الخميس، مايو ٢٨، ٢٠٠٩

البيعـة مع الله

عنوان مهيب ..

كنت في فاصل دراسي بالأمس وكان الصغار يشاهدون قناة " طيور الجنه " .. قررت مجالستهم قليلا فإذا بالاستاذ " عصومي " يجاوره شقيقه الأكبر " الوليد " وخلفهم نجوم القناة صغارا وكبارا ..
يمسك الأستاذ عصومي بالمايك ليطلب من الجمهور القيام ورفع اليد اليمني في موضع القسم والترديد من خلفه ، كانت الوالدة هي الأخرى معنا .. وعندما تسمع هكذا طلب لابد ان تستجيب حتى لو كان من صغير لم يفقه ثقل القسم فرفعنا أيدينا اليمنى بأدب جم :D ثم اردف الأخ عصومي

اقسم بالله العظيم ،، ان أبذل نفسي ومالي دفاعا عن القدس الشريف .. ثم بدأ هدير من وراءه من المنشدين " اسلمي يا قدس انني الفدا .. بيدي ان مدت الدنيا يدا .. أبدا لن تستكيني أبدا انني ارجو مع اليوم غدا ومعي قلبي وعزمي للجهاد لا أميل لا أمل لا ألين .. لك يا قدس السلاما وسلاما يا بلادي .. إن رمى البغي سهامه أتقيها بفؤادي واسلمي في كل حين .. الخ النشيدة التي نحفظها منذ العاشرة "

الحقيقة وانا أردد القسم وراءه تسائلت هل أعي ما أفعل هل أعي قسمي .. والجواب هو قطعا نعم فهذا شيء مفروغ منه بالنسبة لنا منذ الصغر منذ وعينا هذه الفكرة ووعينا ان لنا أرضا مسلوبه يجد ان تعود ولنا مجدا يجب ان يُسترد ولنا حضارة يجب أن تقام ... تسائلت هل نجدد ايماننا بفكرتنا وما نذرنا حياتنا له هكذا بحق ..

أعندما نقول " نفسي ومالي " .. نقصدها صدقا ويقينا .. نفسا ومالا .. نَفَسا وروحا ووقتا وجهدا وبذلا وحبا وكل شيء . كل شيء

ألن نتلكأ ذات يوم .. ألن نركن في لحظة من تعلق

هل القشعريرة التي شعرتها وانا اردد القسم كأنه وضعني أمام - امر واقع - تتجدد فينا هكذا دائما .. لا تغيب

هل نجدد بيعتنا مع الله في كل فعل صدقا .. هل نزنها دائما بميزان الخليل عليه السلام - قل ان صلاني ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين - ام نأخذ بها حينا ونتركها أحيان ..

هل تُتَخذ قراراتنا واختياراتنا على أساس " بعت والله اشترى "

هل الهمة التي تقعد بنا حينا ، او الوهن الذي يصيب أفعالنا أحيان أخرى تصلح أن تُسمى " صدق مع الله " فيما بعناه إياه

هل مُضي الوقت والذي يجر العمر وراءه هو من أضلاع مربع الصدق مع الله يا ترى ام انه استراحه محارب قد طالت ..

هل الهدف الذي نفقد بريقه او الأمل الذي نفقده وتركنا للدنيا تعبث بأولوياتنا هي من أضلاع ذلك المربع يا ترى .. أم اننا نضحك على أنفسنا ..

هل تخلينا عن أحلامنا لهذا الدين .. يعتبر " واقعية " .. أم انه تخلياً ونكث للبيعة نجمله بعبارات تخفف وطأة الندم

عندما تغوص " أم " في هموم الحياة وتنسى انها صدحت بنوايا عديدة في أبناءها وانشغلت في " الحياة " . أهذا أحد اضلاع الصدق مع الله

عندما يغلق المستقبل أمام الشباب .. ويغلب عليهم الهم والغم .. ولا بأس ان يتركوا الزمن يعكر صفوهم وويقلب اهدافهم من أعاليها إلى مجرد سد قوت اليوم وعند هذا نحمد الله لا نريد اكثر .. اهذا ايضا من أضلاع ذلك المربع ..

