت الذي يعجزني سوره الطويل عن ممارسة هوايتي بعدّ السيارات التي تمر من أمامه ..
أعتذر منك خرجت عن الموضوع .. المهم الا تفتنك هذه النظرات ، هذه السيدة تتقن ايقاع امثالنا ضعاف النفوس ..


لا تبال أيضا بمحاولاتك البائسة لكي تفر من طوقها حول روحك .. حاول اقناع نفسك انك لا تعرفها ، هي مدينة اخرى فقط .. اتدري! الطوق يشبه حضن جدتي أيضا !!


لن اغفل ايضا طيورها الساكنة .. صدقني لن تحب حمامها الذي يشوش صورة عالمك الصاخب !!
لن تحب منظرها وهي تتلقف الحب ، ولا أسرابها تطوف مآذن الحرم ، ولا هيامها في الجو وقت الأذان !.. ولا اذ تأخذ احداهن الوداعة فتحط على كتفك !!

حاول ألا تزور كنيستي المهد والقيامة وبيت لحم ، لأن عتاب يسوع وأم النور* تسمعه بوضوح هناك!!

كما لن يعجبك مصافحة المصلين لبعضهم بعد انتهاء الصلاة .. عالم ثالث !!

وإذا تعثر بك الحظ فزرتها في رمضان .. فحاذر ان تقع في غرامها عندما تتزين بأنوار السَحَرْ .. وإياك ثم إياك ان يغرك بشاشة أهلها وهم يطعموك حلو التمر وقت المغيب !!

صدقني ليست إلا مدينة .. مجرد مدينة .. مجرد قدس

أسمعت بهذا الاسم من قبل؟!!

دعنا في الأهم

بغض النظر عما سبق يا صاحبي

فالآنفة الذكر تمتلك مفاتيح الشرق ، وكما قال سلفنا نابليون عندما دخلها : الان أفتح حصون بابل ..
وهي تقبع على بحر من الحب في قلوب أهل دين يسموه إسلام !

ويقال ان أصدقائنا بني يهود يعانون فيها كرها شديدا وضيقا في التنفس !

كما يزعم أهلها انهم يحبون من سواهم وقد شهدت المدينة في غابر الزمن حكاما من دينهم فعاش فيها الأبيض والأسود في سلام !!

بالمناسبة ، اخبرني ماذا يعني "سلام " يا صاحبي!!

كما وردنا عن عيوننا في جهتها الشرقية ، أن أهلها يمتمتعون بسمات الحضارة التي نتزعم ،وهم على ذلك أهل بأس ٍ شديد .. لا يصح العبث معهم

هل فاتني القول ان أهل تلك البقاع يذكرونني بزمننا القديم حيث العائلة والتآلف والجد والعم .. آآ .. آسف استرسلت بعيدا !!

يقال ان دينهم الذي يعتقدون يحمل مواثيقنا التي وصلنا لها بعد قرون من الظلام !! لا ترمقني بهذه النظرات انت تعلم اننا كنا في ظلام .. لم نولد أعظم حضارة !!

أعجبني كتابهم المقدس ..
واعترف لك يا صاحبي

ولا تغضب أرجوك ،،

فإني قد أحببت آنفة الذكر ،،

لا تتهمني بالعاطفة يا صاح .. لست اول المساجين في غرامها ولا آخرهم

وكما سمعت من أقوال أهلها المباركين قولا حكيما :
لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى يكون حشاك في أحشاءه ..


( لبيـك لو أن النجـوم تجيبُني ** لسريتُ في جيش إليك عرمرمِ
ولصغتُ نصري في شفاهك بسمةً ** ولعُدْتُ أرفع فيك راية مسلمِ )


_______
* أم النور : عند النصارى هي مريم عليها السلام



شهيـدة


الأحد، سبتمبر ٢٠، ٢٠٠٩

خواطر أول يوم عيد ..!


قد لا يكون من اللائق ان اكتب شيئا كهذا في العيـد على الأقل في اول يوم لقدومه .. لكن من قال أني أشعر به أصلا
فيما عدا لحظات الصلاة ولقيانا من نحب ..!

من قال اني استمتع برجع الصدى فيما حولي !

هدوء مستفز يُشعرك ان العالم يعزف نغمات نهاية فيلمه وتستعد لتخرج شاشه "the end " ..

في الحقيقة أشعر أني ألومه لمجئيه .. لتذكيره إياي ان الدنيا بتضرب تقلب خارج العالم الرمضاني .. وان ثمة عالم آخر ينتظر يدا تتدخل لحله .. عالما تتشابك فيه الخيوط وتكثر فيه المساحات الرماديه بلا ألوان

ومن قال اني استطيع الاستمتاع بصحبة اخوتي وصورة غزة فعلا لا تفارق مخيلتي ، وأكابد الدموع عندما أسمع " مر العيد " على طيور الجنه

أشعر اني ارتكب جريمة ما .. ومحاولاتي للتناسي هي امعان في هذه الجريمة ، لا أدعي الانبساط عندما أرى وجوه بني غزة .. اشعر كأنما أقتلهم انا .. ولماذا أشعر .. هي حقيقة!

بالمناسبة أقرّت سجلات التاريخ كأحد قوايننها أن المدعو " الذل " أكبر جرائم البشرية !!

بلاش السيرة اللي بتتعبكم دي وبتؤرق منامكم كما أرقه الشقيري في خواطره
فقط لأنه ارتكب جريمة محاولة ايقاظكم والقول ان حالتكم فعلا تصعب على الكافر وان محاولات تليين الواقع بالنكات الساخرة لا تؤكل خبزا ولا تحفظ كرامة !! وأنكم لستم كما تظنون أنفسكم وان في العالم من هو أفضل !!

أو كما أرقت قصص القرآن منام الحكومة فمنعت صاحبه من التصويرفي مصرلأنه يتحدث عن مجابهة الظلم وحكايا موسى- عليه السلام - وفرعون .. واللي على راسه بطحه .. !!!

ثم من قال ان قلبي سعيد وقد عاد لي شعور الوحشة بوجود الفاضل الكريم ربنا ياخده .. المسمى ابليس

لم ألحظ تغيرا جذريا في عادات الناس في رمضان .. ادركت ان النفس اقوى من الشيطان فعلا

الشيطان فقط يوفر بيئة من عدم الارتياح والقلق وبعض التحفيز للشيء المخالف .. والنفس تتولى البقية

الشيطان عندما صُفد وفر الله لك بيئة نظيفه من القلق الداخلي ... فحتى لو فعلت المعصية لا تجد صعوبه في ان تشعر بالندم وترجع وتطرق باب ربك ... قد يكون نفس التصرف تفعله في غير رمضان لكن هناك تنازع بداخلك يقلقك ويؤرق روحك ، يجعل شعورك بالندم محتما ويزيد لدرجه جلد الذات لكن رجوعك أمر يُنظر فيه ومهمته ألا يمكنك منه ...

أريد ان أكمل الثرثرة قليلا عن فقيدنا رمضان وبعض الخواطر التي راودتني فيه .. واللي مش عايز ميقرأش عااادي


فلسفة الثواب والعقاب في الإسلام ..

كلنا عندما ندخل في مناسبات ربانية في عمرنا نتجهز لحصد أكبر قدر ممكن من الحسنات .. وهذا شيء لا بأس به

أعلم ان جميعنا يعلم ان الكيف أفضل من الكم وان أتدبر القرآن لأفهمه وأعمل به سأحصد به من الثواب أكثر مما سأحصده بالقرآءات الكثيرة ..

لكن ما أردته أن نفهم جيدا لماذا جعل الله الثواب أصلا .. وهو في بادئ الامر يبدو كترغيب لنا على عمل ما يريده سبحانه والتعمق فيه .. اذن الثواب كالزينة التي تجذبك للدخول .. لكن في الاغلب الناس بتقف على البوابه حيث الزينة ولا تحقق المراد منها ..

