الاثنين، مايو ١٩، ٢٠٠٨

أنيــن .. قصه قصيرة

ترمقــه من بعيــد بحــزن فــجر في قلبها أملا غريبا بأنه سيعود كما كان يوما ما

لم تكل لحظة .. افرغت وسعها وزيادة

ترتمي كل يوم على ذات الكرسي بجانب سريره الابيض تحكي له احداث يومها .. تحدثه وكأنه يسمعها ويجيبها
مواقف محرجه واخرى مضحكه وثالثه مؤلمه .. تضحك على اثر تلك ثم تسكتها أنات جهاز النبض
وتكمل السرد بألم مضاعف على ثالث المواقف وأنين الجهاز .. كم تتمنى ان يقطعها بحركة رمشيه .. او حتى أنامله
وياااكم تطير بها الاماني وتجرؤ لتتمناه واقفا بجانبها يساندها كما كان دائما

فيقطع حبال الشك يقينها بالله الأكبر

رمقت خاتم زواجها الذي لم يمض عليه اكثر من شهرين عكر صفوهما - ككل شيء بغزة - الحصار الذي رفعوا شعاره " الاعتراف مقابل الحياة "

دخل الطبيب المشرف على حالة زوجها

- هل شعرت بأي تغييــر
- لا .. والتفتت نحو سريره متنهده
لا شيئ أبدا

-لا تقلقي يا ابنتي .. قادر ربك على كل شيء
بابتسامه صابر - اجل .. والنعم بالله

-وافيني بمكتبي حين تأتيني نتيجه الأشعات الاخيره .. لن تتأخر بعد ربع ساعه تقريبا
- حسنا دكتور .. شكرا جزيلا لك
- لا تشكريني يا بنتي امثال زوجك وددنا لو اعطيناهم اعمار من يتسكعون في الطرقات لا يعلمون من سكرهم ليل من نهار ويا لكثرهم

ذهب لطبيب وبقيت ترمقه في صمت رغم كل الفوضى و كثره المصابين امثال حالة زوجها واشد ممن عج بهم المشفى بعد عفو - بشق الانفس- من السلطات المصريه بادخالهم عبر المعبر وكأن مؤازرة الأخوة أصبحت منة في زمان تحكم العدو كيف نوجه مشاعرنا


مرت ال 15 دقيقة وكأنها سنوات ... تحترق فيها " سمر " بين نار الانتظار والترقب

انتظرت الطبيب امام مكتبه ... وما ان اطل في اخر الردهة .. اسرعت اليه فأشار اليها ان تبقى مكانها
تحادث مع طبيب اخر على بعد امتار .. ازداد قلقها / بدا انهما يتشاوران على نتائج الاشعه

انتهى الطبيب واتجه لمكتبه مشيرا اليها ان تتفضل بالداخل

ترقبه بنظرات عمادها الامل
- لن اخفي عليك يا بنتي .. وأعلم انك عاقله وصابره .. حالة زوجك خطيره الااصابه بالرأس لم تكن سهله كما ظننا بالبداية
قاطعته : اعلم ذلك دكتور لست جاهله .. اخبرني انه سيتحسن فالامر ليس ميؤوس منه

- لا يأس من رحمه الله يا بنتي لكن .. هو في غيبوبه .. ولا نستطيع ان نحدد متى سيفيق ... نحمد الله ان الامر خلى من مضاعفات داخليه
سنضطر لعمل جراحه ثانية ولكن لا اظن هذا سيحسن من فرصة افاقته .. زوديه بالدعاء يا ابنتي فلسنا سوى اسباب

- والنعم بالله ..

وقبل ان تغلق خلفها الباب قائلت باتسامتها الصافية :

- اعملوا جهدكم يا دكتور ولا تستسلموا لمقادير الطب فالله أقدر

ابتسم الطبيب - اتعجب من قوتك وقدرتك على الابتسام رغم كل هذا .. زادك الله

بكل ما تحمله عينيها من حزن وأمل

- انما ابتسم من أجله .. والله قدير


.

شهيدة

______

- اعتذر لتتابع التدوينات انما اردت وضع القصه مذ كتبتها وبامكانكم التعليق على اي المواضيع شئتم -

الأحد، مايو ١٨، ٢٠٠٨

وقفــة سكون

كنت قد جهزت لموضوعيــن مهمين جدا عن النكبه وعن غزة بطرح مختلف - او هكذا ازعم - ..

