الاثنين، أغسطس ٣١، ٢٠٠٩

من صيد ( هل تنضج السلفية المصرية )

كتب شقيقي محمد - صيد الخاطر - عن السلفية المصرية .. كبعض النقاط التي تحتاجها جماعتهم لتصبح ذات وجود مؤثر ممنهج .. أعجبني المقال فأحببت مشاركتم به

أترككم معه.. وهو بالمناسبة الجزء الثاني من هذا الموضوع ..

(

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده

وبعد

تحية لكم طيبة مباركة

بداي اعتذر عن الاسلوب فلست احسن الاسلوب السردي القصصي المتتابع الحلقات

وكتاباتي كلها بالاسلوب العلمي ذي النقاط المتتالية لذا فقارئ المقال يحتاج الى تركيز حتى يستوعب النقاط المتعددة في كل موضوع

كنت قد تحدثت قبل ذلك من قرابة الشهرين او يزيد عن الحركة السلفية المصرية واقعها – وماينبغي في وجهة نظري ان تكون عليه فكل عمل بشري انما يُبغَى فيه الكمال بقدر الطاقة

وبعيدا عن ملاحظاتي عن أسباب النشأة ودوافع الابتداء بتوجه كهذا

وبعيدا ايضا عن حقيقة انطباق التسمية على المسمى – وعن الوادي الذي نتحدث فيه والوادي المقابل الذي يغرد فيه اغلب مشايخ السلفية .. فاني اعاود القول فاقول هذا كلام يبتغى وجه الله واساله تعالى ان يجعله خالصا لوجهه

بغية ترشيد الصحوة الاسلامية عموما

وبرايي وهذه نقطة مهمة ان الحركة السلفية لو طورت من مضامينها الفكرية وعدلت من تصوراتها الحركية ستكون بحق بديلا مقنعا لحركة الاخوان المسلمين – واقول حركة وليس فكر لان فكر الاخوان برايي هو انضج فكر انتجته عقلية مفكري الحركة الاسلامية ورحم الشيخ الامام حسن البنا – أو ليصح القول ستكون بديلا مقنعا لكثير من الاخوان لخروج الاخوان عن النص قليلا

لنعود الى حديثنا عن السلفية " المصرية "

تحدثنا في السابق عن الجانب السياسي والجانب اجتماعي وتناولنا واقعهم ومواطن الضعف وماينبغي فيه التطوير

وحديثنا اليوم عن الجانبين العلمي والحركي التنظيمي

الاول : الجانب العلمي

بداية فالمدرسة السلفية المصرية مدرسة حديثية بحق بخلاف المدرسة السعودية التي هي في وجه نظري – وقد تتلمذت على يد مشايخ سلفيين من المدرستين – تنحو نحو الجانب الفقهي الاصولي اكثر

ايضا اسجل نقطة هنا :: ان المدرسة السلفية المصرية في رايي هي امتداد للمدرسة السعودية اليمنية " الوهابية – ومقبل الوادعي وبعض اصداء الفكر الجامي المتشدد وغيرهم " ولكن اعتقد ان الذين اخذوا التجربة البعض منهم زادها سوءا على سوءها

ويحمد حقيقة للسلفيين اهتمامهم بالجانب العلمي اهتماما بالغا – اتحدث على صعيد العلوم الشرعية وبصفتي متخصصا فيها اعتقد ان لهم جهدا مشكورا وان كان للاخوان جهودا اخرى قوية – اغلبها اجتهادات فردية - لكن لتشعب الاخوان وكثرة اذرعها ربما ذهب بريق هذا الامر عندهم

من النقاط المهمة ايضا في هذه المسالة التطور الفكري او التنمية الفكرية لمتناولي العلم الشرعي – ولست اعني هنا زيادة ثقافتهم انما اعني طريقة التفكير وكيفيةاستصحاب الاصول الشرعية في الايام الحالية ، ضوابط تنزيل النصوص وكيفية تنزيل النصوص على الوقائع الحالية ، أيضا عدم الجمود الفكري