عندما تتخرج احداهن فتصبح الأقوال هباءا منثورا وكل ما ترجوه ظل رجل .. أي رجل لا مشكله وفي اثناء هذه المدة من الانتظار هي أسيره الانتظار والهموم وكأن وظيفتها في الكون انتهت حتى يفتح لها احدهم بابا للحياة مجددا .. وهذه امثلة رأيتها بعيني

متى نرى العزائم تنتفض قوة لا تلين .. لا يثنيها مرور وقت ولا يقعد بها تثبيط المثبطين ..
متى تغفو القدس قريرة العين تعلم ان قلوبا تغلي غيرة عليها .. أم أصبح هذا الكلام إنشاءا

ان الصدق في البيعة مع الله كقدرة أحدنا على القفز ..

فمنا من يتمكن بما يحمل من أثقال أن يقفز بمقدار شبر ، ومنا من يقفز إلى مستوى قامته ، ومنا من يقفز بمستوى الغيم ، ومنا من يتخفف من كل أثقال زينة الحياة الدنيا ويقفز قفزة يسمو بها حتى الجنة .


ومن يقفز للجنة لا يعني بالضرورة الرحيل عن الدنيا .. لعل بيننا أقوام حطوا رحالهم في الجنه منذ أمد وهم أكثر عملا وحياة من أي أحد ..


هل يفيض منا الحب صدقا فنبيع الحياة لله .. ذاك ما قصدته هنا حين قلت " فاض منهم الحب فحملوا الروح هدية القدوم عليه ،فبادلهم وأبى إلا ان تكون ضيافتهم في دار زرع كرامتها بيده "

" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " .. فما الجنه الا دليل محبة وليست هي المحبه .. وما سفكهم للدم الا دليل المحبة وليس هو المحبة ..


وان المرء فينا سواءا عجل إلى الله على جناح السنين بعمل دؤوب وجهد جهيد أو عجل إليه على جناح الدم .. فذاك كقول القائل " ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنبٍ كان في الله مصرعي "

فلسنا نبالي على أي الأجنحة كتب الله لنا أن نعجل إليه بها .. وان كنا نتوق لأحدها شوقا .. فكلها حياة لله .. وكلها بيعة واحدة والمشتري واحد ..
فإن كان لابد فإني لأرجو أن يأخذ من حياتي حتى يرضى ثم يختمها بأن يأخذ من دمي حتى يرضى ..


.

الأحد، مايو ٢٤، ٢٠٠٩


أنا الفجـر إن كان الفجـر بشـراً ..

___
ومادح نفسه كذاااب
D:D:


.
دمتم بخيـر وادعولي اذا سمحتوا

السبت، مايو ١٦، ٢٠٠٩

عندما تخنقك اللحظات

شيء متعب .. عندما تود الكلام فلا اللسان يستجيب ولا القلم يفتح لك متنفساً ..
لأنه ببساطة .. لا مكان يستع

كل الأماكن تخنقك .. كل الأماكن ضيقة

لا مجال للبوح ..

تجاهد قلبا بين أضلعك يضطرب يود الفكاك .. ولا مجال
تجاهد أحرفا تشتاق السطور .. ولا مجال
تجاهد وجعـا يود الأنين .. ولا مجال
وقد تجاهد فرحا يود الضحك .. ولا مجال

تتقلص جميع الأمنيات في واحدة صغيرة .. فقط لو لحظة من سكون ، لو فراغا صغيرا يتسع لبوح أصغر منه ، فقط لو بعض سلام .. بدون مشاغل او امتحانات او غرائب الدنيا وعجائبها

حتى إذ أرفع النجوى لربي يأبى عليّ اللسان النطق .. استجدي الحرف عن مترجم القلب فيأتي ببطء وكأنني أفك طلاسم ..