كما أن الثواب له بعد آخر وهو الترغيب في عمل أشياء ستعود علينا بالمصلحة الدنيوية .. كتناول التمر مثلا هي سنه والسواك كذلك .. والحقيقة ان وراءها فائدة صحية كبيرة ولذلك جاء الحث عليها بـ " الثواب "

وكذلك العقاب هو ترهيب كي لا نقع في الذنب ولا نقع في أضرار دنيوية .. كتحريم الخمر والزنا والسرقة وغيرها .. لو نظرنا لأغلب الأحكام الإسلامية فهي تندرج تحت المصلحة البشرية وعليها جاءت الأحكام لتحقق هذه المصلحة وتدفع المضرة

ثمة المزيد عن هذا الموضوع لكن لا املك مزاجا للتفصيل الان


الإعجاز العلمي في القرآن .. بوابة علمية لا يجب إغفالها

تابعت حلقات برنامج " بيني وبينكم " للدكتور العوضي وخصوصا التي في الخمس الأواخر من رمضان وكانت جميعها عن بعض الآيات التي تحمل اعجازا معجزا في العلم ..
وفي الحقيقة تجد ان الايات هدفها ان توصل لك معنى ايماني معين ولكن صياغتها ووسيلة ايصالها للقارئ سواءا بالقصة او بالتصوير " أي امثله حيه " غريبة فعلا وتقول في نفسك لماذا اختار الله هذا التصوير الغريب لكي يفهمنا الآيه مع انها ايمانية روحانيه ؟!!
كقوله تعالى :" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء "

وقوله تعالى (يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنه مما تعدون )

فوجدت ان هذه التصاوير الغريبة في اغلبها ، اكتشفها العلم بعد ذلك كإعجاز علمي ، فالآيه الاولى مثلا الاعجاز العلمي فيها يتعلق بطبقات الجو والغلاف الجوي وخصائصه والتي كانت طبقا لما اكتشفه العلم من قلة الاكسجين كلما صعدنا للأعلي وقله الضغط الجوي أيضا مما يجعل الانسان يشعر كما وصفت الآيه تماما " كأنما يصّعد " الا بوجود المعدات الضابظه للضغط ومزوده بالاكسجين ...
اما الايه الثانية فالاعجاز فيها .. وبعدما حسب العلماء زمن اليوم الأرضي ، ثم حساب زمن ألف سنه كم تساوي .. وبقسمه بسيطة كانت النتيجه هي رقم يساوي" سرعة الضوء " بالتمام والكمال حتى بأدق الكسور في الرقم ..

والامثله كثيرة لا تنقطع ..

بناءا على ذلك .. راودتني فكرة .. لماذا لا نبدأ البحث والتنقيب عن كل التصويرات الفنية الغريبة في القرآن والغير مفهومة والبدء باثباتها حتى لو لم تكن معروفة علميا ... لعل هذا يقودنا لاخترعات او اكتشافات لم يعرفها العلم من قبل .. وبعدما كان العلم هو الذي يثبت لغير المسلمين صحة القرآن .. الآن القرآن وحده سيكون بوابة علميه تفتح للعلم آفاقا لم يعرفها من قبل وبهذا يكون القرآن هو صاحب الفضل على العلم عند اؤلئك .. وهذا أقوى ألف مرة من الاثبات لهم ان ما اكتشفوه هو عندنا .. فنحن الآن من نعلمهم


أعلم ان العنوان هو خواطر اول يوم عيد وإنزاله كان في اليوم الثاني ..
لا بأس .. لن يكون هذا الشيء الوحيد الغريب هذه الأيام !!

تصبحون على عيد !!!


شهيـدة

الخميس، سبتمبر ١٧، ٢٠٠٩

حواديت غزة الكـافرة ..!

من المفترض ان اكتب شيئا جديدا .. لكن ثمة شيء لابد ان تطلعوا عليه ..
تدبروه لو استطعتم .. اقرؤوه مرة واثنين اذا تفضلتم ..

وقلة هي النصوص التي اجبرتني أن أقف لها
_____
حواديت غزة الكافرة .. !



عيد سعيد ْ
؛ ولعلّي لا أعرفه أيضاً
!
فبين كل الوجوه التي أعرفها ، لا يوجد "رمضان كريم" ْ
قد يعرفه أحدكم .. وهذا لا يهمني ،
.. وقد تعرفون "عيد كريم" أيضاً
!


أنا لن أكتب عن رمضان ؛
.. ولن أساير "الموضة" وأحترف رص الكلمات ْ
أستطيع أن أقول .. كل ما يودّ الجميع سماعه ..
أستطيع القول أني أحس بروحانية عالية ،
وإيمانيات .. لن تتكرر ْ
؛ وأكتب عن نفسي .. ما يجعل "الذهبي" يندم على عدم إدراجي في (سير أعلام النبلاء)
.. سأقول لكم أني أتمنى أن تكون السنة كلها + شهرين ونص من السنة القادمة ؛ كلهم رمضان
!
وأن "ماهر المعيقلي" أجبر دموعي على أن تنهمر ْ
وأني تخلصت من أدران روحي
علّقتها لشهر - على الأكثر - على شماعة التوبة ..
وأن عباداتي شكّلت أزمة اقتصادية للشيطان لفرط ما أتيتُ به من حسنات ؛
؛ وأني أستشعر ملاييناً يقترفون الصوم الذي أقترفه
!
وأني أتذكر مشاكسات الطفولة في "رمضانات" مضت ..
لكني لن أقول في نهاية كلامي لكم عن كل ما سبق أنه (كذبْ)
وأن أول من سأكذب عليه هو "أنا" .. ثم أنتم ؛
فبعد كذبي هنا ..
سأذهب للنوم ، فوقت انتهائي من الكلام كان فجراً
.. وموعد الاستيقاظ سيكون عصراً
؛ سأنتظر الإفطار
وسأسبقه بـ1052 شتيمة على شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ..
وككاذبةٍ محترفة .. فعلى مائدتنا كل ما لذّ وطاب
!
.. وستنعم قمامتنا اليوم بوجبة لم تحلم بها طيلة السنة ْ
سآكل .. حتى أنتفخ ْ
؛ و "طـُز" في الصومال ومن والاهم
!
وسأشرب عصير "اللهم نفسي" ،
.. واللي معوش مَـ يلزموش ْ
سأذهب لأموت من الضحك أمام "أم الحالة"
؛ وأزكّي صيامي بـ"طاش ما طاش"
ثم أقف على باب الحارة .. منتظرةً أن يُفتح
!
وأنهل من بركات MBC .. وأخواتها


حديثي عن غزة قد يبدو مملاً ،
.. فقد سئمه كثيرون ، والباقون ربما يشاورون أنفسهم
!
ولأنكم سمعتموه مني قبل ذلك ..
؛ وهو بطبيعة الحال ليس بجديد ْ
فقد جرّبتُ أن أمارس حياتي دون أن أفكر بها
أو أكتب عنها ..
.. قد تكون سئِمَتْ من أن ينطق باسمها كذابون
منهم "أنا" طبعاً ؛
لذلك تركتها ترتاح مني .. شهراً - على الأقل -
!



أستطيع أن أبدو أمامكم كـ"مثـقفة"
أنال من التصفيق ما تحمرّ له الأيدي ،
.. ولا أرد إلا بعد عشرين ردٍ على الأقل
!
والأمر ليس بتلك الصعوبة ،
.. وقد تستطيعون تجربته بسهولة !
سأحدثكم أني استيقظ صباحاً .. أشرب قهوةً
.. وأقرأ جريدة الشرق الأوسط ْ
أضع بعض الكلمات العامية ..
؛ وأحدثكم عن رؤيتي لحلّ قضية فلسطين
.. ومشكلة مياه الشرب في جدة
وريّ المزروعات بالمجاري في مصر ،
وعن أفكاري في استثمار الألمونيوم في الغابون
!


أحدثكم عن ما قاله "سارتر" .. وبعضاً من حكم "دافينشي"
؛ وعن مقطع من إحدى مسرحيات "شكسبير" ْ
وعن النكتة التي ضحك منها "تشرشل" ..
وعن وصية "روزفلت" وهو على فراش البيت الأبيض
!
.. عن أهم ما بناه المهندس "رافاييل" في العصور الوسطي
وعن فلسفة "مكيافيللي" .. وبلاغة "بارت" و "دان براون" ..
أحدثكم كثيراً بالإنجليزية ،
.. وأخبركم عن أمريكا وما فيها
!
أحدثكم عن مطعم "تولوز" المجاور لمجلس الشيوخ الأمريكي في واشنطن ْ
؛ وعن طعم اللحم المقدد مع البيض هناك ْ
وعن متعة قيادة السيارة على طريق "ليسبرغ" .. حيث أشجار القيقب العالية
!
وروعة الرغوة الخاصة بكأس الكابتشينو وأنت تستمتع بها صباحاً في أحد الشقق في "ويست بروك"
.. وعن روعة خليج "شيسبيك" ومناظره الخلابة ْ
وعن زيارتي لجزيرة "والبوس" .. ورائحة الموت هناك
!
كل ذلك مدعماًَ بإنجليزية بلكنة أمريكية .. كتلك التي يتكلم بها المارينز ْ


الأمر ليس معقداً ،
.. فالشريط الإخباري لأي قناة كفيل بأن يحقنني بأخبار تحتاج لأسبوع كي أقولها
قليلٌ من الكذب لأخبركم أني أشرب القهوة ،
.. وكمية أعلى قليلاً منه لتعرفوا أني أستطيع الكلام بالإنجليزية مثل "البلبل"
وقراءة لإحدى الروايات الأمريكية المترجمة للعربية تخبرني بكل الأماكن أعلاه ،
وفيلم أكشن أمريكي .. أحفظ منه بعض الجمل الحوارية
؛ وتدخُّل من السيد "جوجل" لمعرفة الشخصيات أعلاه .. وبعض الأمور الأخرى
ثم إني .. (مثقفة)
!


