الجمعة، نوفمبر ٢٧، ٢٠٠٩

كل عام وأنتم بخيـر ( يوم النحر الأكبر )

( وفديناه بذبح عظيم )

قد تقدم الاسلام منذ عقود على منصة الذبح

فأسأل الله تعالى ان يأتي اليوم الذي نفديه دمانا وأوقاتنا وجهدنا وعقولنا وقلوبنا ،،

كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم للحق أوعى
وللإسلام وأهله أنفع
ولرضا ربكم وجنته أقرب

‘‘ يارب العالمين ’’



الجمعة، نوفمبر ٢٠، ٢٠٠٩

سأخبركم متى ننهض ،،

" هذا الموضوع كتب يوم الأحد التالي لأول مباراة بين فريقي مصر والجزائر "



على ضوء مباراة تصفيات كأس العالم – مصر / الجزائر – أتحدث ,,

وبغض النظر عن التعصب الذي غلف الحدث والإعلام الذي تولى كِبَرِه بجدارة ،،

فإن المتأمل حال الشعوب العربية وهي تدفع دم اهتمامها لتعطيه للكره ، ليس عن سفاهة قد يظنها بعض المحللين او نخب المجتمع ، إنما عن تعطش شديد لنصر ونجاح يرفع من معنوياتهم التي تُحطم مئات المرات يومياً على عتبات الواقع الذي يعيشوه في دولنا – دول العالم الثالث –
قد نسميه هروبا او استسهالاً لنجاح كهذا لا يحتاج لكثير جهد وله علاقة بالترفيه والحماسة ، لكنه يبقى بحثا عن نصر ،،

جدير بالتأمل كمية الاهتمام والإخلاص لـكرة القدم

أتساءل !!
لو كانت النهضة وتغيير واقعنا ومستقبل أمتنا له ذات الحب الشديد في القلوب ..

أو كان شعورنا بالانتماء لأمتنا وضرورة العمل لها كما شعر المشجعون بالأمس وهم يرددون النشيد الوطني بحماسة

أو لو كان الاجتهاد والتفوق والبحث عن دور فاعل حلما يرسمه الآباء في قلوب صغارهم كما يرسمون على وجوههم ألوان علم المنتخب ..


أو لو حمل الإعلام على عاتقه تدشين حملات تستهدف شحذ الهمم وتعبئة النفوس لتعمل وترفع رأس أمتها وترفض أي واقع سلبي وأي مظهر فساد قائم ..


أو لو كرهنا اليهود كما كره الشعبين بعضهم على ضوء هذه المباراة !!!... بالمناسبة ثمة فكرة جديدة لتفعيل مقاطعة المنتجات الامريكية وهي بوضع علم الجزائر ومصر بالتبادل على هذه المنتجات في البلدين .. أجزم ان الايادي لن تمتد لها فضلا عن تكسيرها ورميها في أقرب قمامة ..!!


أو لو زرعوا في أرواحهم حب القدس كما أحبوا الكره ، واقتطعوا من عزيز أوقاتهم لها وصرفوا الجهد والتعب لأجلها وأخلصوا الدعوات لأجل الفوز ..
أكانت القدس لا تزال على حالها أو بقيت غزة محاصرة لا يستطيع النشطاء أن يجمعوا بضع مئات – فضلا عن الألوف كالتي حضرت المباراة – ليحتجوا عند المعبر!!
أو كانت حكومة الفساد لا تزال تتربع على قلوبنا
أو يجرؤ عداد الفقراء في الازدياد
أو أو أو ..

لو كانت النهضة ثقافة يحملها الطفل والكبير والشيخ والشاب كما حملوا هَمْ فوز الفريق بالأمس . وساندهم الإعلام ودعمهم المسئولين ،،

عندما تكون النهضة وعودة أمتنا لمجدها ضميراً جمعياً يحمله المجتمع

حينها فقط سننهض ،،


_______


ملاحظة : هنا أنا لا ألوم على من يحب الكرة لماذا يحبها ، ولا أنفي أصلا الاهتمام بالكرة ، قضية التدوينة شيء آخر .. فقط أسقط فكرة الاهتمام بها على أشياء اخرى نريد للشعوب ان تهتم بها

ان نصل لعمق ضمير شعوبنا ، لن يسعوا لتحرير القدس بشحن معنوي مؤقت ولا بوسائل سطحية ، الحب الشديد للكرة لم يكن من فراغ .. أنا هنا أبحث فقط عن ان نصل لهذا العمق في القضايا الأخرى


ودمتم


السبت، نوفمبر ١٤، ٢٠٠٩

سُـئلت 4 ... ( إنه لحق )


سألتني اختي الصغيرة .. لماذا لا نعرف الغيب ؟! رغم ان هذا سيكون جيد لنا ، لماذا لم يسمح الله لنا بذلك ، على الأقل لم نكن لنرتكب اخطاء كثيرة ؟؟..

ج :

الحياة الدنيا في أصلها اختبار ، ولو علم كل منا الغيب لما اختبر الله فينا ايماننا بقضاءه وقدره ، ولما اختبر الله فينا الصبر واليقين برحمته بنا وثقتنا فيه ، ولما اختبر الله فينا ارادة العمل والاخذ بالاسباب والاجتهاد قدر الوسع ، ولما اختبر فينا صدق الأقوال أو الأفعال تحت ضغط الواقع

لعل مفهوم الايمان بالقضاء والقدر تُلخص امتحانات الدنيا فيه ، لأنه يستوجب اليقين وحسن الظن رغم ما قد يتعرض له المرء من عقبات عديدة وظروف شديدة

ومسألة " الرزق " بمفهومها الواسع من مال وعيال وزواج ونجاح وسعادة وأمان وكل شيء .. أول ما ينطبق عليه سابق الحديث

ما ذكره رب العزة في كتابه " وفي السماء رزقكم وما توعدون ، فوربِ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون "

رغم ان مسألة اليقين فيما أقسم الله عليه مفروغ منها الا اننا نجدها موضع واسع لإختبار الايمان بما يقدره الله وحسن الظن به على أي حال واليقين في رحمته الواسعة وحكمته اللامتناهية ومعرفته بعبيده وما يصلح لهم ، يسبقه لطفه الكبير بهم ،،


ولأعرج على المعين للوصول لهذه الحالة من اليقين والرضا ، فإن حسن المعرفة بالله تورث هذا اليقين وهذا الركون المطمئن الواثق إليه سبحانه ، حتى لو اجتمعت الدنيا على احدهم فلو شعر بمعية الله ما هز ذلك منه شعره ، ولو أظلمت الدنيا في وجه احدهم وشعر بمعيته تعالى لاستحالت ضياءا ولمتلأ عزما ويقينا ان القادم أفضل ولاجتهد للخروج من ظلمته ، ولكان على كلا الحالين في الظلمة والنور ذا نفس سوية مطمئنة واثقة لا ينال من عزمها شيء ولا يخضعها شيء ..

ولعل هذا هو مفتاح مفهوم الحرية الاسلامية ، لا عبودية ولا خضوع ولا انكسار الا لله ، لأنه المدبر والمهيمن و كل شيء عداه .. خلق من خلقه وأسباب وظروف بيده تصريفها كيفما يشاء ..

ومن أطاع الله طوع له كل شيء ،،

املؤوا قلوبكم يقينا ، فربكم واسع الرحمة والجود ، عنده الخزائن التي لا تفنى ، مدبر الكون ومليكه



شهيـدة