كل ما حولي قاعة امتحان .. كل شيء فيها يضج بالأسئلة .. كل ما فيها يحتاج لحل .. كل ما فيها محير ..
كأنني أعيش لأول مرة
كأنني اترقب الناس والأشياء كمولود وفد الى الدنيا جديدا ..

ما الذي يحدث

لا أدري .. لأول مرة أشعر أنني لا أفهم .

أسأل الله التيسيير ..

.

الأحد، مايو ١٠، ٢٠٠٩

قالـوا له : هذي قصور الطامحين فخلها لا يشغلنك حبها


قالـوا له : هذي قصور الطامحين فخلها لا يشغلنك حبها *



تركيبة معقدة تلك التي تسفر عنها قلوبهم .. تشبه المعادلات الكيميائية ربما

أهو خط فاصل يا ترى بين أن تبيع كل شيء وتيمم وجهك شطر السماء ، لا شيء سوى السماء ..

أم هي مراحل تنقية وتكرير وعمليات فرز وانتقاء

أكان سهلا ان يضعوا لقصتهم نقطة النهاية ليُغلق الكتاب ..

أرأت أعينهم الدنيا بكل ما فيها لا شيء ..

أباعوا بهذه السهولة ..


أكانت جذوة الحب في قلوبهم لا تمكّنهم إلا من اختيار وحيـد ..

أكانت الحروف الـ28 عاجزة عن تحمل شوقهـم وصفا فحملتهم حروف الفِعال ..

أأعياهم طول الانتظار ..

ألم يُرض غرورهم أن يرحلوا إليه على جناح السنين فعجلوا إليه على جناح الدم بتذكرة مباشرة .. وبغير ذلك لا يقنعون

أهي تركيبة الحب التي تعمل في القلب عمل السحر فيهيم على وجه لا يرى إلا حبيبه .. يطوي القفار والبحار أشعث أغبر لا يرويه إلا ماء الوصول .. ولا يريحه إلا مرفأ السدرة **

صدقوه الشوق فمكّن لهم فعجلوا إليه فعجّل لهم اللقاء

فلما كان وقيل تمنوا ، قالوا ردنّا إليها فنقتل فيك ثانية ً

فاض منهم الحب فحملوا الروح هديةَ القدوم عليه ، فبادلهم وأبى إلا ان تكون ضيافتهم في دارٍ زرع كرامتها بيده ..

هي قصة بلا ختام فضيافته لا تعرف الثلاث ليال ولا غيرها من منتهى ما قد يعد البحر لو حيل مدادا ..

هي قصة العاشقين ورواية المحبين لا يسطرها إلا السَحَرْ وجنوده ..
تكتنز الأرض مواضع الأقدام منهم والسجود في سجل عمرها قبل أن تزلزل فتحدث أخبارها .. ويحفظ الهواء أنفاس ذكرهم .. وتكتم عنهم السماء الخبر حتى يؤذن لها أن الله يحب فلانا فأحبوه فيعرفه أهل السماء في دنياه مرة ثم يعرفوه اخرى عندما تفيض منه الروح فيسألون أي رائحة تلك أي القادمين ذاك .. فيُخبرون ..

وكم لأهل السماء من عوالم يشق على العقل الذي كبلته دنياه اختراقها ولو ضربا من خيال ..




_____________

* إلى حاملي أرواحهم على الأكف قربانا .. إلى الاستشهاديين خصوصا
**سدرة المنتهى


الجمعة، مايو ٠٨، ٢٠٠٩

ربما لا شيء ..


