الأحد، يناير ١٧، ٢٠١٠

إلـى غزة ،، 2


للأوجاع سُلْطَة ما ، تدركها بداخلك .. تسلم لها رايتك البيضاء بدموع صامتة
وقد يبقى لديك بعض أشلاء من كبريائك المنسوف بقنابل القهر تمنعك أن تعلن لها ذلك ،،

تدركون أيضاً أني كثيرة الثرثرة ،، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بـ" غزة " .. فهي ثقب أسود .. يجذب من لا حيلة لهم من أمثالي ليكتبوا ،، ربما شفقة بهم ! لقلة حيلتهم ..
وربما لحبي الذي أتهم صدقه كل يوم ..

واعترافاً مني أني مقهورة بامتياز ، موجوعة مع مرتبة الشرف
لكن بقي لدي بعض الكبرياء أن أعلن استسلامي واعتذاري لغزة ..
وأعدها أني لن أفعل .. لن أعتذر منها أبداً ..

ربما هذا الوعد – على صعوبة الوفاء به مع الطعنات اليومية الموجهة من طرف ما يسمى " موطني " الموصون – يكون كشعرة معاوية بيني وبينها
أو ربما أمل أتعلق به كل مساء في الدعاء أن يكون لنا سبباً في فك الحصار عنها ، لعلنا ندفع به بعض نيران جهنم عنا يوم الدين !!

اعترافاً مني بالوجع المذكور أعلاه " المنقوص ببعض الكبرياء المزعوم " أعود للكتابة مجدداً

وصدقيني يا غزة – ولا أدري إن كان لايزال عندك رصيد من الثقة فيّ أم لا – لم أجر القلم لأوجع رأسك بحروفي الخاوية ،،
إنما حرك أمواج مدادي ،، صاحب لحية " مش طويلة " ، يلبس " البنطال" والـ " جاكيت " ، يتحدث عربية " مكسرة " ، وهو " شابٌ " أيضاً يا غزة !! لم يأت شيخا يكفر عن ذنوبه التي خلت في عمره المنصرم ! واسمحي لي بالتعجب فلسنا ممن يمسك بزمام الأمر لديهم شباب كالجبال ،،

أعلم أنك لا تحبين الثناء لأنه يُنقص من أجرك ،، لكنها حيلة البليد إذا ما ألصق كرسيه بالنجيب من زملائه ..

الأعجب يا صغيرتي " ويفترض أن تكوني اعتدت هذا اللقب حتى لو على سبيل اخذي على قدر عقلي " أنه جاء على بعد آلالاف الأميال عنك .. لن أقول على بعد ساعات ..
معاذ الله فهؤلاء محصنون بعذرٍ قوي لا يصح لكِ نقضه ،،

أتحدث عنه وكأنكِ لا تعرفيه ، وأنت أعلم به وبأمثاله مني !!

فهو كافر مثلك ، بملة الخاضعين طوعاً وكرهاً ،،
أعلنها رغم طيب كلامه الذي يظنه الخانعين استجداءً :" ليس بيننا وبينكم شيئ، لا نريد أن نقاتلكم ، لكن نحن لن نتحرك من هنا "

ثم وكأنه يحدثنا يا غزة ، أقصد يحدث قلوبنا ويتهمها - حاشاها – أنها ترى وأنها تسمع ،، وما عَلِم أن بينه وبينها سبعة أبواب مغلقة بأقفال من حديد ،،

فعقيدتنا بـ " نعم " لا يهزها أقوال أمثاله من المؤمنين بـ " لا " ،،

ثم إني لمست حرقة قلبه عليكِ .. يا أمه وأخته وابنته وأبيه وشيخه وأخيه ،، كأنه موتور فيك ، كأنها حرقة المجروح في أرحامه فركب جناح السرعة يطبب ما أصيب فيهم ،،

و للدواء قصة ،، فيتسائل: أتمنع أمك من دواء ؟!! أتمنع أختك من دواء ؟!!
وما عَلِم أن الكلام لم يكن ضمن تدريبات الأمن المركزي !!

وبيني وبينك " كما العادة " ،، غرت عليكِ منه ،، ليس لأني لا استطيع إتيان حدودك المحرمة كما فعل .. فتلك أماني بعيدة ,, ربما لأنه " كما العادة أيضاً " الغيرة أقصى ما نقترفه ..
ثم إني بكيت ،،
بدى محباً،، يملك التعبير عن حبه ، بينما لا أملك سوى قلم قابل للكسر !

( فاصل درامي .. نتقنه معاشر أبناء هذه الأمة )
،
،
وأعود إليك ِ محمرة العينين ..

دعكِ مني
حسنة دموعنا الوحيدة أنها تجردنا منا ،، كتلك التي أذرفها كلما تخيلت الدروب مغلقة دونك ،، فسايكس بيكو يا صغيرتي ترك تلاميذاً نجباء ، تعلموا في مدارسه أن ما يتعدى خطه المقدسه هو تراب من نوع آخر لا يستحق الاهتمام بشأنه
أو ذرفتُها عندما حدثتني إحدى بناتك الوافدات إلينا من قريب لـ " تتعلم " والأحرى أن تعلمنا هي بعض عزتها وحبها الذي لا يعرف الزيف عندما أقسمت -باكية -أن لو أصابك مكروه وهي عنك بعيدة ليكون القتل أهون عليها أن تصيبك شوكة وهي هنا منعمة !! ذقت حينها بعض حبها الذي لا يقبل المساومة أو " العذر "

ثم أعود إليه ،،

أرأيتِ ذلك " الصادق " يا غزة ،، لما أبعد الميكروفون عندما كان يغرق الأعمدة السوداء المصطفة أمامه بمطرٍ عذبٍ زلال ، علّه يصب شيئاً من ضمائرهم !!
ويكأنه يجهز سهامه ويطلقها اتجاههم لا يُرِد أن تصيب غيرهم ممن سينالهم " السمع " وسيناله منهم " التصفيق " .. ولم يُرِدْ أن تكون كلماته القليلة النصيب من النحو والصرف والبلاغة رسالة خطيب يرقى بها منابر الإعلام ..
كان زاده الصدق وحده يا غزة ، ولذا فتحتِ له أبوابك ..
وكان الصدق يكفيه ليكون – على جهلنا به – أشهر من "جالاوي " نفسه .. ومن كان الله مراده يا غزة ، فنتائج المعادلة لا تخطر على قلب بشر !

تماما كما أنتِ .. وللسائلين " كيف " .. لتعلمون غداً ما يكون ،،

يا غزتي يكفيك شرفاً أن لسان أفعالهم :اخرجوهم من مجرتكم إنهم أناس يقاومون !!
ويكفينا عاراً أن لسان أفعالنا : يا غزة إن حُكّامنا قوماً جبارين ، فقاتلي وحدك إنا ها هنا قاعدون ،،

ويا غزتي إذا ما أُغلقت أبواب الأرض ولم يبق سوى باب السماء
فثقي أن الفرج آتيكِ كأفواه القِرَب ،،

سلام عليكِ ، يوم حاصروكِ ويوم حاربوكِ ويوم تُنصرين ،،



شهيــدة



ولا تعتقدوا أن ما قرأتموه أعلاه شيئ من الأدب أو ينتمي له
،، هي زفرات لا أكثر



إلى غــزة ،، 1


__
الفيديو الذي دفعني للكتابة
http://www.youtube.com/watch?v=AgloN9zFx9A

وهذا هدية مني ،، وجع إضافي مجاناً .. حورية الأرض
http://www.youtube.com/watch?v=P7IFr...layer_embedded