الثلاثاء، أكتوبر ٢٨، ٢٠٠٨

أزمة ثـقة

كنت أعلم في حدود معرفتي بالناس أن سببا رئيسا يسمى الثقه يشكل معضلة في حالة أمتنا وعدم استغلال أفرادها لأنفسهم

حتى حضرت احدى الدورات العام الماضي ضمن فعاليات طلابيه ، وبعد انتهاء المحاضر ذهبت لاستفسر عن نقطه ما واذا بي اضطر للانتظار في طابور طويل من الطلاب الحضور متحلقين حوله .. كان بالامكان ان أرجع لمكاني حتى يخف الجمع .. لكن تعمتد ان أكون في مرمى السمع لما يقولوه .. من باب استكشاف مشكلات الشباب

أذهلني انه بالفعل اكثر من ثمانين في المئه من الاسئله الموجه للدكتور ... أنا لا أثق في نفسي او فقدت الثقه فيها ، ماذا أفعل ؟؟

ربما كان هناك من الزميلات أعرفهن جيدا ، لم أتخيل مطلقا ان يخفين قدرا كهذا من انعدام الثقه تحت غطاء من الحيويه والنشاط والتفوق

تمتمت لا اراديا : حقا لدينا أزمة ثقة

عندما أرجع بالزمن حيث يختار الرسول صلوات الله عليه من يحملون رسالته ويبلغوها للناس معه

بالقطع تجد أنهم أشد أقوامهم تميزا .. وكان حرصه على جذب صناديد قريش للسبب نفسه

لدينا اشكاليه حقيقه تسمى النفس

دين الله لا يقوم على أنفس ضعيفه مهترأة

هذا لا علاقة به بقدره الاسلام الفعليه على تهذيب وتقويم النفس فهذه مرحله أعمق في التربية

بل بشق اخر

ربما كمثال : من يأخذ بالاسلام لانه يرى فيه عامل القوة الوحيد الذي يتسلح به ، أعني كمن استشيخ لانه يرى في ذلك قوة واثبات لذاته

بينما بدون هذه العمامه ولفظه الشيخ هو لا يرى لذاته قيمه ولا يستطيع ان يثبت وجوده وسط الاخرين

لو دققنا النظر فأغلب كبار الصحابه في الاسلام كانوا كبار المشركين قبل اسلامهم

لان المعدن واحد

الجديه والمبادره والشجاعه واحده لا تتجزأ . .. هي كالسلاح إما يعمل لخير او لشر

والإسلام زاد هذه الاسلحه بهاءا وهذبها وقومها وأعطاها مسارها الصحيح بلا إفرط ولا تفريط

لكن المشكله فيمن لا يملك هذا السلاح أصلا



هنا تطول مراحل الاعداد لحين إزالة الغبار المتراكم عن نفسه وقدارته و امكاناته لإخراجها للوجود

البعض يظن أنه يحتاج لصك رباني مخطوط أنه مهم جدا حتى يستشعر الثقه بذاته

ألا يكفي أن جعلنا من البشر - وحملنا الامانه التي أشفق منها السماوات والارض -

ألا يكفي ان جعلنا من أمة محمد صوات الله عليه

ألا يكفي أن جعلنا في زمن خطير - دلاله على أن من فيه أدوارهم صغيرها وكبيره مهمة وعظيمة الشأن -

هناك الكثير غير ذلك لا يحضرني الان


هل ينتظر البعض رؤيا رجل ابيض على فرس أبيض ليقول له : سيكون لك يا ولدي شأن

أمجرد رؤيا تزن لدينا أكثر مما تزن كل ما ذكرته آنفا

عندما يكون لأمتنا كل هذه الأعداد الغير واثقه بذاتها .. فهذه كارثه

لأنها طاقات معطله وامكانات وقدراته مكبوته ، وعقول مغلق عليها حتى إشعار آخر

ونحن نستصرخ لنهضه الأمه

وكل منا ينظر لمن يجاوره ظانا السبب فيه

والسبب بمفاتيح تغيير الكون فينا ، ونحن لا نلقي لها بالا

هل ثمـة شك أن لنا عمرا آخر سنحيا فيه ونثبت أننا جئنا

هـل ثمة شك في أن كل منا " آتيه يوم القيامة فـردا "

كما سيحاسب العالم والمجاهد والداعيه فسيحاسب غيرهم من الناس

هل بعث لهؤلاء وحي يخصهم بأدوار عليا دون غيرهم

أم ماذا؟!!

أعيروني بعض عقل لأفهم ، علام يظل البعض في مواقعهم ..





هناك ٧ تعليقات:

سعد بحار يقول...

ألا يكفي أن جعلنا في زمن خطير - دلاله على أن من فيه أدوارهم صغيرها وكبيرها مهمة وعظيمة الشأن -

عجبتني هذه العباره والتي تنم عن فهم عميق وجيد .
فتح الله بك ولك..وانار لك الطريق..
انت تستحقين ذلك.

جمعاوى يقول...

أزمة ثقة


بس


!!!

(:

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

100% صح :)
انا متصور فعلا ان المشكلة الحقيقية هي عدم الاعتراف .. او لنقل عدم معرفة القدرات الحقيقية للأفراد ، أو للمجموع ككل
دمت بخير

شهيدة يقول...

استاذ سعد بحار

اللهم امين وإياكم

والله الواحد قرب يخبط في السقف من كتر ما رفعتو معنوياته :D

جزيتم عنا الخير

جمعاوي

لا هو مش بس ... بس ركزت على السبب دا هنا ..

شرفت

عبد الرحمن

هذا صحيح .. وهذا مؤسف أيضا

ودمت كذلك

belal يقول...

سبحان الله
كنت متأكد أنني علقت هنا وعلى القصة !!
يبدو أني هرمت مبكرا

..

شهيدة يقول...

بلال

بتحصل كتير :)

طيب كدا فيه تعليق ناقص
اقصد على القصه وهي الاهم .. بما ان لديك في الادب باع فنقدك مهم

Unknown يقول...

أعجتني كثيرا التدوينة و هي تصدر عن نفس واعية بمهمتها في الحياة , الحقيقة التدوينة حملت معانٍ جديدة ومشرقة ثمرة للتأملات في النفس و فيمن حولنا أيضا, الثقة ركن مهم في مجال الدعوة و الآن بعد قراءتي للتدوينة فهمت الثقة بمعنى أشمل مما سبق , شكرا و أتمنى أن تزيد رقعة هذه الفئة من الموضوعات في براح مدونتكم