الخميس، أبريل ٢٣، ٢٠٠٩

عـــابـر( 2 )


اتذكرون عــابر 1

عـــابر 2


هـذه المـرة كان مجبرا على العمل بأي شكل مع إلحاح والدته ..

يؤهله مزاجه الغريب ألايجد غضاضة لقبول أي عمل المهم ان يقضي به يومه ويسد جوعه

على كثرة الوظائف أمامه اختار أن يكون فتى الشاي - كما يسميه أبناء العصر- لدى واحده من الشركات " المحترمة "

أشرقت شمس يومه وقد ابتدأه بجلوسه المحبب على الكرسي المتربع في واجهة ممر الداخلين لذلك القسم بالشركة
رفع ساقه اليسرى وأسندها على ركبته اليمنى في هيئة واثقة ، أخرج جريدته المعتادة ليقرأ إلى أن تلتقط أذناه نداءا من أحد العاملين ليسد جوعه أو عطشه .

انتصفت قراءته للصفحة الاولى وهو يضبط وضع نظارته التي انزلقت عندما دخل اول الموظفين مع صاحبه

- صدقني يا أحمد هذه الوظيفة لا يأتي من وراءها خير ، إن كان العمل الذي جلبه عمك جيد فلا تتردد

رمق المار بطرف عينه بعدما مر ثم أعادها صوب الجريدة لامباليا

مرت الدقائق بهدوء لا يقطع سكينة قراءته الا همهمات الرفيقين عندما غفل أو كاد عن الداخلة لا يعكر صفو وجهها البرئ الا سمات عدم الارتياح ..
شده منظرها إذ تبدو أصغر من العمل في هكذا مكان ..
توارت عن أفق رؤيته بانعطافها حيث يقبع مكتبها الصغير ايضا ..

- إلى أين يا آنسة .. تعالى إلى هنا .. لم يكن الصوت بعيدا عن باب القسم
رجل يحاول بأناقه ملبسه ان يخفي تضاريس جسمه الممتلئة .. يبدو ذا شأن

فزعت الصغيرة من مكانها – نعم حضرة المدير
- ألم أطلب التقارير على مكتبي منذ أول الدوام
- كنت سأحضرهـ...
- لا اريد سماع صوتك وفري الوقت واجلبيها على مكتبي الان

لم يغير صاحبنا من جلسته رغم وقوف من سمعها تناديه بـ " المدير " على مقربة منه .. كان ينصت للحديث ووجهه في جريدته لم يرفعه الا على صوت تعثر الفتاة من سرعتها ..

تعاطف معها رغم قلبه الذي ظنه مصنوعا من ماده مميزه غير قابله للتأثر بالانسانيات ..



- أنت .. أيها الأصم .. يا رجل !!! من عين هذا المتخلف هنا لا ينقصنا الا فتى الشاي ايضا

كان نداءه يضيع وسط اصوات الموظفين الداخلين جديدا .. لولا شعوره بصمت مريب ساد المكان فجاة وكأنه المقصود ..

رفع رأسه اتجاه ليجد وجها يتميز من الغيظ : أتقصدني ؟
- وهل هناك سواك بالممر
لم يكن الموقف ليثير غضبه أعاد ضبط نظارته على عينيه وتهكم قائلا : معذره سيدي اعتقدت ان هذه شركة من طراز رفيع وأظنهم عند تعيني جلبوا لكم اسمي .. لم اعرف انني المقصود ، لو ناديتني باسمي لأجبتك

كان على – المدير – ان يتمالك غضبه كي لا يعبث بصورته الأنيقة أمام موظفيه ..

- لم أعرف انهم عينوا لدينا فيلسوفا ..
لم يتحرك في صاحبنا ملمحا من ملامح وجهه ..

- جهز لي كأسا من عصير البرتقال بالجزر وانتبه لعملك والا ستفصل ..

طوى الجريدة بهدوء وقام ليتم عمله تناظره أعين الحاضرين بعجب ..