ماذا بعد ذلك .. ؟!
لا شيء ْ
؛ تجرب كل ما يُمكن أن تفعله في هذه الحياة كل صباح ْ
تجتاح الحياة بـ"ميركافا" لا يوقفها أي لغم
!
تستيقظ ؛ تلتهم الأنفاس .. لتقول أني ربما ما زلتُ حياً
.. وتؤكد للدنيا أنك سـ"تتسافل" بالقدر الذي تمنحه إياكَ روحك
فلن تغيب الشمس إلا حمراء فاقعٌ لونها من الحياء
!
.. تأكل حتى التخمة ،
تشرب .. ماءً أو كوكاكولا
!
؛ تسمع أخباراً .. تودّع أولاداً وزوجة
دوام .. وأشياءٌ أخرى ؛
و نوم ْ
كآبة وملل .. فقد اقترفتَ في هذه الحياة كل ما فيها
أسمعُ عن أنّ أناساً يعتنقون ديناً - مثلي - اسمه الإسلام ،
يبدؤون .. حيث ينتهي تقرير الجزيرة/العربية
وأنتهي .. حينما يبدأ "زكي شان" على روتانا
!
وفي الفترة المغلقة بين البداية والنهاية .. ترتكبُ شيئاً يسمى [حياة]
؛ تتلخّص في القدرة على تضييع أكبر قدرٍ منها
وإجبار العداد التنازلي للموت على أن يتناقص .. بالقوة
!
.. مؤكداً لنفسكَ أنك أتفه من أن تكون شيئاً يُذكر ْ
أو بشكل أبسط .. أنكَ "لا شيء"
!
ولأنكَ تستمتع بتعزية نفسك بموت ضميرك ،
تهمس لروحكَ "وهو غيري شو عَمل يعني ؟!"
؛ وانتهت الحياة
!



أتسامر أنا وغزة ليلاً ..
فعادتها السهر ،
ترقباً من عدوٍ ما زال "يتحركش" بها
.. من موتٍ يكمن في صدرها
تحاول كتمه كل يوم ؛ فتفشل
!
وتعانق زفراتها روحاً من أبنائها .. لتكتمل سلسلة الأرقام الآدمية الميتة بصمت ْ
تمسكني من أذني بعدها لتقول لي "مش قـُلتلك" ؟!
.. وكعلامة تطنيش لكل من لا تؤمن بهم ؛ تسهر ْ
تخبرني أنها "كافرة" بثقافتي
!
هكذا .. وبكل صراحة تتقن إخراجها
.. وبلا إحراجٍ ؛
فقد اعتادت على تعرية الحقيقة دون أن تخرجها بأي ملابس .. حتى لو كانت من ماركة Femi9
أستجمع شيئاً من صدقي ..
وأخلع كل أقنعتي الكاذبة ،
أتفل في قلبي .. وأغسله بخرقة غزّية بالية
أتأكد أنه ما زال وسخاً ..
بعض النظافة قد تفيده ! على الأقل لحين أن تنتهي من كلامها ..
ثم أعيده قذراً كما كان ْ
.. أغسل روحي بـ"الأسيتون"
؛ أبتسم .. دون أن أسألها "لماذا" ؟
.. لأني - ببساطة - أصدق غزة !
فلم تكذب عليّ منذ أن قبـّل يدها "الرنتيسي" ؛
.. ومنذ أن بدأت تسامرني
؛ أصدّق كفرها .. ولو قليلاً
وأعود لـ"أنا" التي أعرفها منذ زمن ..
أتكلم عن ما أؤمن به ْ
؛ وقد أخبرتني غزة أن أتكلم عن رمضان
رمضان الذي لم يزرها هذا العام ..
.. فقد بقي ينتظر على معبر رفح منذ ثلاث سنين
!
؛ وقد أخبرها أنه "ربما" يعود للمعبر إن وجد طائرة تحمله ْ
أو نفقـاً يبقيه "فرعون" وجنوده ، لعله يستطيع التسلل داخل علبة حليب لـ"أسامة"
وقد حان وقت رحيله الآن
!
عن نهاره الذي يحرق جباه الغزيين الشامخة ،
.. وعن ليله الذي يدعو فيه "هنية" كل يوم : يا رب .. فرّجها
عن إفطاره الذي لا يوجد فيه أجيال "فيمتو" .. ولا "كنور" وملحقاتها
؛ ولا "ليز" الغائب عن السلَطة ْ
عن تراويحه التي لن يعقبها قطايف ..
!
؛ عن مسائه الصامت .. كأنه يصلي
عن "أسامة" الصائم قسراً .. فالحليب يهدد الأمن القومي الفرعوني
وأمه لا تمتلك إلا ماءً .. وتمراً ، ودعواتٍ في جوف الليل
تصبّره كل يوم دون أن يفهمها ..
أن يا بني "ما من امريء مسلم يخذل امرءاً مسلما في موضع تُنتهك فيه حرمته ، ويُنتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته"
تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعدها .. وتعلم أنه قد ردّ لعصفورةٍ صغيرها ،
؛ تبتسم .. فليس لدى أهل غزة عصافير إلا في الجنة
!
ولا تعلم إن كان الجرح في القلب يُفسد الصوم .. أم ينقض الوضوء ْ
.. عن موسى عليه السلام وعمرو خالد
وبعضاً من الكهرباء في وقت "قصص القرآن" تخبرهم أن الظلم حتماً زائلُ
عن شوارعهم المليئة برائحة الموت ..
؛ عن أحلامهم التي تاهت ونسوا أن يعلنوا في الصحف عن فقدانها
فقد نسوا أوصافها ..
!
عن مخيماتهم .. عن جدران بيوتهم
عن حجارةٍ من طين .. ليست لتهدم ما بنى "أبرهة"
بل لتبني ما هدمه اليهود
!
عن تشققات أيدي نسائهم ، وقد علق بها شيءٌ كثيرٌ من عزّة النفس ..
؛ .. عن أعراس شبابهم وأنشودة "لا تبالي يا غزة"
عن ما كتبه ذاك الطفل بقطعة من فحم "هنا غزة" ..
عن توقيعه "المخربش" تحت جملته .. المليء بالتحدي
عن مصاحفهم التي تعودت على أيديهم ؛
وأيديهم .. التي اعتادت على ملمس الكلاشنكوف ،
ولم تلمس "عرباية" شراءٍ يوماً ما
.. فليس لديهم "كارفور"
!
عن أرجلهم المنهكة .. من الجري وراء الموت ْ
عن بطونهم الخاوية من الذل ؛ المتخمة بالعزم ..
؛ عن قلوبهم الكبيرة .. الصغيرة جداً على أي مكانٍ للتراجع
!
عن عيونهم .. الحاملة لكل هموم الأرض
؛ عن وجوههم الشاحبة .. الصابرة
عن رسائل التهنئة على جوالاتهم :
"
نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة ،
فهذه التهنئة صالحة لكل من :
رمضان ؛ عيد الفطر ؛ عيد الأضحى ؛ رأس السنة الهجرية
المولد النبوي ..
وكل مناسبة ستأتي لمدة سنة !
وكل عام وأنتم بخير
" ..
عن "أسامة" .. وصراخه كل ليلة ْ


أخبرتني غزة ..
أخبرتني أن "عمار بن ياسر" لم يدع ُبطول العمر لأبي جهل
بعد أن حاول "ابن مسعودٍ" اغتياله ،
.. ذاك أن عمّار "حر" قبل كل شيء
!
و ابن مسعود شرب عزّة النفس من "أم عبد"
؛ تماماً .. كما شرب القرآن غضاً طرياً
أخبرتني ..
قد تجدي "إسرائيلياً" يدعو لـ"هامان" بالصحة والعافية ْ
؛ ويكتب على "ورق البردى" في كل مكان : أن شكراً لله على الأمن الذي حققته لنا
!
لكن أهل غزة .. ليسوا من بني إسرائيل ْ
أخبرتني ؛
حينما جاء الموت سهلاً عنيفاً سائغاً للغزيين
!
أرادونا أن لا نحس به ..
قالوا لنا : اشربوا بنادول ،
.. ولما عجزوا عن إيصاله ؛
أطلقوا حملة "بنادول اكسترا" ..
شعارها : تبرع بحبة بنادول .. تمنع الألم عن مسلم منيل بستين نيلة في المجموعة الشمسية
!