هل للموت وصف ..
عندما تسحب منك الروح ،، عندما يسحب منك النبض ،، عندما تُكتم أنفاسك ،،
فما للوصف من موضع قلم ...
عندما تطويك تقديراتهم لتكسرك ،،
وتأبـى ،،
لكنك تحمل كيانا متهالكا
تجمله بمحاولات الصمود ،،
تداريه بوجه صلب ،،
تغذيه بالعناد ..
وتنتحب

ارفع أنين فؤادك .. لا تكتم أنفاس صرخاتك البعيدة ،، نَفِس عن الأوجاع والنشيج ،، امسح على القلب العليل بإغفاءة ،، دعه مرة ينوح بصمته ،، دعه لعله يرتاح ،، لكن احذر أن تنكأ جراحه .. للقلوب مفاتح من غضب

..

الخميس، مايو ٠٧، ٢٠٠٩

عـــــابــر (3)

بناءا على طلبكم .. أضعها في صدر الصفحة

* هذا الجزء اكمال لـ عـابر 2
___

أعد العصير .. توجه بهدوء إلى مكتب مدير القسم و على بعد خطوات خلفه كانت الفتاة ترتب أوراقها قاصدة ذات الغرفة

طرق الباب برفق فأجابه صوته الجهوري بإذن الدخول مما زاد من ارتباك الفتاة

وضع العصير وكوب الماء المرافق له وهم بالانصراف بينما استقرت الأوراق على مكتبه بأيدي مرتبكة عادت صاحبتها بضع خطوات بعيدا عن المكتب ..

ما كادت جريدته تستقر في راحة يديه من جديد حتى ازعجه صوتٌ لم تستطع جدران المكتب كتمانه

- ما هذا يا انسة .. أتسمي هذه دراسة جدوى، أضمن فشل المشروع من الآن إن كان القائم على تخطيطه من أمثالك
-راميا الأوراق اتجاهها- : أعيديها
لم تكمل جملتها المتوسلة بليلها الذي وصلته بالنهار لأجل هذه الدراسة حتى نهرها بكلماته فلملت أوراقها وخرجت محتقنة الوجه


رمقها صاحبنا من فوق عدسته التي انزلقت أسفل أنفه كالعادة بينما كانت تخط السير عجلا تفضي لخطواتها ببعض الغضب

انتفضت الجريدة مرة ثانية من هدوء يديه لصوت ارتطام المستندات بمكتب المشتعلة غضباً

كانت نظرات الحاضرين تتناقل مع زفرات حركاتها بلا تعليق ..

- هاي أنت .. يا فتى الشاي

رمقه صاحبنا بنصف نظرة فامتعض المنادي واستدرك - آسف لم أعرف اسمك بعد لكن الانسة تريدك

طوى جريدته وتوجه لمكتبها القابع في منعطف الغرفة ، شده كمية الأوراق المتراكمة التي يتوسطها كتاب كبير يبدو كمرجع ..

وهي تضغط بقوة على القلم ومنهمكة في الكتابة
- فنجان من القهوة إذا سمحت

توجه لما يشبه المطبخ وأخذ يبحث عن مكونات القهوة ..

فوجئ أن ثمة خللا في الموقد .. تأخر قليلا لإصلاحه

أعد القهوة وهو يكمل مقالته التي قطعها النداء الأخير

في طريقه لمكتبها ..لم يحتج الأمر ليفسر لها تأخره فعاجلته وقد قطعت أفق رؤيته سرعتها وهي ترتب الأوراق بجبين مقضب ذا مغزى انتقامي- لا عليك لم أعد بحاجه لها

طرقاتها القوية للباب شقت صمت المكان الذي خلا من مرتاديه الا من أصحاب الأعمال المتراكمة مثلها

هذه المرة لم يُسمع لهم صوت .
لم تستغرق ربع ساعة .. حتى خرجت وقد ألقت المستندات في السلة المجاورة لمكتب المدير وعلى وجهها ابتسامة رضا

توجهت لمكتبها أفرغت محتوياته بهدوء في صندوقها الكرتوني وغادرت المكتب وحولها أمواج من السرور ..
قبل أن تنعطف لتغادر القسم