لكن لا ادري لماذا اجتاحتني رغبه في بعض السكون ففــيّ من الاشجان وما يسبب ارتفاع الضغط ما يكفي خاصة بعد خبر وفاة "هديل" ذات 25 ربيعا واحوال غزة التي من سيء الى اسوأ ونحن لانعرف شيئا عنها .. وفوقهم امتحانات اخر العام بعد اسبوع


تذكرت كتابا طلبته من " أمل " .. اذ كان جديدا و لم يتوفر بعد في مكتبات مدينتي ..
ارسلته لي بعد طلبي له باسبوع رغم مشاغلها الكثيره وفوجئت برسالة منها في طيات الكتاب لازلت احتفظ بها داخله كما كانت .. فاجئتني الرسالة حقيقة ..

اشعر الان اني استرجع الأحساس بمعاني تلك الحروف .. فوفرت على نفسي كتابه تدوينه جديده بنقل الرسالة اليكم " استغلال " :D


"بسم الله الرحمن الرحيم

حبيبتي الصغيرة - بغض النظر عن حكايه صغيره دي -

تقبلي مني هذه الكلمـة البسيـطة ..

أحيانا نضع كل آمالنا على شيء ما .. ويتكفل القدر بأن يقربه إلينا او يصرفه عنا .. أحيانا نتأمل في أشياء أكثر مما تحتمل .. فإذا ما أتت أصابتنا الصدمات .. وأحيانا لا نتوقع من الأشياء الكثير ، فإذا هي أنفع ما تكون لنا ، وأقرب ما تكون إلينا ..

وهذه هي الأقدار .. تعطينا ما نحتجــه وليس ما نريــده ..

حبيبتي ...
وهذا الكتاب بين يديك .. يحمل في طياته ما ترغبين لنفسك وما يريده لك القدر .. فاغتنمي الفرصة ، وبادري بالإستفادة ..
فإنك لا تعرفين ماذا تجئ لك الأقدار ...


وتقبلي خالص دعواتي وأمنياتي الدائمــة والخالصة لك بالتوفيق ،،،

أمل غنيـم* "

أشعر وكأني أقرأ الكلمات لأول مرة وكلما اعدت قرائتها تصبني بذات السهم .. اللهم رضنا بقضائك وقدرك وارض عنا يا كريم

سلمتِ يا أمل حيثما كنت .. ان كنت تقرأين فتحياتي لك ولاسرتك الصغيره الناشئه

* أمل غنيم : هي ذاتها صاحبة مدونة إصرار أمل ، طبعا معرفتي بها مذ كنا زهراوات صغيرات

__________

رجاءا .. ادعوا لاختكم هديل بالرحمه والعفو
.

الجمعة، مايو ١٦، ٢٠٠٨

غـصص نتجرعهـا تباعـا

قبل قليل وصلني خبر ارتقاء اختنا المدونة هديل الحضيف الى من وسعت رحمته كل شيء .. بعد ما يربو عن الـ 25 يوما في غيبوبة ..


كم صدمت لذاك الخبر ... انا لله وانا اليه لراجعون

يا لصغرها من حياة تلك التي يتهافت عليها البشر

أهكذا تنتهي حياة وتطوى صحائف الاعمال وندخل اخرتنا .. أهكذا فقط ؟؟ بهذه البساطة

نصبح في خبر كان ، نصبح مجرد ذكرى ، صفحة من عمر الكون طويت وانتهى الامر ،
تذبل حروف كتبناها يوما ترثينا ولا تجد من يرثيها .. ياااالله

رفعك ربي في علييــن يا هديل وأبدلك بجنات ونهر
اللهم ثبت أهلها واربط على قلوبهم ...
______





الأربعاء، مايو ١٤، ٢٠٠٨

ح ، ص ، ا ، ر ... هل من مزيـــد

من اشد الاشياء ظرفا المضحكة مبكيه .. اننا الان اصبحنا نعد اشياء الموجود بغزة وليس الـ " غير" موجوده
.
اليوم مساءا .. غادرت الكهرباء غــزة
وقبل شهر غادرها اي شكل من اشكال الوقود
ولا وجود للاسمنت او مواد البناء
توقفت جميع مخابز غزة تقريبا
ولا يوجد ادوليه للمرضى سواءا في الصيدليات او المستشفيات
وصلت حالات الوفيات جراء الحصار لـ 147 حاله
.
ولمن يهمه الامر . فلا يوجد حليب للاطفال " قال يعني جت عليه "
.
توقفت المصانع كاافه عن العمل وتخيلوا كم البطاله .. خاصه ان نسبة العمال تتجاوز الـ خمسين في المئه من مجموع اهالي القطاع