قالت لي .. لو ذهبتُ إلى أولئك الناس ،
سأغشهم في المخدرات التي يتناولونها كل مساء ْ
وغشي هو خدمة إنسانية يتقاضى فاعلها أجراً
!
.. لعل المخدرات المغشوشة توقظهم مما هم فيه ْ
وإن سألْتِني .. فأولئك قومٌ ربما - فقط - التخلص من الحياة يعتبر نوعاً من التغيير لديهم ،
يعتقدون أني أكبر مما يجب ،
.. وأثمن مما ينبغي
!
يرسلون تضامنهم معي عبر البلوتوث ؛
وما دروا أني لا أمتلك جوالاً أصلاً ..
!
؛ يحاولون إقناعي بمتابعة "خواطر" الشقيري
.. وأني أقبع في "الكوكب الآخر"
!
ولم يعرفوا أن دروس أهلي .. لن يستطيع تدريسها أحد
الكثير منها موجود في الموصل .. وقندهار
.. و وزيرستان ،
شيء من الكرامة والعزة لا علاقة له بالحدائق العامة
.. ولا بأمانة أهل "أكاساكا"
ولا بمكتبات طوكيو
!
حاولوا أن يقنعوني أن مارد الأمة يتململ ْ
؛ وعما قريب سينتهي مفعول الخمر اللاعبة برأسه ..
ولم أكن أعلم أن هذا المارد "كَوِّيـك" .. يشرب الكوكايين مع عصير تانج
!
أخبرتـُهم ..
أخبرتهم أن أهلي أعادوا ترتيب سلم أولويات الإنسان ،
والإنسان .. كلمة تعني ذاك المخلوق الذي فضّله الله على مخلوقاته
.. وله أربعة أطراف ، وعقل ، وضمير غير معاقٍ ولا في غرفة الإنعاش
أعادوا ترتيب السلم ،
فكانت الحرية والكرامة .. وعزة النفس
قبل الأكل والشرب .. وقبل الشعور بالأمن ْ ،
أخبرتـُهم ..
أن "أسامة" ما زال يصرخ ، ولا حليب
!
وأني غنيت له مليون مرة "نام يا أسامة نام وأدبحلك جوز الحمام"
حتى تعبت ْ
، فنصحوني أن أشتري مسجلاً وأريح نفسي
وما زلت أتساءل عن الحمام الذي سأذبحه له ..
!
.. خاطبتـُهم
أنّ أبواب الحرية لا تدقها أيدٍ نبتت من "دولار"
وأن "سعيد بن جبير" قال للسجان .. ذاك العبد المأمور : أنت من الظلمة ،
.. وأحمد بن حنبل أقسم أن (من برى للظالم قلماً يُحشر معه يوم القيامة)
!
.. لم أستطع أن أفهمهم أن أهلي هم شهداء .. على وشك الجنة ْ
وأن الجنة .. لا تُشترى بـ"الماستر كارد"
فهي ليست جريدة "الوطن" ،
.. وليست شركة مساهمة محدودة لكل من لعنوا الإرهاب على موائد الإفطار
وحتماً .. لا يفوز بها أحدهم لأنه أرسل كلمة "جنة أو Jannah" على الرقم المخصص لبلده
!
أفهمتـُهم ،
أن حياة أهلي Trial ؛ نسخة مجانية
الـKeygen هو "الشهادة" .. ليضمنوا بعدها الحياة الأبدية
!



تخبرني غزة أنها تكفر بكل أولئك المثقفين ،
.. وأنها تؤمن بالذين صبئوا ؛ وكانوا يكفرون ْ
!
تؤمن بيحيى عياش .. وأحمد ياسين .. والشيخ أسامة
.. وتبتسم حينما تتذكر "عماد عقل" ْ
تحدثني عن أمنية "خطاب" في صلاةٍ في الأقصى ..
وتقسم لي أن الزرقاوي هو أحد أبنائها ،
؛ وأن "بيت الله محسود" أوصى بها قبل استشهاده
.. وتفتخر أن رمزي بن شيبة لو كان عندها .. لقبّلت رأسه
تكفر بالذين يظنون أن أهلها يشحنون صبرهم .. ببطاقات سوا
!
وبالذين يحلفون بأسماء الله الحسنى أن الغزل على شريط رسائل "فور شباب" هو وسيلة لنصرة أهلها ..
؛ بالذين يمارسون في برنامج "لمبات" بيع مبادئهم بالجملة
ويفتون أن من مات بانلفونزا الخنازير فهو "شهـيد" .. ومن يفجر نفسه في تل أبيب فهو "انتحاري"
بالذين أطعمتهم أمريكا من ذل .. وآمنتهم في مجلس الأمن
!
وآواهم الديوان الملكي/القصر الجمهوري
بكل تلك اللحى المزورة ،
.. والعمائم الرخيصة
بالذين آمنوا بمبدأ خصخصة الدين ،
وبمن يحترفون عمل update لدينهم كل أسبوع
.. حيث ترقد الوسطية التي تهز وسطها كلما لاح لها "محدّث" لدينه
!
فتعطيه من الفتاوى و "التيسير" ما يكفي لأن يتعايش مع سكان كوكب زحل دون أي مشاكل ْ
.. وما يسد عجز ميزانية لسانه من الشكر لـ"الآخر"
وما يرضي عقله ويريح فؤاده عن الزعيم .. ووزرائه .. ووكلاء الوزارات
والمدراء العامين .. والفراشين .. وشرطيو المرور .. وأصغر "عبد مأمور" في الدولة
!
؛ وتمنحه من الدعاء لهم ما يكفي لأن تذيّل "صلى الله عليه وسلم" بعد اسم محمد .. واسم فخامة الرئيس/الملك
تكفر بالذين أتقنوا هجاء الرب ّ
.. وتوضئوا بالشمبانيا
وأقسموا أن الجنة تحت أقدام ولي الأمر ..
!
؛ ثم كالوا المديح أصنافاً لأصحاب المعالي .. والمواطي
بالذين جلسوا يتألمون عبر الريموت كنترول ْ
وصفحات الجرائد ،
؛ وأشعة البلوتوث
!
.. غزة عندهم ليست إلا خبر ، وتقرير ، و وائل الدحدوح ْ



أذّن الفجر ..
؛ وانتهت سهرتي معها
وعاد قلبي إلى إيمانه ،
.. ولم يكفر كما كفرت غزة ْ
عاد مؤمنا .. جداً
؛ وطغت هي في كفرها .. جداً أيضاً
!


أيها الناس
إن غزة .. كافرة ْ
؛ فمن صبأ منكم اليوم فقد آمنت غزة به
!
.
.
؛
آية الله ..
أخت من الشام ْ



_____

وكان هذا ردي عليها


( أتعلمين يا ذات النصوص الصابئة ان غزة معادلة غريبة ..
أجزم ان أينشتاين لم يكن ليفهمها

تجمع في أحشائها قمة الألم ومع ذلك لا تبالي ولا تفكر أن تبالي
لابخربشة الفئران على جدرانها انها تضيق الواسع وفي الدين فسحة ولابد ان يعيشوا والا فلا يسمعونا ضجيجا وأنينا ..

ولا تبالي أيضا بجعجعة أصحاب الأشداق الواسعة من أهل عرب .. ان مقاومتها خيرٌ فيه دخن

ولا حتى بالأحبار الممشوقة القوام على السطور بفعل مكيفات غرف التحرير ..و التي تخصصت لشهرين على الاقل بعد حربها في تفنيد مواضع الهزيمة وسوء تصرفاتها المقاومِة ..أذاقت الأقلام حر الخارج لتجرب كيف مذاق الكتابة حين إذن؟ !!