دقت بطرقه خفيفة على باب المدير فأذِن

أطلت برأسها الصغير

-سيادة المدير

رفع رأسه متعجبا - ألم تقولي أنك راحلة - ثم انقلب ساخرا - أم اعترفتي بخطأك وأتيت ترجيني لإعادة النظر

بابتسامه غريبة :إطلاقا سيادة المدير ، أردت فقط أن أعطي تقييمي النهائي لشركتكم الموقرة

رفع حاجبه الأيسر بتهكم فعاجلته - لا يشرف أي شخص محترم أن يعمل في هذا المكان

وأغلقت الباب تاركة معالم الذهول محنطة على وجهه


ابتسم صاحبنا نصف ابتسامته المعهودة .. وقام طاويا الجريدة لتستقر في جيبه

قاطع مسيرته الى باب القسم صوت من ينادي بعصير ليمون ليبرد أعصابه

- هااي يا رجل أين تذهب .. المدير يناديك

التفت صاحبنا بابتسامة عريضة : اخبره أنني استقلت


..
انتهى

لفهم مغزى مجموعة " عابر " .. يرجى قراءتها جميعا فليس الهدف مجرد مشاهد ولم أكن لأخط بقلمي شيئا بلا معنى ..




الاثنين، مايو ٠٤، ٢٠٠٩

غـصص القلب لا تنتهي يا " أميـة "


إذ ودعتِ " رامي " من قبل .. معانقاً سلاحه، لابساً لأمَة حربه ، مجاهداً تكتحل به عيون طال منها البكاء والسهر على دين تُمَزقْ أراضيه ..

وإذ سالت دماء "رامي" بيد عدو غاصب .. تهتِ - على شدة الفراق - فخراً ، ونسجت حكايته عقد عز في جيد " نور "

تودعين اليوم رفيقه ووصيته إليكِ الشهيد وائل عقيلان

لكن هذه المرة بطعنة من بني الجلدة والعروبة والإسلام .. هذا إن أبقت لهم الكراسي من الإسلام شيئاً ..


عقدين عز في جيد " نور " الآن يا أمية .. وبيوت " الحمد " ترص لك باذن الله في أعالي الجنان ..

وإن الملتقى الجنـــة .. دع ِالظُلاّم يرتعون .. إن لهم موعدا لن يُخلـفوه ..

(
أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد المجاهد القسامي المهندس وائل عقيلان -زوج فنانة الكاريكاتير الشهيرة أمية جحا- متأثرا بمرضه بعد منعه من السفر عبر معبر رفح لتلقي العلاج في الخارج

وباستشهاد المجاهد عقيلان يرتفع عدد شهداء الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عامين الى 230 شهيدا جراء منعهم من السفر للعلاج في الخارج

يذكر بأن الشهيد عقيلان هو أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام وهو احد أفراد الوحدة الخاصة القسامية 103 الشهيرة ورئيس مجلس طلاب الجامعة الاسلامية سابقا

)


أختنا أمية جحا - صاحبة الريشة الكاريكاتورية التي تحمل القضية - ارتقى زوجها وائل عقيلان بالأمس 3-5-2009 .. وقد كانت ذكرى استشهاد زوجها الأول الشهيد القائد رامي سعد في الـ 1-5
وائل عقيلان كان رفيق الشهيد رامي وأوصاها بالزواج منه اذا استشهد .. و "نور" هي الابنة الصغيرة التي تركها رامي لأميـة ..

الشهيـد رامي سعد إثر استشهاده وهو معانق سلاحه ..




الشهيد وائل عقيلان



الجمعة، مايو ٠١، ٢٠٠٩

طيور الجنه & 4 shabab في الميزان ..


طيور الجنه & 4 shabab في الميزان ..


منذ ما قبل العشر سنوات الأخيرة تقريبا كانت فكرة " قناة اعلامية اسلامية " جنينا يجاهد للخروج من رحم الخيال إلى دنيا الواقع ..

