الأحد، سبتمبر ٢٧، ٢٠٠٩

سامحيني يا عيوني ..




( حسنا !! .. أعدكم ،، سأضبط غدد الدمع في عيني بكل ما اوتيت من تصنع !! سأعين اثنين من اعتى قوات الأمن لدي كي لا تفكر دمعه في التجول خلسة بين جفنيّ ! )


أما بعد /
وبغض النظر عن التالي ذكره :

رائحة أحجارها القديمة عندما تحميها من شمس الظهيرة أشجار الزيتون في الشوارع ،عبق الحارات ، البركة التي تظن أهلها يأخذون كأسا صباحيا منها

وقارها الذي لابد ان يأخذك أسيرا ، وفي أحسن الاحوال ان كنت تتقن التصنع مثلي فستعلق بشيء في داخلك يظل يسكنها دائما ،، يعدها بالعودة ، هذا ان سمحت الحياة بزيارة اخرى، وقد لاتأمن على قلبك منها !!


نظرتها البريئة الكسيرة ،، الساحرة ، يمتزج فيها الحب والحنين والعتاب .. كجدتي عندما أرتمي في حجرها بعد غياب ولا تدري أيغلب الاشتياق العتاب ام يتعاركان حتى آخر مواجهة بين عينينا العجوز والصغيرة لأمضي في طريقي الى حيث نعبث بالتراب المتراكم في فناء البيت الذي يعجزني سوره الطويل عن ممارسة هوايتي بعدّ السيارات التي تمر من أمامه ..
أعتذر منك خرجت عن الموضوع .. المهم الا تفتنك هذه النظرات ، هذه السيدة تتقن ايقاع امثالنا ضعاف النفوس ..


لا تبال أيضا بمحاولاتك البائسة لكي تفر من طوقها حول روحك .. حاول اقناع نفسك انك لا تعرفها ، هي مدينة اخرى فقط .. اتدري! الطوق يشبه حضن جدتي أيضا !!


لن اغفل ايضا طيورها الساكنة .. صدقني لن تحب حمامها الذي يشوش صورة عالمك الصاخب !!
لن تحب منظرها وهي تتلقف الحب ، ولا أسرابها تطوف مآذن الحرم ، ولا هيامها في الجو وقت الأذان !.. ولا اذ تأخذ احداهن الوداعة فتحط على كتفك !!

حاول ألا تزور كنيستي المهد والقيامة وبيت لحم ، لأن عتاب يسوع وأم النور* تسمعه بوضوح هناك!!

كما لن يعجبك مصافحة المصلين لبعضهم بعد انتهاء الصلاة .. عالم ثالث !!

وإذا تعثر بك الحظ فزرتها في رمضان .. فحاذر ان تقع في غرامها عندما تتزين بأنوار السَحَرْ .. وإياك ثم إياك ان يغرك بشاشة أهلها وهم يطعموك حلو التمر وقت المغيب !!

صدقني ليست إلا مدينة .. مجرد مدينة .. مجرد قدس

أسمعت بهذا الاسم من قبل؟!!

دعنا في الأهم

بغض النظر عما سبق يا صاحبي

فالآنفة الذكر تمتلك مفاتيح الشرق ، وكما قال سلفنا نابليون عندما دخلها : الان أفتح حصون بابل ..
وهي تقبع على بحر من الحب في قلوب أهل دين يسموه إسلام !

ويقال ان أصدقائنا بني يهود يعانون فيها كرها شديدا وضيقا في التنفس !

كما يزعم أهلها انهم يحبون من سواهم وقد شهدت المدينة في غابر الزمن حكاما من دينهم فعاش فيها الأبيض والأسود في سلام !!

بالمناسبة ، اخبرني ماذا يعني "سلام " يا صاحبي!!

كما وردنا عن عيوننا في جهتها الشرقية ، أن أهلها يمتمتعون بسمات الحضارة التي نتزعم ،وهم على ذلك أهل بأس ٍ شديد .. لا يصح العبث معهم

هل فاتني القول ان أهل تلك البقاع يذكرونني بزمننا القديم حيث العائلة والتآلف والجد والعم .. آآ .. آسف استرسلت بعيدا !!

يقال ان دينهم الذي يعتقدون يحمل مواثيقنا التي وصلنا لها بعد قرون من الظلام !! لا ترمقني بهذه النظرات انت تعلم اننا كنا في ظلام .. لم نولد أعظم حضارة !!

أعجبني كتابهم المقدس ..
واعترف لك يا صاحبي

ولا تغضب أرجوك ،،

فإني قد أحببت آنفة الذكر ،،

لا تتهمني بالعاطفة يا صاح .. لست اول المساجين في غرامها ولا آخرهم

وكما سمعت من أقوال أهلها المباركين قولا حكيما :
لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى يكون حشاك في أحشاءه ..


( لبيـك لو أن النجـوم تجيبُني ** لسريتُ في جيش إليك عرمرمِ
ولصغتُ نصري في شفاهك بسمةً ** ولعُدْتُ أرفع فيك راية مسلمِ )


_______
* أم النور : عند النصارى هي مريم عليها السلام



شهيـدة


هناك ٣ تعليقات:

walaa rizk يقول...

سامحينا ياعيوننا جميعا

سحرا وعطرا واشياء كثيره امتلكت قلبى

ساحره أنتى سحر حلال ياحبيبتى
سحرتينى بالعشق الذى لم يتركنى مره لهذا المكان
دمت ودام الأقصى
دمت ودامت القدس
دمت ودمنا فى رباط
لعلنا نصل الى هناك
ولكن
يحتاج جهد وتحتاج الرحله لعتاد

جمعاوى يقول...

أنكأت الجراح ..

شهيدة يقول...

عاشقة الاقصى

:(


جمعاوي

والله هي منكوئة,, انما وصفتُ بعض ألم النكأ