ولا بعلو فهم ذوي اللحى الطويلة من المتفيقهين الذين تتخم بطونهم وتملأ أجفانهم نوما وأمنا ثم يفتوا في علاقتها بايران وقتلها لمن أفسدوا الأرض وسفكوا الدم وقتلوا الرسول*
..
وملل الإيمان لديهم ونحله لا تنتهي يا أخية !!

كَفَرَتْ بملتهم .. يا بؤس ما اعتقدوا

هنيئا لأمثالنا بصبئنا سرا يا أخيه .. فلنا في ملتنا عذر .. "وأما من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان "
!!

ولغزة شرف المهاجرين الأولين .. لندخل نحن دخول المتطفلين وسط حشود الفتح القادم )

____
* القائد القسامي الشهيد محمد الشمالي الذي استشهد على ايدي الخوارج الجدد في رفح عندما ذهب إليهم بعد اتصال منهم انهم يريدون الحوار ... فقتلوه غدرا قبل حتى ان يصل للمسجد الذي يتمركزون فيه




الاثنين، سبتمبر ١٤، ٢٠٠٩

الجهاد ضرورة حيويـة ..


السلام عليـكم

اعترف ابتداءا أن هذا الموضوع ليس بالذي احتقن عنده القلم .. سيأتيكم ذاك لاحقا بعون الله

الجهـاد ضرورة حيوية ..

هذه العبارة كانت نتيجة بعض الملاحظات على عالم المجاهدين وظروف نشأتهم وحياتهم ومعيشتهم وما داخل جدران منازلهم وما خارجها وما الى ذلك من مكونات ذلك العالم - الذي أُعرف أنه جزء لا يتجزأ مني ولا أبالي لو قال احد ان خلفيه عقلي عسكريه ، لأنها ليست كذلك لكن الجهاد منذ وعيت الدنيا وهو جزء غالي جدا من شخصيتي لا ازعم انني صنعته ولعل لله في ذلك حكمة وكل ميسر لما خلق له !! - .. المهم ما قلته بين الشرطتين ليس عن سبيل الثرثرة بل لأوضح ان رأيي ليس سطحيا بل عن معايشة لسيرهم واوضاعهم والاقتراب من ذلك العالم لمدة قد تقترب من سنيّ عمري .. ابتداءا من أول قضية تفتحت عليها عيناي " البوسنة والهرسك وكوسوفا وباقي بلاد البقان " .. ومرورا بفلسطين أثيرتي ، وليس انتهاءا بالشيشان والتي لها وقعا خاصا هي الأخرى .. وغيرهم من بلاد المسلمين التي شهدت حروبا واستعمارا

قد تكون الجملة التاليه غريبة او صادمة لكنها حقيقة .. أنا لا استغرب ان تدخل أمريكا او دول الغرب حروبا في هذا الزمان ..

وذلك لأجل ما قيل عنه " تنشيط " المجتمع الغربي .. لأن الحروب تجعل المجتمع في حالة استنفار والدماء تعود لتجري فيه من جديد على كافة الأصعدة ..

هذا يثبت على الجانب المقابل ان من ينادون بالسلام المطلق .. واهمون .. وهذا ما يُطلق عليه وهم العقل .. فبالرغم من ان العقل وسيلة الحكم لدينا لكنه للأسف ليس العنصر الوحيد المعني للوصول بنا لل" حقيقة " .. بمعنى ان الأحدث والبشر هي مزيج من روح ونفس وأهواء ومادة وغيب وفطرة وعقل .. لا يكفي العقل وحده ليصل للنتيجة الصواب في الحكم لانه يبحث عن المنطقية والمثالية فيما يحكم عليه في الاغلب .. لكن هذه الاحكام لا تصلح للتنفيذ على سطح الارض لأنها مزيج كما ذكرتُ آنفا ..
تماما كما تبدو بعض احكام الشريعه غير مقبوله منطقيا .. لكنها الأصوب بالنسبة للطبيعة البشرية التي هي في الأصل ليست مثالية انما طبيعة فيها قصور وغريبة التراكيب ..

فالمناداة بالسلام المطلق هي من نوع المثالية العقلية .. لأن طبيعة البشر تفرض منطق الصراع وتفرض مبدأ التنازع ويدخل في هذا تغير نسب الطبائع العنيفة فقد تجد من لا يتورع ان يأخذ ما يريده بالضرب وآخر لا يتورع ان يأخذه بالدم!! .. لهذا فالسلام المطلق وهم

هذه اول نقظه دعونا نتفق عليها .. ان مبدأ التنازع والحروب مبدأ بشري تفرضه الطبيعة البشرية ..

أما ثانيا .. فثمة مبدأ مراكز القوى .. الذي تحدثت عنه في التدوينة " انا لا اطوف بتلك الدوائر " -التي لم تُفهم لركاكة قلمي في الشرح - وهي ان البشر فيهم طبيعة الاحتكام للقوة .. فالسطلة مع الأقوى .. وهذا واحد من الأسباب التي تبرر المبدأ الاول وهو الطبيعة التي تميل للقتال .. فعندما تكون قويا سواءا كنت على حق او باطل فهناك من يريد انتزاع منصبك منك .. وينشر فكرته اكثر منك .. ويوسع نفوذه على حسابك .. وهناك من سيتبعك .. وهناك من ينتظر في المساحة الرمادية لا هو بالقوة التي يقاتلك بها ولا هو يريد اتباعك " المنافقين باختصار " ..

طيب ما الذي نخرج به من نقطة مراكز القوى ؟
ان الصراع للاستحواذ والسيطرة قائم .. سواءا كنت على حق او باطل .. لأنه مبدأ تفرضه عليك البشر .. طيب لماذا أذكره هنا ..؟!
لأن البعض يقول ان كان الاسلام دين سلام وعدل فلماذا يغزو البلدان " ويسمي ذلك فتحا " .. ما الفرق بينه وبين الغرب ؟!
والرد على ذلك : بغض النظر ان رسالة الاسلام مؤمورون بتبليغها للعالم وان علينا نشر العدالة وإقامة الاستخلاف الحقيقي في الأرض " ليكون الدين كله لله " و " لنخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد " و " من جور الأديان إلى عدل الإسلام " ، بغض النظر عن هذا السبب الذي يخصنا نحن فقط -وهو أساسي من وجه نظر عقيدتنا -.. فإنه من وجه نظر علمية تنطبق علينا وعلى غيرنا فإن طبيعة تنازع القوى " التدافع " وانني " لو لم اوسع من نفوذي سيُهجم علي" .. هي سبب اضافي ومهم وأساسي لجعل الغزوات الاسلامية فرضا وضرورية " بشرية " ... تماما كما قلتُ ان حروب امريكا والغرب في زماننا هي توسع وفرض سطيرة كطبيعة بشرية لا يمكن ايقافها بالتنظير المثالي .. ما نختلف عليه هو اخلاقيات الحروب و"آليات التوسع ونشر الافكار" كيف تكون بصورة تحقق الغاية ولا تضر بحريات الاخرين او ممتلكاتهم وحرماتهم ..فتح مكة مثلا كان توسيعا لرقعه الاسلام ولكن بدون قتال بمعنى ان الفكرة هي توسيع الرقعة ونشر الفكرة على ارض اخرى وليست في مبدأ التقاتل بالدم نفسه ..

يا رب تكون النقطه دي مفهومة .. يبدو ان موضوع مراكز القوى قلمي بيتعوج فيه فبيطلع معقد


طيب النقطه التالية .. بعدما أكدنا ان الحروب سليقة بشرية .. وان بسط النفوذ سليقة بشرية ايضا واحدى سنن الدول الكبرى .. لكن ما نختلف عليه هي اخلاقيات بسط النفوذ وآلياته والرسالة التي تحملها الحرب اصلا ..

هكذا نكون درسنا الامر من الخارج .. بمعنى ضرورة الجهاد كمصلحة دولية ..

نأتي من الداخل وهو الشأن الذي درسته اكثر ..

شخصية الانسان .. كما اسلفت فيها نزعة للقتال .. فضلا ان البشر لديهم طبائع سلبية كالغضب والكره وما الى ذلك من مشاعر ..

الجهاد من خلال ما لاحظته .. يفرغ هذه الشحنة السلبية تماما خاصة عند الرجال لأنها تظهر فيهم اكثر .. ولعلنا نلاحظ ان الدول التي لا تخوض حروب كيف تكون سرعة منحناها في النزول أسرع .. لأن الجهاد يحفز المجتمع نفسيا وماديا ..