وقد كانت أول انطلاقه مع قناة إقرأ .. ثم توالت حبات العقد بالرسالة والناس والرحمة والحافظ والعد لا ينتهي .. بغض النظر عن تنوع توجهات هذه القنوات وتعدد أساليبها في إيصال الاسلام وخدمته بشكل معين .. إلا أنها جميعا حُصرت في الأسلوب الدعوي البحت ..


بمعنى ،،

كل هذه القنوات ركزت على الجانب التربوي الديني لجماهيرها .. وعمدت الى حقن مضمونها بمسحة فنية إسلامية تشير للفن الإسلامي ..

الفن الإسلامي بدأ في الظهور للإعلام منذ عهد أبو مازن مرورا بأبي راتب على شكل تسجيلات صوتية يتناقلها ذوي الميول الإسلامية ، وصولا للجيل الحالي من المنشدين بتنوع ألوان ما يقدموه تناسبا مع تعدد الأذواق التي توسعت لتشمل فئة ليست من ذوي الميول الإسلامية لكنها ترى في الإنشاد بديلا عن الأغاني التي أصبحت تلوثا بصريا وسمعيا لا ينكر

زامن ذلك ظهور بعض القنوات التي تخصصت في جمع الفيديو كليبات للأناشيد والتي بدورها كان لها جمهورها .. وكان هذا مؤشرا الى بداية الإلتفات لأهمية الفن على خريطة الاعلام الاسلامي الموجه


ما أثار الإنتباه و استحق الاهتمام .. هي النظرة الجديدة للفن الإسلامي التي تبنتها قناتي طيور الجنه للأطفال وفور شباب للشباب طبعا ..

ما لاحظته جديدا في هاتين القناتين .. هو تبني شريحة معينة مستهدفة من القناة .. هذا أولا والتخصص هو شيء نفتقده للأسف في عالمنا العربي والإسلامي وهو من الأهميه الكبيرة بمكان ..


أما ثانيا .. أن كل قناة لها رؤية ومستهدف مما تعرضه ليس مجرد " أناشيد " أو ليس مجرد " فن إسلامي " .. بل لكل منهم رسالة يركز عليها ومنهج يتبناه واضح لا تغيره الأيام أو ما تريد أذواق المشاهدين ..


وثالثا .. أنهم تبنوا رؤيه إسلامية متنوعة من الفن وليس الأناشيد فقط وان كان لها ضلع أكبر ..


ورابعا وهو الأهم .. أنهم " يصنعون " فنـاً .. ولا يجمعوه او مجرد ناقلي أعمال عشوائية تعتمد على ما ينتجه المنشدين ما بين فينة وأخرى .. وصناعتهم تأتي تبعا لرؤيتهم وما يستهدفوه ..


طيور الجنة على سبيل المثال .. تصنع أناشيدها بانتاج خاص ، القيم والمفاهيم التي تريد ايصالها للأطفال تغلف بقالب ذا جودة وامتاع ..

رسالتها بالإضافة الى ترسيخ القيم لدى الأطفال فلا يخفى تركيزها على زرع القضية في عقولهم أيضا .. والأقصى حاضر دائم في انتاجاتها ..


عمدت أيضا الى عمل المهرجانات في بلدان عدة وهذا إضافة لكونه تسويقا جيدا لكنه أيضا عمقا أخر يضاف لها كصاحبة رساله ويظهر بما لا شك فيه أنها تستهدف الوحدة الإسلامية والقضية الفلسطينية كقضيتين رئيسيتين .

والعمرات التي تطلقها تضم تحت هذا السياق ..


كذلك تعدد انتاجها غير الاناشيد كالمقاطع الكرتونيه التوجيهية للأطفال ، والآيات القرآنية ذات المغزى المركز وكذلك المقاطع التمثيلية التي تعتمد القالب الفكاهي لتوصيل فكرتها ..