واعتقد ان هذه النقطة هي مربط الفرس في الكلام عن الجانب العلمي

وللحق فاني اعرف بعض مشايخ السلفية من المتفتحين عقلا من يعمل الان ولا ادري هل انهى مشروعه على اخراج فقه جديد للامة الاسلامية فقه مبني على تصور واضح لمستقبل الامة منطلقا من واقعها السيء واحيي هذه الفكرة واسال الله تعالى ان يوفق صاحبها

خلاصة الكلام نريد من السلفيين ان يتجاوزوا نقطة الراي الواحد فهذه والله مهلكة لكثيرين ، نريد منهم ان يزيدوا نشر العلم الشرعي – فبرايي نشره واجب كفائي تعين عليهم – وايضا احترام المدارس الاسلامية الكبرى "الازهر الشريف

نريد منهم ايضا سعة الافق في تناول المسائل المحدثة والتي تحتاج الى استقدام القواعد الاصولية الفقهية لا الى الاكتفاء بالنصوص

فلم يكن لطيفا ابدا الخلاف على مسالة التصوير بالفيديو ثم تعديل المشايخ لفتواهم بعد ذلك لما خرجوا على الفضائيات

" مكنش ليها لازمة "

كذلك على سبيل المثال زكاة الفطر ففيها ضيق افق غريب ولست احمل احدا على راي انما اريد ان نسع الجميع بارائهم

الجانب الاخر

الجانب الحركي التنظيمي

لو عدنا مضطرين الى اسباب النشاة سنجد ان لها ابعادا في كلامنا عن التنظيم بداخل السلفيين فعلى قول القائلين ان "الامن هو صاحب الفكرة السلفية "سنجد ان التنظيميات لابد وان تكون بعيدة كل البعد عن السلفيين .

خلاصة الكلام حتى لانطيل

السلفيين عبارة عن خلايا صغيرة مفتتة يرأسها مشايخ كبار وتحتهم طلابهم وهكذا نزولا الى حديثي الانضمام في حلقات تشبه الى حد كبير – نظام الاسر الاخواني – كل شيخ يلزم تلاميذه بما يريد والتلميذ لايخرج عن طوع شيخه وهذا امر نسبي

وهذا جمود عجيب يؤدي الى كثير من المشكلات ويمنع التطوير عن الافراد اشخاصا او في العموم

وسمعت مؤخرا عن وجود مايشبه التنظيم بداخل السلفية السكندرية " المقدم و برهامي وغيرهما اكرمهم الله "

فلهم مسؤول وشيء من هذا القبيل وليس عندي زيادة معلومات عن هذا الامر وهذا برايي

نواة طيبة لو صحت

ان السلفيين قوة لايستهان بها الان في مصر ولكنهم لايقدرون انفسهم قدرها ويضيعون مجهوداتهم وتاثيرهم المجتمعي بتمزقهم واختلاف مشاربهم وعدم توحدهم تحت راية

وبرايي لو توحدوا لكن في الامور امور كما يقال

فما المانع ان تتم بيعة لاقل عدد من الافراد كبداية واخلصهم واصدقهم في الاتباع ويتم الاتفاق على نظام اساسي ولائحة داخلية واهداف عامة للحركة وتوجهات توضع وتدف بالحركة نحو التقدم وزيادة التاثير

لكن من الموانع لذلك تعامل بعض السلفيين مع الامن – هذا مشين عرفا وشرعا –

خلاصة القول

السلفيين الان هم كما يريدهم الامن والنظام

ونحن نريدهم كما يرديهم الله ورسوله

والله يوفقنا واياهم واياكم

وجزيتم خيرا

اخيرا ايها الاحباب اريد ممن يناقش ان يناقش بروح طيبة بعيدا عن التعصب لاي فريق فلسنا نطعن اونغمز وكلامنا محض استشارة مجانية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد )

انتهى ..