نفسيا : يفرغ الشحنات السلبية ، ويربي معان ايجابية كثيرة كالشوق للجنة وارضاء الله ونشر الرسالة وما الى ذلك .. كما تعزز مبدأ الحرية وعدم الخضوع والبذل والعطاء ،والرجولة* .. وهي في الحقيقة مجموعة مشاعر ومعتقدات تخرج عن بوتقة واحده وهي قلب معلق بالله ، بمعنى ترتفع روحانيات الجيش بأكمله ..
والروحانيات علميا تساعد على الاستقرار النفسي الى حد كبير - لاحظوا انني لا اناقش الامر من وجه نظر اسلامية هنا والا فجميعنا مؤمن بأهمية الجهاد لكني اؤصله على قدر ما أعلم بشكل علمي اكثر -
نعود مرة اخرى .. هذه النفسيات التي تتوحد غايتها لربها لا ترى في الدنيا مغنما - بمعنى تأخذ الدنيا في يديها وليس في قلبها
وهذا المفهوم لو درسناه نفسيا فهو يخفف كثيرا وطأة الحياة على الانسان وهو مشابه لمبدأ الرضا الذي يقابل مبدأ عدم القلق لدى علماء النفس الغربيين - .

المهم يعني اكيد النقطه مفهومه ان شاء الله .

خلاصته ،، ان الجهاد كمرحلة في الاسلام تفرض على المجاهد أمران .
اولهما : مجابهة مستمرة مع الموت بمعنى عليه ان يتقبل فكرة موته في أي لحظة
ثانيهما : وهو مترتب على الاول ، ان مجابهة الموت تستدعي استعداد مستمر وتأهيل نفسي عالي لتحمل ذلك ، وفي الإسلام هذه التهيأة تتأتى من خلال علاقة قوية مع الله والتزام عالي بالإسلام وقيمه وما جاء فيه كمنهج ..
هاذان الأمران يُخرجان نموذج هو أقرب نماذج المسلمين قربا للدين وتمسكا به لأنه دائما في مواجهة النهاية فقلبه حاضرا معه دائما ودقائقه غالية محسوبه ,,
وهو ما يعطينا صورة اخلاقيه قمة في الروعة لأن صاحبها يحقق اكثر من غيره مفهوم الاسلام بجماله وكماله- الذي نعرف ويشهد له به الغير مسلمين - ..
( بلفظ علمي فالجهاد يساعد على رفع مستوى القيم والأخلاق في المجتمع ولا احتاج ان اقول ان الاسلام قد نال شهادات حتى ممن يعادونه في سمو أخلاقه ومنهجه الإصلاحي للحياة البشرية )

ويندرج تحت هذه النقطة أيضا : *
أظن لو بحثنا علميا لوجدنا البلدان التي فيها جهاد نسبة الرجولة فيها أعلى من غيرها من الدول المسالمة .. وبالتالي يميل المجتمع لاستقرار أكبر بين طرفيه النساء والرجال ،، ( هذا مجرد استنتاج مني يحتاج لتوثيق )..

ماديا : هذه النفسيات عندما يكون جزء كبير من المجتمع يحملها ، بالمقابل الجزء الاخر من المجتمع يبني ويعد ويزدهر مواكبةً مع الفتوحات الجديدة والانفتاح على بلدان جديدة مما يعني مساحة اكبر واعمال اكثر ومؤسسات اكثر وافكار اكثر ... بمعنى تزيد سرعة المنحى الحضاري للدولة

نعود للجزء الداخلي للمجاهدين ..
-لاحظت ان أكثر البيوت استقرارا وسعادة بيوت المجاهدين .. واقرؤا أي قدر تشاؤون من القصص والاستشهادات .. ستجدون هذه النتيجة ..
لأن المجاهد و" أهله معه " عندما تكون اغلى ما يملكون على اكف راحتهم يقدمونها لله .. فتصبح كافة مشاكل الحياة في مرتبة اقل ولا يلقى لها اهتماما كبيرا كما يفعل اطياف المجتمع الاخرى ..
ولعل" ستيفن كوفي" ذكر شيئا مشابها عندما قال احد مفاتيح السعادة الزوجية هي ان يشترك البيت كله في مشروع كبير .. حينها تصغر الخلافات وتقل لانهم مشغولون بما هو اكبر واهم ... فكيف لو كان هذا المشروع هو مشروع بذل لله بلا حدود وبناء امة وما الى ذلك ..

-المجاهدين خارج اسوار بيتوهم ومع المجتمع .. اكثر النفسيات استقرارا واكثرها سعادة .. والسبب روحاني ايضا .. وهم بالمقابل - وهذه علامة لابد ان تجدها في أي مجاهد- متميز جدا في حياته وسعيد جدا فيها وناجح جدا حتى تكاد تقول ألم تجدوا غير هذا لتذهبوا به للجهاد .. ومن لم تجد فيه هذه الصفة فاعذروني ليس بمجاهد .. لأنه حينها يفرغ رغبته في التخلص من الحياة - التي لم تنجح فيها - في الجهاد ..

-ثمة جزئية إضافية تعتبر هنا - اسلامية - تختص بالعامل النفسي للمجاهدين .. وهي أخلاقيات الإسلام الحربية .. وهذه توفر بما لا حد له نفسيه عسكرية متزنة لدى المجاهد لانه لا يهتك عرض ولا يغتصب ولا يدمر ولا يخرب الارض التي يدخلها .. الخ هذه الأخلاقيات الاسلاميه في الحرب .. فهذا ايضا عامل مهم يساعد على كون المجاهد المسلم اذا ما قورن بالمحارب من غير المسلمين عموما يعتبر أشد ثباتا واتزانا وراحة في نفسه ..


لابد ان اشير في نهاية مقالي ان تكرار كلمه " السبب الروحاني " تدفعني للتأكيد على شيء مهم .. ان الشق الايماني في الاسلام هو القاعدة والركيزة الأساسية التي قامت عليها الحضارة .. لأنها بنت بشرا لا يقدس الا ربه ، ولا يهمه شيء لو خسره حتى لو روحه .. مبدأ الجنه ليس مجرد مبدأ " ثواب " في الاسلام برأيي .. بل مسألة " الآخرة " في حد ذاتها تعطي بعدا آخر لحياة الانسان هو يعرف ان دنياه ليست آخر المطاف ..

فِهْمَنَا ان الانسان روح ونفس وعقل وجسد .. "منظومة متكاملة" .. تجعلنا نقول ان الجهاد ضرورة حيوية للمجتمع من داخله " روح" ومن خارجه " حضارة ومادة " ..

هذا تقريبا كل ما اردت قوله .. ارجو ان اكون وُفقتْ في إيضاحه .. لأنها المرة الاولى االتي اكتب عن هذا الامر بعدما خُزن في رأسي مدة طويلة .. وهو جهد شخصي لم أدعمه بقراءة للأسف .. لكني بمشيئة الله على ثقة بنسبة كبيرة جدا مما أقوله ..


وشكرا جزيلا لكم .. دا لو كان لسه في حد سولت له نفسه ولسه بيقرأ



تحياتي

شهيـدة

_____________

ملحوظة مهمة جدا : التدوينة هنا تناقش مبدأ الجهاد في حد ذاته ، مفهوم الجهاد ، لو شئت قل مفهوم الحروب أصلا .. أنا لا اناقش متى نذهب للجهاد ومتى يكون فرض ومتى نبني الدولة ثم نذهب للتوسع .. هذه كلها أمور لا علاقة لها بالنقطة التي أناقشها هنا .. انا اعرض مبدأ واحلله واثبته علميا من وجه نظري فقط .. لا علاقة للأمر بحيثيات الجهاد الأخرى .. وهذا حتى لا أُفهم خطأً .. وكما أميل للقول ان التدوينة موجهة لمن يشكك في الجهاد ويشكك في صدق عدالة الإسلام بانتهاجه الجهاد كأحد أركانه كدولة ..

ودمتم

السبت، سبتمبر ١٢، ٢٠٠٩

احتقان


الصفحة مفتوحة منذ اكثر من ساعة ونصف .. اطلع وانزل وادخل مواقع واخرج من اخرى واقرأ واروح واجي أسترق النظر لبياضها الناصع المستفز .. ولا تغيير في الوضع السياسي القائم من طرفها المصون

فكرة الموضوع موجودة والكلام موجود والكيبورد موجود .. لكن مش عارفه اكتب :S

يبدو القلم مصاب باحتقان في انبوبه

لما ربنا يفرجها باذن الله هنزل الموضوع ..