أما فور شباب .. فتبنت مستوى أعلى من التوقعات الحاليه .. فقد بدأت على قاعدة شرعية صلبة تجعل الجدل حولها ينقطع منذ البداية لتنطلق بثقة بدون وجل من الوقوع في الشبهات – ان جازت التسمية –


فور شباب أوضحت تخصصها منذ البداية ووقوفها على ثغرة الفن الإسلامي الموجه للشباب .. وهنا وجه التخصص

صنعت هي الأخرى اناشيدها الخاصه ذات الرسائل التي تريد التركيز عليها ولم تعتمد فقط على ما أنتجه المنشدون من قبل .. وكانت الأناشيد المعروضه في أول شهور من بث القناة كفيلة ان تظهر رؤيتها .. فالأناشيد تستهدف حياة الشباب واهتامامتهم بصورة مباشره فمواضيع كالزواج والأصدقاء والمشاكل مع الناس وما الى ذلك لم تغب عن برنامجها الأناشيدي إضافة للمواضيع الدينيه الموجودة بالأصل ..


إضافة الى تركيزها الإنشادي فقد حقنت برنامجها ببعض البرامج التي تعالج أيضا جزئيات مهمة للشباب .. كالمخدرات والإدمان بشكل عام ، والقراءة والكتب المهمة التي يلفت الدكتور محمد العوضي نظر الشباب لها في برنامجه " كتب استوقفتني " ..


لكن المنعطف الخطير الذي اخترقته فور شباب .. هو صناعة فن إسلامي ككيان مستقل قائم بذاته عبر اسكتشاف المواهب ..


ما أشار إليه الشيخ الدكتورعلي العمري – مدير القناة - هو البدء بجعل الفن الإسلامي قائم بذاته وله قاعدة لا تعمتد على موجه من التدين أو هبه من منشد ما ..

وأشار أيضا ان المخرجين والمصورين ومن على شاكلتهم يودون لو ان لديهم بديلا ليعموا فيه .. عوضا عن لوم أصحاب الميول الاسلاميه لهم عن عملهم بالمجال الفني العادي .. فهنا جاءت أهميه صناعة كيان فني اسلامي متماسك ..

البرنامج الذي أطلقته القناة والذي انتهى موسمه الأول بنجاح تحت مسمى " صوتك واصل " .. ( وهو برنامج يستمع لأصوات المتصلين ويختار ثلاثه يعدون أفضل أصوات كل حلقه يصعدون للتصفيات النهائية ) .. هذا البرنامج أخرج 12 موهبة شابة للفن الملتزم .. منهم 3 تبنتهم القناة كجائزة لهم ..


وهذا يعتبر منعطف جديد في مسيرة الإعلام المسلم .. وللفن خصوصا ..


وبإعلان جديد عن فيلم " 3D "جديد عن القضية الفلسطينية نعلم ان ثمة رؤية جديرة بالاحترام لصنع إعلام إسلامي ذا قيمة ووزن ..


لعلنا نشهد ذات يوم سينما وكرتون أطفال موجه جيدا بدون ادخالات اجنبية نصنعها بقيمنا نحن وبديننا ..

لعلنا نشهد عرض قوي وذا جودة بطرح اسلامي عميق ببرامج حوارية ..

لعلنا نشهد برامج تصل لعمق المجتمع ولا ترفع شعار " للمشاهدة فقط " ..

لعلنا نشهد عملا خيريا حقيقيا يكون سندا لمجتمعات تنهار بسبب الفساد المستشري بها ..


هذا المجال يحتاج جهد ويحتاج أكثر مما نعطيه الآن ويحتاج ان تتوجه له الأنظار بصورة أكثر جدية ..


الإعلام عنصر لا يراهن على أهمية أحد في توجيه مفاهيم واهتمامات الشعوب وصنع ثقافتها ..



وتحياتي