لمن اراد الاطلاع على جزءه الاول


وكان لي هذا التعليق عليه - في الفيس بوك -


شهيـدة :

استمتعت فعلا بقراءة المقال ، اسلوبك أجمل في العرض هذه المرة، السابق غلب عليه الأسلوب الأكاديمي



اولا عن مسألة الاعتقاد انهم قد يكونوا بديلا حقيقيا للناس ذا بنيان وقوة وحضور ، ويضاف عليه النقطة التنظيمية التي اشرت اليها

برأيي ان السلفية الحالية على وضعها لا تصلح ان تكون بديلا " للمجتمع "حتى في حاله كانت تنظيم .. ولسبب صغير جدا انها لا تسع البشر برحمة ، كما أشرت انت في مقالك فلهم احادية في الرأي وعلى احسن الاحوال فأحادية في المذهب الذي يستقون منه - وحتى لا يؤل كلامي خطأ - فأعني ان السمت الفقهي عموما واحد لا اقصد بكملة المذهب اللفظ بذاته كأن يستقوا من مذهب واحد فعليا بقدر المعنى - .. لا مجال للمقارنة المنطقية برأيي بين جماعة أتت لتشمل جميع طوائف المجتمع تأخذ الفقه والشريعه من أقصاها الى أقصاها لا مشكله فيها بين من تشدد على نفسه او يسر على نفسه والناس .. وبين جماعة تنتهج طريقا فقهيا واحدا وسمتا واحدا لأفرادها .. والادهى ان تنتقص من فهمهما للدين اجزاء كالسياسة وغيرها

هذا فضلا عن نسيج المجتمع السلفي الذي لا يرقى لمستوى تحمل تبعة تنظيم ورسالة قوية وفكرة ...
والهوة الفكرية بينهم وبين قادتهم كبيرة..
فقد ترى من القادة خيرا كثيرا لا يصل بحال للأتباع

لأنه ببساطة الاتباع عندما يُدعون الى السلفية

خصوصا في المناطق البعيدة عن اماكن وجود القادة ... تجد المظهر يحكم عليك ان تكون سلفيا قبل ان يتأكد الذي يتعامل معك عن مخبرك
يركز اهل السلفية في هذه المناطق على مظاهر كونك سلفيا .. اكثر بكثير من أن يشرحوا فكرتهم .. لا ارى وجود فكرة اصلا في المنهج السلفي .. هو مجرد دعوة لمنهج لا اكثر ..

قد تجد عيبا شاسعا واسعا في خلق المنضم وامانته وربما الثقة فيه .. ومع ذلك لا حرج ان ينضم ويسمى سلفيا وينطق باسمهم ويعامله الناس على انه منهم

هذا النسيج لن يكون بحال قادر على حمل رساله ..

فضلا ان الرسالة في ذتها منقوصة ولا تلبي احتياجات المسلم الكاملة لحياة سمتها الاسلام ويحتكم فيها لشريعة ربه وفيها سعة للتنفس لديه .. فكيف تظن الناس يقبلون بها .. ام ان السلفية تفكر ان تكون جماعة من النخبة فقط لان منهجها لا يناسب العامة ... ولعل هذا بذاته أدل على ان فيها من القصور ما فيها


للإخوان قصور في جوانب لكن يبقى الجوهر جوهرا ... لا يصح ان نقارن عقلا بين مبدأ يسع ألفا ومبدأ يسع عشرة ، في هذا سوء تقدير

لا داعي لندخل في نقظه المقارنات اصلا انما هي اشاره فقط

ان اراد السلفيون ان يقيموا بنيانا قويا .. فعليهم ان يعلموا ان في دين الله سعه .. وخذ لنفسك شدائد بن عمر وللناس رخص بن عباس ...

هذا ان ارادوا ان يكون لهم حياة بين مجتمهم وليس انعزال وانطواء

وعليهم ان يبنوا مجتمعهم الداخلي على الفهم لا التلقين ...