الخميس، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٩

أكبادنا تمشي على الأرض ..


ربما لا يُعرف عن المدونة اكثر من الجانب الفكري او الأدبي .. لعل للإجتماعيات حقا ان أفتح لها باب القلم والورقة هنا أيضا .. فأعتذر لمن لا يحب قراءة هذه الموضوعات .. بامكانكم انتظار التدوينات القادمة :) قال يعني ماشاء الله المسيري بيكتب وبيستنوه :D

مواهب الأطفال هي ما أود تناوله في هذه التدوينة ..

كانت تحدثني على النت ذات مرة أختا لي من احدى البلدان العربية وهي أم لثلاثة أطفال .. سألتني في وسط حديثنا عن شيء في السيرة وأردفت السؤال بأنه لمسابقة في مجلة اشترك فيها صغيرها ذو الست سنين ، أجبتها عن السؤال واقترحت عليها ألا تعطيه الإجابه مباشرة بل تأخذه لتبحث وتقرأ معه في كتاب معين وتساعده في استنباط الاجابه .. ثم سألتها عن ابنها الثاني ولماذا لا تشركه مع أخوه فقالت- وشعرت بكلامها شيئا من الحرج - انه يلعب وان اهم ما لديه لعبته ثم اردفت: لكل واحد اهتمامته ..

استأت كثيرا من جملتها الأخيرة واستأت اكثر من شعورها أصلا بالخجل من اهتمامات صغيرها الثاني .. قلت وغلفت كلامي قدر الاستطاعه ليكون غير مباشر .. انه ليس داعيا ليكون ولدها مميزا ان يهتم بالثقافة من صغره ولا يعيبه ان يهتم باللعب .. وان النبوغ ليس شرطا ان يكون في مجال واحد .. الخ ما قلته

لا أدري !!

أعلى أطفالنا ان يكونوا كبارا منذ الصغر ؟

أليس من حق أحدهم ان ينعم بطفولته نقية ؟

ثم هل عليه ان يكون نابغة أصلا لينال رضى والديه ؟

واذا افترضنا انه نابغة .. أعليه ان يهتم بالكتب ليكون دليل نبوغه ؟

هل الثقافه والفصاحة والبيان هي دليل النبوغ وما سوى ذلك لا يعد كذلك ؟

عباقرة الرياضيات مثلا اين نصنفهم ؟ فضلا عن اساتذة الادارة والتخطيط الذين قد يكونوا ذوي باع قليل في المجالات الاخرى ذات العلم الغزير .. اين نصنفهم ؟

ثم هل الاهتمام بالطفل يأتي بعدما يكسر هو حاجز الواقع ليخرج قدراته ام علينا نحن ان نبحث وننقب فيه ونساعده على اخراج ما يبدع فيه - أيا كان ما يبدع فيه - " اذ لا يخلق الله فردا الا وله ما يميزه وما من شيء يتميز به انسان إلا وله فائدة " ؟

وسؤال مهم هنا .. أهناك شرط ان يكون طفلنا نابغة لنحبه ونحترمه ويظل قدره عاليا كما لو كان مميزا ؟

ألا يصح ان نخرج فردا صالحا للمجتمع وليس شرطا ان يكون - محصلش - ؟

نقطة ها هنا وسطر جديد

هل حبنا لأطفالنا يأتي لأنهم نوابغ يشعروننا بالفخر - وان كان لا بأس بذلك - .. أم لأنهم أبناؤنا وفقط ؟

متى كان الحب مشروطا بنبوغ وذكاء ..

على كل والد ووالدة ان يحذروا الخط الأحمر مع أولادهم ..( أن يجعلوا حبهم لهم مشروطا بشيء - أيا كان هذا الشيء - )..

حتى عندما يخطئ الولد .. فعلى الوالد وقت تصحيح خطأ الطفل ان يبين له ان التصرف هو الخطأ وليس هو بذاته الخطأ ، وانه غاضب من فعله وليس منه شخصا .. عليه ان يزرع في قلب طفله ان حبه له غير مشروط بظرف او حاله او ارتياح او غضب ..

أتعلمون عندما نشعر ان الله رحيما بنا أيا كان ما نفعله وان بامكاننا دوما الرجوع مهما بلغ سوء ما فعلناه .. ان رجوعك مكفول دائما لان حبه لك مكفول دائما ولا يمل منك ، ذلك الشعور الذي يؤكد لك ان الله لا يكرههك لشخصك بل يكره منك فعلك .. وانك متى تخليت عنه رضي عنك ..

كيف نرتاح فعلا عندما نعلم ذلك ، وكم نحب الله وكم تكون العودة إليه أسرع

هكذا الشأن مع الآباء والأبناء ولله المثل الأعلى ليس كرحمته شيء سبحانه ..

على الوالدين ان يجعلوا حبهم لأطفالهم غير مشروط مطلقا .. سواءا كانوا معاقين او نوابغ ، سواءا أحسنوا أو أفسدوا ..

على الطفل الغير مميز - على الاقل في حيز احكامنا القاصرة اذ لابد من شيء يميزه - الا يشعر مطلقا باختلاف التعامل بينه وبين اخوه المميز - ان وجد - لا في الحب ولا في الاهتمام ولا في التقدير لما يفعله ..

واياكم والسخرية منه ومن اهتماماته فأنتم بذلك تقطعون كل أمل لتصحيحها .. وتدفعونه للمقارنة بينه وبين اخوه فتطلقون سهما واحدا ليصيب عصفورين .. حبه لأخيه ، والامل في تصحيحه فيعاند كي لا يكون كما تريدوه لأنكم تسخرون مما هو عليه ..

لا نحتاج في امتنا ازمة ثقة بزيادة .. يكفينا القدرالموجود .. فلا تصنعوا من اطفالكم عقد نقص .. تقبلوهم أحبوهم وأخرجوا منهم نماذج صالحة .. كونهم من أصلابكم .. سببا كافيا لتغدقوا عليهم الحب والاحترام لذواتهم بلا شروط مسبقة


ولكم جزيل الشكر


الثلاثاء، سبتمبر ٠٨، ٢٠٠٩

أيـنصفـهم التاريخ ؟!!


من يدفع ثمن الحرب ؟!
سؤال وجيه يتبادله أطراف كلٌ يظن فيها انه المتضرر الأول ..

من يعلم عن القلوب التي تنكسر تباعا لفقد ذويها او فقد الأمن .. ومن ذاق عرف

هل ينصف التاريخ تلك القلوب والأجساد عندما يذكرها بلفظها وعددها ..

أينصفهم التاريخ عندما يُذكرون عبراً .. عندما يصفهم انهم جزء من " الشعب " أو " العامة "

من الذي يحدد قيمة كل انسان حتى يوصفون بالجملة !!

علام يحب البشر القتل ..

علام تسحق شعوب وتسحق رؤوس وارواح وتزهق انفس ..

علام تقتل الاحلام

أي شيء يبرر القتل؟! .. أي شيء هذا يا بشر ؟

من جعل لأحدهم فضلا ليرفع مقصلته ويزهق الارواح كما يشاء ، ليكسر القلوب كما يشاء ،، ليسرق منهم ما يشاء

من اعطاهم الحق لذلك

أينصف التاريخ دمع العين او صرخات الصغار .. أينصف كرامة رجل ديست وابناؤه يقتلون امام ناظريه .. أينصف كرامته اذا ما مس عرضه ..أينصف قلب أم على طفلها .. أتنصفهم مجلدات كتب !!!

أي تاريخ يساوي أصلا .. أي ورق وأي كلام يداوي !!

من يدفع الثمن ، من ؟



الاثنين، سبتمبر ٠٧، ٢٠٠٩

جدو السعي إليه فمنكهم الوصول إليه ..


جدو السعي إليه فمنكهم الوصول إليـه

كم قائل كذبه عمله ، وما تنال العلياء بالتمني

وان امرؤ رضي ان يكون في زمرة الداخلين الى الجنه اعتمادا على ان دخولها " فضل " ، فليعلم ان سكنى درجاتها " عدل " بما عمل

ان لله أقوام لا يكسلون عنه ..


لسَفح الجنه طُلابه .. ولفردوسها طلابها أيضا !!

فيا سعد من كتبوا فيمن " زرع كرامتهم بيده " ..


الخميس، سبتمبر ٠٣، ٢٠٠٩

تناقضات

كتبت أختا لي من أهل مغربنا العربي مقالا جديد وارسلت لي نسخة منه .. أحببت ان تطلعوا عليه


بقلم خولة بورخيمة ..