نكمل في جزء ثالث باذنه تعالى


الاثنين، أبريل ٢٠، ٢٠٠٩

some thing wrong


لولا عداد الزوار لأيقنت ان المدونة مهجورة .. تتصدع أبوابها بفعل الريح فقط

أأنتم بخير يا جماعه الخير ؟؟

نطمئن عليكم فقط .. فلو لم تسألوا علينا نحن ان نسأل .. لو حد مات ناخد عزاه مثلا :D
لا سمح الله طبعا وان كنا جميعا الى الله راحلون

.

الخميس، أبريل ١٦، ٢٠٠٩

دع الآلام تغفـو .. ( قصه قصيرة )



* دَع الآلام تغفـو*



لم تستطع رغم الشعور الذي يشبه خروج الشوك من كومة الصـوف ألا تبتسم لأول نسمة من هواء تلامس وجهها ، لأول صورة لانعكاس الشمس في عينيها لا تعكرها تعرجات الأسلاك من بعيـد

كان ذو الخمسين في انتظارها يتجلـد كي لا يطير إليها يلم شعث روحها بين ذراعيه .. او إن شئت قل .. يلم شعث أوجاعه التي سقاها القهر خمس سنين ..

يلم شعث شبابها الذي نمى بعيدا عن عينيه وهو الذي ذاع صيت رفضه لخاطبيها كي لا تبتعد عنه سريعا متعللا بصغرها

لم يكن رجلا ذا باع في السياسه ومعركه القضية ، كان مجرد أب أفنى عمره لفلذات أكباده يربيهم على خير ما يرام ويسقي أيامهم بحبه الدفاق فتزهو وتكبر ..

لم يجزع عندما أخذوا ابنه رهينة حتى يسلم ابن أخيه نفسه حيث كانـا توئما الروح

لكن ماذا بعد أن تُخطف منه مهجته

أبو الحسن الذي لو مر في قوم انتفضوا لمقدمه ..أضحت قامته منصة لشروخ الزمن

خطفوها غدراً من جامعتها لأنها - فقط - خطيبه ابن أخيه ..
ولم يكن تلفيق التهمة لنشاطاتها الجامعيه بالأمر الصعب

ويا للأقدار ..عندما تُغتال الفرحة في عينيه بريحانته وبمن خَبِره أحسن الرجال ..

على بعد خطوات من أسوار معقل الأحرار .. ضمها وضم كل صرخاتها التي سمعها قلبه طوال الخمس سنين
ضمها كأنما يعوضها كل حب حُرمته واكتنزه لهذا اللقاء ..



جن ليل يومها الحافل

لم يفلتها من طوق ذراعه طوال الليل .. والأهل والأحباب يتناوبون مهنئين .. و" المطارد " وعد بمجئ قريب لا يُعلم أوانه ليحيي الوجه الذي اختاره ليقاسمه مسيره الكفاح ..

انتهى الجمع وانتهت هي لغرفتها التي أصرت ان تظل كما هي ...

أغلقت الباب خلفها ،، للحظة ظنت قلبها سيتوقف

لاجتماع نسمات الماضي العليلة مع خمس سنين من قهر مذاب تتجرعه يوما بيوم.. وقع أقوى من قلبها الذي لا تزال تظنه صغيرا على الدنيـا

على وجل لمست فراشها الذي قاسمها كل لحظات الطفوله ،، وكانت الدمعات أسبق ، فانهمرت دموع تكابرت أن تذرفها يوما هناك ..