النساء في أي منطقه في العالم العنصر الذي يخبرك جيدا كيف سيكون مستقبل هذه المنطقه وداخلها .. ونساء السلفيين فيهن من الانغلاق وضيق الفهم للدين الكثير .. وهذه شهادة عن تجربة ..فضلا عن تشددهن اكثر من الرجال بكثير


ويكفي ان اقول .. ان مجتمعا تنزع فيه الرحمة بين افراده لن تقوم له قائمة .. فقد كان من اسس مجتمع المدينة الاول المؤآخاة ومما رأيته فليس هناك مطلقا لين عريكة او حسن معشر بينهن .. ليس هناك ملاط من تفاهم واجتماع على خير واخوة في الدين ... الا من رحم ربنا


فضلا عن نقطة توسيع الرقعه العلمية وفهم ما يحيط بهم جيدا من قراءة كتب المخالفين ليعلموا ان العالم لا يرى من عدسة واحدة

بالنسبة لما اوضحته في الردود انك تقصد بكونهم " بديل " أي بديل لبعض افراد الاخوان عن جماعتهم .. فلي في هذا رأي ، فحتى لو طورت السلفيه من نفسها .. فاعتقد ان النسبة في ذلك التحول للرجال اعلى بكثير من نساء الاخوان .. لسبب بسيط ان المرأة اذا ادركت السعة لا تستطيع ان ترى او تعيش الضيق .. الا قلة قليلة جدا .. أما الرجال فلا توجد لديهم ذات الصعوبه في التشدد ..



ودمتم

الأربعاء، أغسطس ٢٦، ٢٠٠٩

شذرات



نسج من حنين وبعض شوق أونحيب على عتبات الدار القديمة ،،
نداعب آثار الغبار ونلهو مع النملات في شقوق الجدار

.

السبت، أغسطس ١٥، ٢٠٠٩

أنا لا أطوف بتلك الدوائر


لنقر أولا حقيقةً كونية وهي أن ثمة توافقا انطباقيا بين جميع أجزاء كوننا بما فيه البشر .. تلك التي يُطلق عليها " سنن الكون "

واحدة من إحدى هذه السنن أثبتُها بالملاحظة لتصرفات بعض المخلوقات بدءا من الذرة ثم الحيوانات ثم البشر ومن ثم الدول وانتهاءا بالمجرات

دائما هنا نواة .. ودائما هناك إلكترونات تدور في فلكها .. كانت هذه الفكرة مبعثرة في رأسي حتى استفزها للخروج حديثي مع شقيقي اليوم ففكرت في تدوينها ..

ثمة مركزا قويا للتأثير دائما .. ودائما أيضا ما يوجد الحلقات المتأثرة من حوله .. تقدسه ، او تحبه سموها ما تشاؤون .. وبالطبع .. تتبعه
وفي كلتا الحالتين " تبعية عمياء " أو حتى "تبعية على بصيرة" .. فكلاهما تبعية

مركز التأثير ذا قوة دائما .. والقوة هي مركز الحكم في كوننا فالقوي هو الحاكم .. بغض النظر عن نوع القوة هل هي كاريزمية او جسدية اوفكرية أو أيا كان النوع ، وبغض النظر أيضا عن أحقيته بالحكم .. كونه على حق او على باطل تحدد فقط استدامة مدة حكمه .. على الاقل هذا ما استطيع رؤيه في أفقي الان

حلقات التبعية من حول مركز اقوى كما أسلفت قد تكون عمياء او على بصيرة وقد تكون خليط .. وفي الغالب يصنف الحاكم أتباعه فمن على طاعة عمياء او لنقل بلفظ آخر لا يخشى منهم لشدة إخلاصهم يدخرهم للشؤون الخاصة والدقيقة التي لا يحبذ فيها مناقشة فعله ، اما من على بصيرة فيأخذهم عوامل مساعدة ليستطيع ان يرى ما أمامه .. ويقرر على أساس ذلك

عالم الغاب قد نكون معاشر البشر نمقته لكنه حقيقة واقعة حتى في عالمنا ..