توقفت الجامعات والمدارس .. لانه لا يوجد مواصلات واصبح الاعتماد على وسائل النقل البدائيه في حالات الضرورة .. تقدمت مواعيد الامتحانات .. لكن تخيلوا الوضع الان بعد انقطاع الكهرباء ماذا سيكون؟؟
.
وحتى محلات الملابس لا يوجد بها شيء وان وجد فمن سيشتري في وقت لا يوجد مال اصلا لشراء قوت اليوم .
هناك اناس حالتهم قادرة على توفير قوت اليوم لكن الكارثه ان الاغلبيه يعمها الفقر وتعتمد على مساعدات وكاله غوث او - الانروا- والتي اعلنت توقف نشاطاتها ومعوناتاها منذ اسبوع لعدم وجود الوقود لتوزع هذه المعونات .
حاله الصبر والشموخ التي لمستها في اخوتنا هناك تفوق الوصف .. بارك ربي لهم واعانهم لكن هذا لا يعني نتركهم وصمودهم " مع نفسهم "
.
يا أمة محمد .. يا احرار العالم وشرفاءه .. يا أهل مصــر .. خصصتكم بالنداء لانكم تعيشون قبسا من حصار اهل غزة بغلاء الاسعار عليكم وارتفاع نسبه الفقر لديكم ... أما وقد اكتويتم بجذوة من نارهم أفلا تشعرون بهم وتهبون لنصرتهم
.
لم يخلق الله أمتنا اشتاتا بل لحمه واحده . فبالله ساندوهم ولو بالتصعيد الاعلامي واخص المدونين
.
في مصر استطعتم ان تحركوا الاضرابات " حتى لو على سبيل الاعلام "
وفي السعوديه استطعتم ان تحركوا قضيه هديل نستطيع باذن الله ان نصعد على الحكومات ونشكل ضغطا اعلاميا كبيرا لفك حصار غزة
.
هذا بخلاف الوسائل التي على كل منا فردا فردا فعلها وواولها
.
التبرع
اين حملات التبرع الخليجيه التي يشهد لها العالم بالعطاء الوفير وبلا حساب
اين عطائكم يا اهل مصر
واين مؤتمراتكم الخيريه يا اهلنا في اوربا وامثالها لنصره اخوانكم هنا
.
فليعلم كل منا اننا ورب السماء والارض سنسأل .. هذا ليس منة منا بل فرض علينا
,

الأربعاء، مايو ٠٧، ٢٠٠٨

وعـون أحبتي عنـي صدوف

قبل ثوان كنت اقرأ موضوعا بمدونة الخلوق عن مراعاة مشاعر الاخرين

عادت بي الذكرى لما قبل شهر من الان .. ما وددت تذكر ذلك اليوم ابدا ولا حتى الكتابه عنه .. لكن لازلت احمل غصته .. ربما لانني اتقن امتصاص الالام ثم تأبى نفسي الا تعبيرا عنها ولو بعد حين

حمل يومها لي خبرا كئيبا .. لم يكن الخبر بذاته عنوان يومي بقدر ما كان القشه التي قصمت ظهري بعد سلسه احداث جرت معها سنتين من الذاكره
..
اصبحت اسير في كليتي اقل ما يقال عني : في عالم اخر

حبُست دموعي وكأنها تبخل علي بالتفريج ولو بقطره دمع ..
كل ما احتجته حينها ان يسألني احدهم بصدق" ما بك " ..

نظرت حولي واذا باصحابي على صنفين .. صنف لم يسأل اصلا ، وصنف لم يفهم .

اصعب شعور ان تكون ممن يتقنون فهم الاخرين من نظراتهم او هيئتهم والشعور بهم حتى وهم بعيدون .. ثم تجد ان ألمك فاض بك وبدى جليا ومع ذلك لا تجد من يفهمك


وحيد في المدى فرد غريب وعون احبتي عني صدوف

لم اعاتب احدا ... شعرت انهم لم يستحقوا مني العتاب

كل ما فعلته لم اذهب كليتي يومان وطلبت الا يكلمني احد .. جالسه بغرفتي بلا حراك اما نائمة او متأمله في سقف غرفتي ..