خمس سنوات .. وفتاة أبيها المدللـه مثار المجالس شهادةً لها بالأدب والخلق تكتوي بنيران الأسر
" أثير " التي لم تعرف وجه جندي عن قرب يوما من حرص والدها الا يعكر ذاكرتها بأي موقف مع اؤلئك القرود .. ضربت ونال سمعها بذئ القول منهم .. وأمضت أسابيعا او ربما شهور تداوي رضوض القهر الدوري

خمس سنوات تكابر فيها الألم مع كل زيارة لأهلها من خلف السياج
خمس سنوات وكل ما تتمناه ضمه من أبيها ، الرجل الذي ما شعرت يوما بالخوف في كنفه

كل الأمان تكسر مع أول صفعة لعنادها .. وفجأه غدت الفتاة فيها طفلة ذات ثلاث ، كل ما ترجوه وجه تركن إليه

نامت كيمامه تغفو في عشها الصغير ..



أول شهر يمر عليها مذ انتهت رحله الأسر في سجون بني يهود

نافذة بيتها أصبحت ملجأها المعتاد عندما ينتهي حظ الشمس من السماء

على غفلة فرت دمعه من عينيها

زوجها مقاطعا ومخففا عنها ثقل ذاك التأمل الذي يضرب بها في أعماق الذكريات :

- لورد الرابطه الآن شجونا آخر أليس كذلك

كل وجه تركته خلفها هناك تدافع لذاكرتها دفعة واحده .. شعرت بغصة ولم تستطع احكام قيد الدموع اكثر

- خائنة أنا لأني تركتهن خلفي ..
عبثا حاول من يمين الكلام الى شماله ان ينتزعها من ذلك الشعور

أنهت محاولاته بابتسامة تكسرت معالمها بالدموع :
-دع الآلام تغفو لا تداعب جفنها بالكلمات .. مرهفة الحس هي فارفق بها ، دعها فقط ،، كيلا تدر العبرات

____


إهداء : إلى من وضعوا كبش العمر أضحيةً ولا يبالوا ان كان نصل السكين سيقطع شريان الحياة فينالوها شهادة .. او لا يريح فثَمَ طول السنين

إلى الغاليات ( المنسيات ) أسيرات سجون الظلم ..


شهيـــدة

الأحد، أبريل ١٢، ٢٠٠٩

دع الالام تغفو



أول شهر يمر عليها مذ انتهت رحله الأسر في سجون بني يهود

نافذه بيتها أصبحت ملجأها المعتاد عندما ينتهي حظ الشمس من السماء

على غفلة فرت دمعه من عينيها

زوجها مقاطعا ومخففا عنها ثقل ذاك التأمل الذي يضرب بها في أعماق الذكريات :

- لورد الرابطه الآن شجونا آخر أليس كذلك
كل وجه تركته خلفها هناك تدافع لذاكرتها دفعة واحده .. شعرت بغصة ولم تستطع احكام قيد الدموع اكثر
- خائنة أنا لأني تركتهن خلفي ..
عبثا حاول من يمين الكلام الى شماله ان ينتزعها من ذلك الشعور

أنهت محاولاته بابتسامة تكسرت معالمها بالدموع :
-دع الآلام تغفو لا تداعب جفنها بالكلمات .. مرهفة الحس هي فارفق بها ، دعها فقط ،، كيلا تدر العبرات

____

إهداء : إلى الغاليات ( المنسيات ) أسيرات سجون الظلم بفلسطين ..

الخميس، أبريل ٠٢، ٢٠٠٩

عواصف من أمل


حتى الأمل ،، له عواصف .. حتى نرسـو على شاطئ موحـد

أقصد مصر في هذه الأيام .. تمر سفينتها بعواصف من الأمل وكل منها يأخذها في اتجاه .. وكل منها يظن انه سيصل بها لبر الأمان .. لكن سيأتي اليوم الذي سترسو سفينتها على شاطئ أمل موحد
هو موحدا ليس في مسماه .. انما هو بوتقه تجمع الآمال الاخرى في جوفها ..
حينها تتوحد الرؤيه لجميع من على السفينه
ستدفع أمواج الغضب بهذه السفينه حينا وحينا سيوقفها الركود .. لن تخلُص لسبيلها الواضح الا بعد مراحل تنقيه ... فللراكبين نصيب من تربية الزمن أيضا

.