اما بالنسبة للبشر وحتى المجرات فالأمر مماثل .. الدوائر المقدسة قد تكون حول أشخاص او حول دول أو جماعات ..

فمثلا مصدر قوة أي حضارة ترتبط طرديا بمدى اتساع رقعة تأثيرها حولها .. بعدد المؤيدين ، ومن الملاحظ ان أي دولة قوية حولها مجموعة من الدول الأقل قوة والضعاف المحتمين بها ... وإذا ما تدمرت ستبحث الدول الضعيفة عن حامي جديد تغير لأجله جلدها وقيمها لتتبنى ما يتبنى .. وقد تحاول الدول التي كانت أقل قوة ان تستعرض قوتها وتضم تحت جناحها الأخريات

ما علينا

يمكن اختصار الأمر في هذا الجزء من الآيه " شعوبا وقبائل "

إذن فالقبلية سنة من سنن الكون أيضا .. ثمة مركز قوة يملك خلفية او مرجعية فكريه وقيمية معينه يدور في فلكه أتباعه.. أيا كان تصنيفهم ، ويوجد مجموعة أخرى تتبنى مجموعة قيمية أخرى أيضا لها أفلاكها الخاصة بالضرورة

السنة الثالثة من سنن الكون في هذه الحالة هي التصارع أو التنافس أو فرد العضلات ... أيا كان المسمى ، فحتى على مستوى المجموعات .. ستجد مركزا أقوى وستجد التنافس أن تكون الأقوى لكي تسير في أفلاكك المجموعات الأخرى

قد يكون الكلام السابق لا يقدم جديدا فما الفكرة هنا ؟

في الذرة .. كأصغر وأدق وأوجز مثال يختصر الكون كله ..

ستجد أن التفاعلات والعناصر والروابط بكل أنواعها وحتى الانفجارات والاكتشافات وكل شيء .. يعود الفضل فيه لعنصر وحيد

هي الالكترونات التي تملك قوة جذب قليلة تربطها بالنواة ، بالعربي تفقد النواة السيطرة عليها ...

(من اللطيف ان الذرات التي تملك عددا من هذه العناصر المشاغبة تسمى ذرات مشعة :) )

هذه العناصر القليلة هي السبب في تكوين الرابط بين نواة وأخرى فيتكون لدينا شيئا كالماء وجميع العناصر ... وواحد من هذه العناصر الصغيرة كفيل ان يصنع أبشع القنابل على وجه الأرض

بالإسقاط على الكون بكبره ... فاؤلئك الذين يخرجون عن الدوائر المقدسة ولا تقيدهم قوانينها ، المتحررون من الخضوع .. المنفتحين لكل ما حولهم ، الذين يرون المعادلة بجميع مجموعاتها ولا يقتصر نظرهم فيما يراه مركز القوة ...

اؤلئك من لا يسيرون في أفلاك الغير .. واؤلئك من يصنعون فرقا ... ولو كانوا يعدون على الأصابع قلةً في العدد

اؤلئك من لا يقدسون سوى الله
.



الجمعة، أغسطس ٠٧، ٢٠٠٩

البحث عن الحقيقة ..

البحث عن الحقيقة ..


كنت أظن فيما سبق أن البحث عن حقيقة شيء ما .. أو البحث عن برهان .. شيء واجب علينا لا يمكننا الاختيار حياله .. وهو حقيقةً كذلك .

