تجولت كثيرا بين أزقة الجمل وثنايا الكلمات ... لا ادري ماذا أقول عن اؤلئك العاشقين لأوقات الوئام ليفسدوها .. ولحظات الالتئام ليعكروا صفوها ... وكأنها حرفتهم التي لا يتقنون غيرها ...
لن أتحدث كما يتوقع البعض ان أتخذ من لغه العاطفه وقانون الإخاء كمبتدأ لكلامنا ... بيد اني سأستعين بنظرياتهم التي يؤمنون بها .. وبقوانين العلم التي لا يردون لها حرفا وكأنها قرآنا يتلى
أشهد التاريخ يوما حضارة مكلومة لم تطلب العون من حضارة قويه ..
دعونا من التاريخ ان كان لا يشفي غليل اقتناعكم
أوجدتم في علم النفس او الاجتماع قانونا يقول انه من الهمجيه ان يعين الجار جاره .. او ان يطلب المظلوم عون صاحبه ...
هلا قرأتم يوما الحياة على أنها حياة ... هلا نزلتم من برجكم العاجي وتأملتم بقانون البشر وليس قوانين أرسطو وأفلاطون
عندما يضج مليون ونصف المليون انسان بحالهم .. لا غذاء او دواء .. او حتى كهرباء ووقود ..
دعك منهم وتخيل نفسك لحظة يا أيها الظان نفسك ملكا منزل ... وقل لي كيف ستشعر ...
سمعت احدهم يوما يقول " الحاجه تذل أعناق الرجال " .. خاصه ان كانت تلك الحاجه في صغارهم وفلذات أكبادهم
فما بالكم بمن أبى الذله ... حتى لو مات هو وفلذات اكباده جوعا ..
قل لو كنت مكانه .... ما كنت تفعل يا أيها المتشدق بأمن البلاد والسياده المصريه المستباحه ..
أهل غزة لم يستبيحوا مصر ... بل إن لهم علينا بموجب قانون الإنسانيه - هذا اذا كنت تعترف به - ان ننصرهم ونقدم لهم العون ...
وبقانون الدين - ان كنت لا تزال تعترف به منهجا للحياه منزلا من عند رب الوجود - ان نؤثرهم على أنفسنا ولو بالدم والروح ..
ان كنت حقا لست من فئتي المسلمين ولا حتى انسان ... صحيح لم يعد للكلام مكان ... لكن لنفترض انه لا يزال فيك أمل ان تقتنع
لهم حق علينا بموجب القانون السياسي - ارى اساريرك بدأت بالانفراج فالان بنظرك أتحدث بموضوعيه - ان ننصرهم ونعينهم .. ليس فقط لمصلحه مصر وبلاد الطوق مما سيترتب عليهم من مناصره اهل غزة لانهم يضيقون على عدو يريد فنائهم - وهم يعلمون ذلك جيدا - أهل غزة بمقاومتهم يسدون عن أهل المنطقه خطر كبير ... بل لعل قانون الاقتصاد يدخل في سياق الحديث .. انظر لاسعار البترول وغيره اثناء الحروب والانتفاضات وانظر الى الاقتصاد كيف يتأثر مباشرة بمصالحه او مفاوضات او مقاومة ...
لماذا لا نسمع لكم صوتا وسط الترحيب الغامر ببوش وهو يأكل من هنا وهناك من فوق والطاولة ومن تحتها وساركوزي وصديقته .. وغيرهم الكثير ..
ان تأتي أميرات اوربا وسياح امريكا فلا بأس
بينما ان يأتي شعب شقيق أبيّ عزيز وسط حب منا .. فذاك تعدي على السياده
بأي عقل أفهم هذه المعادله .. ربما.. لو لبست ثوب انهزاميتكم
سواءا اقتنعت أم لا .. اصرخ كما شئت فلا يسمعك أحد فلحسن الحظ الشعوب من فصيل " انسان " .. والاحسن انها " تشعر " بانسانيتها ..
اصرخوا كما شئتم واروني كيف انتم لو انقطعت عنكم الكراسي ذات الفراء والمدافئ الشتويه ... وبيوتكم الفارهة .. ونواديكم وحمامات الجاكوزي ...
.
.
لله دره .. من ينبض قلبه بالله عزة