وكان الله نعم الانيس ..يريد الله تعالى ان يعلمنا انه لا ملجأ الا اليه ولا اتكال الا عليه .. وكم من محنة حملت في طيها منحه ايمانيه ربانيه

اكملت ايامي ..

ادركت عندها لماذا تدمع عيون من نشعر بهم ... لانها بضاعه قليله في هذا الزمن



اعلم ان هذا الموضوع اوانه فات من زمن ... لكنها زفرات كانت ستخرج عاجلا او اجلا ..

معذره ان ازعجتكم بثرثرتي






الاثنين، مايو ٠٥، ٢٠٠٨

يوم فلسطيني " مذكرة "

اذ تظلنا فعاليات عالميه وعربيه بذكرة النكبه الـ 60 على احتلال فلسطين

اثرت الكتابه عن يوم عشته .. الاربعاء الماضي .. اليكــم احداثه


* الاسماء مستعاره


خرجت من امتحاني الهندسي على عجل اغلق الاقلام وألملم شتات الاوراق لأرد على المحمول الذي مل من كثره الاهتزاز صمتا ، مؤكد انها من تنتظرني بالاسفل تتعجلني حتى لا نتأخر على موعدنا ..



.

اجبت لكنها عاجلتني بقولها : مللت الانتظار فسبقتك الى هناك .. تفهمت وطمئنتها بلحاقي بها في الحال




اوقفت احدى سيارت الاجره امام الكليه :
- نقابة الاطباء " للامر تفسير فيما بعد " فأشار الي مواقفا ان يقلني الى هناك


لمحت بالمقعد الخلفي دكتورة من احدى الكليات التي يضمها المجمع عرفت ذلك من هيئتها ..


ركبت باسم الله ثم تأملت محمولي قليلا .. فتحت قائمة الاسماء ثم اتصلت على رقمها
رن طويـــل ولم تجب .. لم اقطع الامل فالحدث يستحق الاصرار




.

وبعد طول انتظار اجابت على اتصالي
انتابتني حاله من دهشة السرور – اذا صح التعبير –




.ووجدتني بلهجة فلسطينيه اظنني اتقنها
-أميرة.. اين انت الان .. هل ستأتين الى المعرض




-اجل حبيبتي انا فيه الان اتمنى ان اراك اليوم



قلت بنشاط - سأكون عندكم بعد دقائق



.
انتهى الاتصال وشرعت ضربات قلبي في تسارع تدريجي غير عائبه بنظرات السائق والدكتورة بدهشه يشوبها التطفل ..



اخذتني ومضة فلاشيه الى الصيف الماضي.. حين وصلتني دعوة عرس لاحدى الزميلات .. ذهبت ملبية الدعوة فهي فرصه للقاء الكثيرات ممن عز فراقهن بعد تخرجهن و ممن طال الشوق لهن بعد انتهاء الدراسه




وهناك حيث صخب الاصوات امسكت بيدي صديقه قائله

- اريد ان اعرفك على اخت فلسطينيه تدرس الطب بجامعتنا .. من غزة ،تلك التي تمشي هناك .. زيها كما فلسطين لم يتغير


كان من السهل ان تلتقط عيني المتلهفة ذاك النمط الذي لا أخطئه من اللباس
اسرت لي الصديقه بأنها لا تحب ان يعرف احد انها من غزة " ايامها كان هناك بعض القلق الامني لبدأ الحصار ووضع حماس .. الخ "


.

قلت حسنا لا تقلقي واقتربنا منها . تعارفنا

.
صافحتها بحراره .. -اختك شهيده ..




ما كادت تكمل – حيــاك الله ــــ ولم املك الا ان عانقتها ،تتلخص سنين الطفوله ، وقصص واخبار وقراءه التاريخ والقضيه واحلام واماني وسبع سنين من معرفه اهل الرباط عن قرب من خلال الملتقى القسامي .. كل ذلك تلخص امامي- عن غير قصد - في ذلك الموقف .. فجائت تصرفاتي كتخبط شعوري حينها




سألتها كمن لا يعرف : من اين انت



.