وأنني عندما أقضي وقتا يعد بالشهور أو في بعض الحالات سنوات لإثبات شيء أو التوصل لشيء ما سواءا اكتشافه أو إثباته أو نفي صحته .. ظننتني أبالغ وأضيع من وقتي وجهدي وعمري ..و لم أكن لأبالي لو ضاع ذاك الجهد بعدما تبين لي حقائق أخرى أكثر قوة مما بنيت عليه أحكامي

ذلك حتى التقيت يوما أناس يتكلمون بشيء وينافحون عنه باستماتة وهم في حقيقة الأمر لم يبحثوا كفاية ليتخذوا حكما كهذا وجانبا من الرأي كذاك الذي يعتقدون

لم أتخيل أن ثمة من لا يكلف نفسه عناء البحث لمجرد انه لا يريد إثبات خطأه .. أو انه يظن نفسه على صواب ..

لم أتخيل أن ثمة من لا يجد حرجا في إنفاق عمره لأجل فكرة ما .. هي بالأخير تحتاج من التدقيق الكثير والبحث عن صحة دلائلها أكثر وإيجاد برهان عقليا ومنطقيا وواقعيا لها أكثر وأكثر ..

كنت ولا زلت أرى ان من اكتمال احترام الإنسان لنفسه ألا يسير بها في طريق إلا وهو يعلم لماذا اختاره وانه الأصوب من جميع الاختيارات المتاحة أمامه وان الوقت الذي سيُنتقص من عمره لأجل ذلك لن يندم عليه ولن يقول : " لقد فآتني ذلك ولم انتبه "

من اكتمال احترام احدنا لذاته ألا يسير في طريق تبعا لأحد بل لأنه يعلم ويقتنع وواثق مما هو سائر عليه ليس لديه شك ولو 1% أنهم على خطأ وان ثمة طرق قد تكون أفضل لكنه لن يكلف نفسه عناء البحث لنفي أو إثبات
هذا الـ 1%


من اكتمال احترام احدنا لنفسه أن يبحث ويتدبر قبل كل قرار واختيار ، ألا يزج بها في طريق سيذكره الناس والتاريخ على انه انحراف عن قاعدة

إذ لم يكن يوما غمام الرؤية في طريق ما خطأ يحتاج لاتخاذ طريق جديد ..


ان تكون واحدا من جيش الأسود خير لك من أن تكون قائدا للنعاج ..

ولا يصح إلا الصحيح ، وأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

والحق أحق أن يتبع .. والعمر عنصر غير قابل للتضحية به .. لأنه لا يتكرر ولأن كل ما فيه منسوخ وسنحاسب عليه ..

من اكتمال احترام احدنا لذاته أن يعترف بالخطأ إن كان ..
وان يبحث عن الحق لأجل الحق ليس لسواه .. ليس لإشباع غرور عقل ولا للكيد في أحدهم ولا دون ذلك ..



دمتم مستبصرين



الاثنين، أغسطس ٠٣، ٢٠٠٩

لأنهم متعطشون ..

في الآونة الأخيرة جرت أحداث كروية عديدة ، في كل مرة يحرز المنتخب المصري نصرا تنقلب الدنيا احتفالا من ناحية ومن ناحية اخرى سخرية ممن يحتفلون وإلصاق تهمة السطحية وعدم الوعي والادراك للواقع المزري بهم . .

في الحقيقة كنت التمس العذر لكلا الجانبين لفترة .. لكن مؤخرا تجلى لي شيء آخر لعله رجح كفة المحتفلين عن العاذلين ..

عندما تعيش في بلد كمصر لا تتابع عليك الانحادارات فحسب بل تٌمطر بها مطرا .. تتجه لا اراديا كمصري الطبع ان تنفس عن نفسك بالنكتة او السخرية او الفكاهة او البحث عن أي نصر حتى ولو كان الشهرة بالفن الذي لا يسمن ولا يغني أمة لتدفع الشعور بعار الذل وسط شعوب العالم ..