تناقضات!


في علم المنطق، لا فائدة من مناقشة التناقضات، لأننا لا نستطيع أن نبني عليها أية قيمة معرفية، بل يعد التناقض في علم الرياضيات وسيلة لإثبات خطأ افتراض ما، فعندما تضع افتراضا معينا، ثم تبني عليه سلسلة من العمليات المنطقية ثم تصل إلى تناقض، تعود إلى نقض فرضيتك، والجزم بأن عكسها هو الصحيح.

وقد يصعب تطبيق نفس المبدأ في حياتنا، ويكاد المرء يجزم بأن أكبر تركيز للتناقضات هي تلك التي تبرز في المواقف والخطابات السياسية، وفي نشرات الأخبار والتغطيات الصحفية، ويكاد الطب يجزم أنها السبب الرئيس في أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والتوتر، فقد عودنا هؤلاء وهؤلاء، إلا من رحم ربي، على سياسة الكيل بمكيالين، والتصيد في المياه العكرة، وعودونا على تلوين الحق بما يوافق هواهم وهوى من يوالون. وقد يذهب عقل الإنسان إن أصر على متابعتها جميعاً ومناقشتها أو محاولة تحليلها. ويكثر أصحاب هذه الأوصاف حين يتعلق الأمر بالإسلام والمنظمات الإسلامية وعلاقتها مع العالم.

فحين قتلت مروة الشربيني بغير ذنب سوى أنها مسلمة محجبة، أطلقت الشرطة النار على زوجها الذي هب لينقذها من يدي جلادها، عوض قتل المجرم، ولم يعلق أحد على هذا الفعل، وبقي احتجاجنا حبيس الصدور وكلمات مخنوقة هنا وهناك، في حين نجح بعضهم في القول بأن الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة هو عدم ارتداء الحجاب، وبالتالي عدم استفزاز الأشخاص الذين يكرهون الإسلام العدائي، ويصبح الجاني ضحية!

على نفس الموال كما يقال، يظهر صانعوا الفضائح الإعلامية، من كل أطياف المؤسسات الحقوقية والجمعوية والتيارات السياسية والاجتماعية بقرار إدانة لا رجعة فيه لما صدر عن مجلس القضاء الأعلى في غزة، من إلزام المحاميات بارتداء زي شرعي بما فيه غطاء للرأس داخل قاعات المحاكم. ويبرر المجلس هذه الخطوة بتوجه عام نحو تنظيم المؤسسة القضائية ومنح المحامين والمحاميات هيأة سماتها الوقار والستر، ومراعاة لحرمة المحكمة في مجتمع يغلب عليه الطابع المحافظ وترتدي جل نسائه الحجاب.

في حين تتهم فيه الهيآت الحقوقية المجلس بكونه يسعى إلى "أسلمة" المجتمع و تعميق الانقسام والتعدي على حقوق المرأة والتمييز العنصري ضد النساء المحاميات.

وكأن الحديث هنا عن مجتمع نصراني أو لاديني، الإسلام فيه غريب، وتسعى الحكومة إلى فرض دين الإسلام على الناس بالقوة، هذا وفي الوقت نفسه، تساق نساء الضفة إلى معتقلات السلطة الفلسطينية بلا ذنب، وتتم إهانتهن و التعرض لبعضهن من أخوات الشهداء والأسرى وزوجاتهم بالسب والضرب والشبح، دون أن تهمس مؤسسة حقوقية نسائية واحدة، همسة استنكار للتمييز ضد المرأة، لأنها ربما تعتبر أن للمرأة الحق في نيل نصيبها من الهوان تماما مثل شقيقها الرجل. يتباكون على حرية المحاميات في "الشلح" وحرائر الضفة لا بواكي لهن.

لقد سمعنا، ومنذ فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني وخصوصا بعد عملية الحسم العسكري في قطاع غزة، العديد من الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام المختلفة التي تجندت لتصيد الهفوات وصنع الفضائح و تلوين الصور بما يتفق والخطوط التحريرية لأصحابها ومالكيها ومن يمولونها.

فليس من قبيل الصدف أن تطلع علينا فضائية العربية برواية توافق الهوى الصهيوني، وهي التي لم تدخر جهداً في ذلك حتى إبان الحرب الدامية على قطاع غزة نهاية العام المنصرم، فيما يخص اشتباكات مدينة رفح جنوب القطاع، و تصور الأمر على أنه انشقاق في صفوف حركة حماس لتيار يتبع زوراً وبهتاناً للشيخ الشهيد نزار ريان رحمه الله.

وهي رواية هوليودية بامتياز، إن أضفنا لها بعض المؤثرات الصهيونية التي نضح بها إعلامها، من ادعائه بوجود تمويلات خارجية لهذه المنظمات الإرهابية.

وهو ادعاء يمكن أن نفهمه إن بحثنا عن من له المصلحة في زعزعة استقرار قطاع غزة وإثارة الشغب فيه، ومن يكون المستفيد الأكبر سوى "إسرائيل" نفسها وموالوها المتقنعون بقناعات فلسطينية، ظاهرها المهترئ فيه الوطنية وباطنها تزكم ريح الخيانة المنبعثة منه الأنوف.

وهي كلها محاولات بائسة لتغطية الشمس بالغربال في إطار اكذب الكذبة وصدقها!

ويبقى أغرب أنواع المواقف على الساحة وأكثرها مدعاة للدهشة، من حيث كونه معمماً على غالبية الدول العربية، توجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى بعض هذه الدول التي توسمت فيها خيراً داعية إياها إلى العمل سوياً من أجل إعادة المياه إلى مجاريها وربط العلاقات الاقتصادية والثقافية مع الكيان الصهوني ودعم مبادرات التطبيع، في نفس الوقت الذي تتعنت فيه إسرائيل وتسود وجه حاميتها وترفض وقف الاستيطان، ثم تستمر التصريحات هنا وهناك لتصل إلى حل وسط: قد نلتزم بوقف الوحدات الاستيطانية لمدة ستة أشهر فقط، وهذا لأجل عيون أمريكا.

وعوض أن يركب العرب الموجة، ويعلنوا غضبهم من موقف اسرائيل المستهتر، يبقى الوضع على ما هو عليه، تبقى أياديهم ممدودة، وابتساماتهم متسعة على قدر جراح فلسطين والعراق وأفغانستان وباقي الدول الإسلامية المنكوبة.

وهذه الحالات كلها تدخل في باب ما يسمى تناقضات!

__

مدونة خولــه

الأربعاء، سبتمبر ٠٢، ٢٠٠٩

سئُلـت 3 .. ماذا لو كان بلالاً ..


السلام عليكم .. أعتقد ان رواد المدونة صدعوا من المواضيع ذات النسق المعتاد لدي .. أشارت علي صديقة ان اكتب في أمر اجتماعي
تذكرت نقاشا دار بيني وأخي وخالي عن مواقف من السيرة وما وراءها ..

انقلب النقاش على بعض المواقف التي تتعلق بالزواج في قرن الرسول صلوات الله عليه في نقطة تناسب طرفي الزواج .. استشهد خالي بزواج فاطمة رضوان الله عليها .. وطرح سؤالا .. لو ان بلالا تقدم لها .. أكان يرضى به رسول الله- صلوات الله عليه - ؟

سكتنا قليلا .. ثم أخذت دفة الحديث قائلة : قد تقدم لها من هو أفضل .. أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما ..
المسألة لم تكن بالأفضلية ، لو أنها كذلك لكان الأحق بها أبو بكر فهو خير البرية بعد الأنبياء .. لكنها بالأنسب .. اختار رسول الله لابنته من يناسبها ويناسب شخصها وليست قضيه أفضل الرجال على اطلاقهم

أعرج بهذا على قصة زواج زيد بن حارثه وزينب بنت جحش رضي الله عنهما .. كان الاول حِبَ رسول الله والأخرى مكتوبه عند رب العالمين في منزله أم المؤمنين .. ومع ذلك لم يكن زواجهما موفقا .. ليس لقصور في احدهما .. بل لعدم تناسب احدهما مع الآخر

فالعبرة إذن مع من يناسب وليست من هو أفضل ..

ولو تقدم بلال لرسول الله لرده ليس لعدم أحقيته بفاطمة او لقصور فيه حاشاه رضي الله عنه ، بل لعدم تناسبه مع شخصها .. ولم يكن علياً رضوان الله عليه بأفضل الصحابة لكنه أفضلهم لفاطمة


رضي الله عليهم اجمعين

تحياتي