طبعا بغض النظر عن انطباعها عن تلك المجنونه –أنا-



اجابتني ولا تزال ملامحها تحمل سمات التعجب الحذر : من غزة



قلت – ضاربه بما حدثتني به صديقتي عرض الحائط- من اين بغزة ؟ وسردت بعض اسماء مدن القطاع لاثير بقلبها بعض الطمأنينه



- من غزة ذاتها



بادلتها عبارات الترحيب الجم وتركتها تمضي حتى لا اثقل عليها ببراعه استهالالي للمواقف :)


مضت ولم تفارقني ابتسامه سرور عظيـــم



وترمقني صديقيتي تلك بنظرات من فاض به الضحك .. عندما مسحت دمعه تسللت وسط فرحي عنوة .. لا ادري ربما نشوه الفرح واجتماع لحظات هذه السنين كلها في ان واحد كانت اكبر من ان يتحملها قلبي



.
طار عداد الايام في شريط الذكريات حيث حفله استقبال طلبه العام الاول على مستوى الجامعة ..


وهناك ايضا قابلت أميرة .. قدر ربي ان اكون ذاهبه بينما دخلت هي .. هذه المره " جت سليمه " كان رد فعلها طبيعيا بدرجه كبيرة ربما تأكدت من اتجاهي فاطمئنت ، رحبت بي بطيبه ومحبة فلسطينيه لا تخطئها في ابناء تلك البقاع حيث تلمس بوضوح قلوب ذابت من الاحزان ولا تخطئ بأعينهم نظرة الأمل المتدفق والتحدي



.
لم اجد امامي غير كرت الترحيب الذي يوزع عند دخولنا للحفل تركت لها كلمات بسيطه عليه . ومضيت على امل اللقاء مجددا




.
وتتابعت لقطات فلاشيه اخرى من شريط الذكريات حيث اول اتصال وما تلاه من رسائل وفي كل مره يكون قبسا من حديثها : تتصلين دوما في الاوقات التي احتاج احدا فيها ..




فيشدني اجلال الله مؤلف القلوب ..
توثقت الروابط بيننا رغم الدقائق التي تعد على الاصابع التي لقيتها فيها لكن سبحان من اذا كان الحب فيه






.ثم فتح المعبر
وازدانت مصر وفاض السرور بنا لعرس لم نر أنواره منذ سنين .. عند التآم شمل الرفحين وسقوط اصنام السياده السايكس بوكيه وظل المنهج الرباني " المؤمن للمؤمن كالبنبان يشد بعضه بعضا "




.
قررت .. ورفعت هاتفي لاتصل بها مجددا .. وكانت هناك ..حيث العريش .. فاصبح قراري منتهي الصلاحيه ..




.
عدت الى حيث انا في التاكسي لم تفارقني الابتسامه التي رسمتها تلك الومضات من الذاكره على محياي ..


.
نزلت لتلقاني زميلتي التي سبقتني ومررنا سويه لنبلغ باب النقابه حيث يقام معرض لمناصره ارض الرباط كان من المفترض ان يكون اسبوعا كما كل عام .. لكن الاوضاع الامنيه في مصر لا تسمح الا بيوم " بشق الانفس " وكالعاده تحتضن نقابه الاطباء ذات الاغلبيه الاسلاميه هذه الفعاليات دون غيرها من نقابات عرائس الشمع الهامده ..




.
دخلت وعيني تبحث عنها


واذا بمن يناديني فور دخولي

- شهيده تعالي هنا



نظرت فاذا بأميرة وبعض صديقاتي معها

.
كان لقاءا مؤثرا بعد غيـــاب طويل .. عانقتني طويلا حتى كدت ابكي ..




.
تركت زميلتي تجول كما تشاء في المعرض وبقيت معها نتبادل اطراف حديث طال انتظاره .. غلب على حديثنا العاطفه وشجون الغربه والحنين ..




.
عرفت انها في السنه الخامسه .. فسألتها :لو لم تأتي الا مصر الى أي الكليات كنت ستنتسبين ؟




قالت الى الهندسه او الصيدله



باستغراب عفوي قلت .. وجئت لمصر لتدرسي الطب يا أميرة ؟
اجابت ايضا بعفويه .. نعم ..




.