فما بالنا ان يكون النصر هذه المرة من شيء يحبوه كالكرة ويضاف إليه صبغة دينية صادقة متزنة هي كالعسل تجذب نحل المشاعر الدينية في قلوب الناس إلى أي شيء اصطبغ به ..
وفوق هذا احترافية عالية وجودة أداء لم يعتادوها من أي شيء بدءا من مدراس كي جي 1 و2 وليس انتهاءا بالموظفين والمؤسسات والمحسوبية والرشاوي والفساد والسرقة البليونية والإحتكار .. مرورا بالطبع على التعليم ومستواه الذي لا يحتمل التعليق


للناس كل الحق ان يقفوا وبشدة ويساندوا وبشدة هذه الرياضة حتى لو كانت لا تصنع فرقا على أرض واقعهم ..
ان شيئا يعطيك دفعا للأمام واحساس ان ثمة شيء جيد ولو كان ثانويا، أهون بكثير من عشرات البرامج الإعلامية التي تبرمج المواطن على جرعة مكثفة من الهم والنكد جراء البلاوي اللي بيسمعها عن فساد كل شبر في أرضه ..

الناس ليسوا بهذه السطحية التي نظن .. هم لا ينسون الخبز الذي لا يستطيعون الحصول عليه بسهولة ولا المياة التي تسبب لهم عشرات الأمراض ولا المستوى الصحي الذي في الحضيض ولا حتى اخوانهم الذي يقتلون بالبطئ على الضفة الأخرى من سيناء ولا حتى سيناء نفسها التي اعتاد أهلها ان يعتبروا مصر بلدا أخرى لا يعنوها في شيء .. هم لا ينسوا بل يتناسوا لأنهم يعلمون انهم عاجزون عن فعل شيء -او هكذا يقنعون أنفسهم- ..
وعندما وجدوا قشة من ذهب وسط أكوام الحريق تعلقوا بها وتطلعوا اليها هي فقط ...

لأنهم يتعطشون لنصر .. ولو كان صغيرا ثانويا يجر عليهم مكاييل الإتهامات بالتخلف

لعل هذا يوصلنا لأمر من الأهمية بمكان ... أعطوا الناس قائدا حقا .. ولا تسئلوا ماذا سيفعلون ..

عندما تخرج امرأة لا علاقه لها بالكره لتقول جئت استقبل الفريق لاقول لهم اننا لم نصدق الشائعات عليكم .. وهذا الفريق لا يؤثر عليها بشيء اصلا .. فماذا ستفعل ان اعطيتموها قائدا او حتى نماذج صالحة في المجتمع تسعى لحياة كريمة لها ..

انا لا أحصر الأمر في قائد مخلص .. هذه أساطير كاذبه ..

لكني أقول فقط لعل سوء الوضع لدرجة لا يتخيلها انسان تجعل هذه الملايين من البشر مستعدة لفعل أي شيء - إذ لا شيء تخسره بعد - لتقوم مجددا ، لا تجبروها ان تكون مثالية لأنها لن تفعل هم ليسوا بسطور في كتاب أحد المنظرين عن كيفيه التغيير ، فليقم الواعين فيهم وليعلو صوت" أفعالهم" وستنظروا ما يفعلون

لا تطالبوهم ان ينهضوا وحدهم .. لأنهم لن يفعلوا
وظيفة الشعوب ان تكون جيشا وليس قائدا .. وأفرادها جنود ..
القادة قلة قليلة عليها فقط ان تكون كفيله بتحريك هؤلاء بعد اقناعهم بصدق ما تريد ، وصوابية طريقة الوصول لما تريد ..
فمن رأى في نفسه عزما ليقود ولو شيئا صغيرا فليفعل ..

ولا ننسى ان ضمير الشعوب لا يكذب .. ومهما انطلت عليه حيلة احدهم فسرعان ما ستنقلب عليه .. إذ ليس للمتشدقين المنافقين عليهم سلطان .. وفي عبد الناصر عبرة كافية لمن يريد ان يزايد على ان الشعوب تساق وتنخدع الى ما لا نهاية ..


قد تناولت الموضوع من جزئية معينة .. ثمة تشعبات كثير بداخله لم أشأ التعرض لها الآن ..

دمتم