ما كنت لأتخيل ان يشد شاب فضلا عن فتاه الرحال الى بد اخر لمجرد التخصص ..

.
قطعت تأملي بسؤالها .. اتعلمين عندما اتصلت بي وكنت في العريش .. كم سعدت يومها
ابتسمت قائلة : اتعلمين لم كنت اتصل




- لم



-لاقول لك اذا اردت الذهاب لرؤيه اهللك فسأعمل على ترتيب ذهابك فورا ..




شدت على يدي بود .. جزيتي عني كل خير




قطع حديثنا سعالها المتكرر بسبب الزكام لمحت وسط الزحام كرسيا خلفها فطلبت منها الجلوس فجأة جاءت الاناشيد على خط الحديث ففتحت محمولي لاسمعها نشيدا احبه " فلسطين يا ارض الهدى "

.
اعطيتها المحمول وبعد اول بيتين من النشيد مالت برأسها الى الاسفل في جلسه المنصـت ..


بعد هنية اسندت رأسها على يدها ولاني احفظ كلمات النشيد تحديدا " فلسطين يا وجع العمر يا حلوة احلى من الزهر مزروعه بضلوع الصدر روحي تروح فداك " عرفت انها على شفير الدموع فقاطعتها بقبله على رأسها .. في مثل هذه المواقف يلجمني الصمت


.
فقامت واطلقت تنهيده – لأجلها تغربت يا شهيده


.
مددت كفي امسح دمعها .. كل الكلمات والبلاغه لم تسعفني حينها .. بل تعجبت وكأنها اول مره امر بهكذا موقف .. رُبط لساني لا ادري لماذا

.
حاولت التخفيف عنها ببعض المزاح .. لكن انى لبسمه ترسمها الشفاه ان تمحو اخاديد رسمتها السنون في ذاكرتنا
من الممكن ان نتحمل الغربه في الوطن لكن ان تتحمل غربه وطن في حرب عقائديه اما ان تنتصر الله اكبر او تزول .. فذاك شيء اخر .. لايدركه الا من تجرع غصصه


.
تجولنا في المعرض ومن الله علينا بالمساهمه فيه .. كان ازدحاما هائلا .. وانتهت الملابس والاكلات تقريبا قبل منتصف اليوم .. وددت لو أنني رأيت وجوه من يزايدون على تماسك هذه الامه


.
حان وقت ذهابي فودعتها على أمل لقاء اخر قريب باذن الله

مضيت في رحله العودة و يتردد في سمعي شدو المنشد

" يا أمتي لبي ندا الأقصى أما سمـع الأنين .. وهل يطيب العيـش المسرى ينادي العاشقين
أرض الشآم مع الحجاز ومصر واليـمن العريـن .. ويا جمــوع الرافدين ومغرب الفتح المبين
يا سعد من لبى الندا .. يا سعد من لبى الندا
يا قدس انا قادمون "
"

.
ومضى يومي الذي عشته فلسطينيا خالصا .. مع ارق التحايا ..




.

اهداء
إليها .. لا تسع الكلمات شعوري ..
فهي فقط إليك .. كلل الله جهدك بالنجاح ومن عليك بعود قريب .. ولعلي ألقاك يوما ما .. هناك




شهيدة


الخميس، مايو ٠١، ٢٠٠٨

لأجــل هــديل



تأخرت كثيرا في الكتابه عنها مع علمي بالخبر في حينها ..

.
اختنا الكريــمة هديل الحضيف أديبه و" مدونه سعوديه " .. منذ عشرة أيام ترقد في المشفى بغيبوبه لا يعرف سببها الى الان عن غير سابق مرض او ألم فقط أيقظها والدها صباح الاثنين قبل الماضي ليجدها في غيبوبتها لا تجيــب ،عندما اوصلوها للمشفى كان القلب والتنفس قد توقفا وبعنايه الله ثم الانعاش عاد لها النبض لكن لا تزال غائبة عن الوعي ..


.

نسألكم الدعاء لها بشـــدة ولأهلها بالصبر والثبات ..
لا تنسوها بالله عليكم من الدعاء ،،

.
مما قل والدها -صبر الله قلبه -:
[ يراهنون على موتها، وأنا أراهن على حياتها.. وأراهن على من خلق هديل، وقال «إدعوني أستجب لكم». ]
فاللهم استجب
اللهم استجب