الاثنين، مايو ١٩، ٢٠٠٨

أنيــن .. قصه قصيرة

ترمقــه من بعيــد بحــزن فــجر في قلبها أملا غريبا بأنه سيعود كما كان يوما ما

لم تكل لحظة .. افرغت وسعها وزيادة

ترتمي كل يوم على ذات الكرسي بجانب سريره الابيض تحكي له احداث يومها .. تحدثه وكأنه يسمعها ويجيبها
مواقف محرجه واخرى مضحكه وثالثه مؤلمه .. تضحك على اثر تلك ثم تسكتها أنات جهاز النبض
وتكمل السرد بألم مضاعف على ثالث المواقف وأنين الجهاز .. كم تتمنى ان يقطعها بحركة رمشيه .. او حتى أنامله
وياااكم تطير بها الاماني وتجرؤ لتتمناه واقفا بجانبها يساندها كما كان دائما

فيقطع حبال الشك يقينها بالله الأكبر

رمقت خاتم زواجها الذي لم يمض عليه اكثر من شهرين عكر صفوهما - ككل شيء بغزة - الحصار الذي رفعوا شعاره " الاعتراف مقابل الحياة "

دخل الطبيب المشرف على حالة زوجها

- هل شعرت بأي تغييــر
- لا .. والتفتت نحو سريره متنهده
لا شيئ أبدا

-لا تقلقي يا ابنتي .. قادر ربك على كل شيء
بابتسامه صابر - اجل .. والنعم بالله

-وافيني بمكتبي حين تأتيني نتيجه الأشعات الاخيره .. لن تتأخر بعد ربع ساعه تقريبا
- حسنا دكتور .. شكرا جزيلا لك
- لا تشكريني يا بنتي امثال زوجك وددنا لو اعطيناهم اعمار من يتسكعون في الطرقات لا يعلمون من سكرهم ليل من نهار ويا لكثرهم

ذهب لطبيب وبقيت ترمقه في صمت رغم كل الفوضى و كثره المصابين امثال حالة زوجها واشد ممن عج بهم المشفى بعد عفو - بشق الانفس- من السلطات المصريه بادخالهم عبر المعبر وكأن مؤازرة الأخوة أصبحت منة في زمان تحكم العدو كيف نوجه مشاعرنا


مرت ال 15 دقيقة وكأنها سنوات ... تحترق فيها " سمر " بين نار الانتظار والترقب

انتظرت الطبيب امام مكتبه ... وما ان اطل في اخر الردهة .. اسرعت اليه فأشار اليها ان تبقى مكانها
تحادث مع طبيب اخر على بعد امتار .. ازداد قلقها / بدا انهما يتشاوران على نتائج الاشعه

انتهى الطبيب واتجه لمكتبه مشيرا اليها ان تتفضل بالداخل

ترقبه بنظرات عمادها الامل
- لن اخفي عليك يا بنتي .. وأعلم انك عاقله وصابره .. حالة زوجك خطيره الااصابه بالرأس لم تكن سهله كما ظننا بالبداية
قاطعته : اعلم ذلك دكتور لست جاهله .. اخبرني انه سيتحسن فالامر ليس ميؤوس منه

- لا يأس من رحمه الله يا بنتي لكن .. هو في غيبوبه .. ولا نستطيع ان نحدد متى سيفيق ... نحمد الله ان الامر خلى من مضاعفات داخليه
سنضطر لعمل جراحه ثانية ولكن لا اظن هذا سيحسن من فرصة افاقته .. زوديه بالدعاء يا ابنتي فلسنا سوى اسباب

- والنعم بالله ..

وقبل ان تغلق خلفها الباب قائلت باتسامتها الصافية :

- اعملوا جهدكم يا دكتور ولا تستسلموا لمقادير الطب فالله أقدر

ابتسم الطبيب - اتعجب من قوتك وقدرتك على الابتسام رغم كل هذا .. زادك الله

بكل ما تحمله عينيها من حزن وأمل

- انما ابتسم من أجله .. والله قدير


.

شهيدة

______

- اعتذر لتتابع التدوينات انما اردت وضع القصه مذ كتبتها وبامكانكم التعليق على اي المواضيع شئتم -

هناك ٢٠ تعليقًا:

انا انصاري يقول...

القصه في الولها جميل والاسلوب لذيذ
بس مش عارف ليه قلبت في الاخر بشبه موعظه
ده على حد راي شخص مبيفهمش اي حاجه في ادب القصه القصيره
عموما بشكل عام جميله

شهيدة يقول...

أهلا بك ورأيك على الرحب والسعه

مجرد ان تقرأ القصص الحقيقة لامثال هؤلاء الصاكدين رغم الالم ... فعلا تجد كل لحظاتها مواعظ وصبر من الصعب حتى ان تصيغه الخطب والمقالات الكبيرة

لقد خففت كثيرا من لغه المواعظ ها هنا وتركت للادب مسؤوليه ارسال الرساله .. لكن تركت للواقع " بمواعظه " ايضا مساحه

اسعدني رايك كثيراانما يدل على استيعاب القصه ، سآخذ به في المرات القادمه باذن الله


وافر تحياتي

الخنساء السلمية يقول...

جميل .. شهيدة قاصة جيدة أيضاً ..

:)

بورك القلم وحاملته ..

على عجالة يحدوها الشوق و سأعود متأملة , ومتذوقة ..

دامت أيامك بذكر الله عامرة ,

Hosam Yahia حسام يحيى يقول...

جميله ماشاء الله

ربنا يوفقك

شهيدة يقول...

الحبيبه الخنساء

والله لك وحشه يا حجه

تسلمي على طيب ذوقك

ليست بالقصة الاولى لكن الاولى بنشرها هنا .. جاءت على عجالة

بانتظارك غاليتي

لاتنيسيني من دعاك :)

وافر الود والمحبه + ورده

شهيدة يقول...

حسام يحيى

حياك الله وشاكرة لمرورك

بوركت

غير معرف يقول...

لكم الله يا أهلنا في فلسطين
كم يعانون من ويلات القريب قبل البعيد
جزاك الله خيرا عزيزتي شهيدة

شهيدة يقول...

نسيم السحر

حياك ربي وبياك

اللهم ارحم بهم منا .. ولكن اين سنذهب من حساب الله وقد تركناهم وما يعانون

شاكرة لطيب مرورك اختي

سلمتِ

أحمد سعيد بسيوني يقول...

جميلة جدا ومعبرة
زادكم الله ورزقكم الجنة
تحياتي

Hossam Nasr يقول...

موعدنا غداً لنتحد ولو لدقيقة
الساعة الرابعة عصراً نرسل رسالتنا الأخيرة
http://kawlansadida.blogspot.com/2008/05/blog-post_24.html

26.05.2008

غير معرف يقول...

رائعة ..قصصة محبوكة جميلة أختي شهيدة

بإنتظار المزيد

معاذ عبد الكريم يقول...

السلام عليكم

في البداية مدونة جميلة و قص حلوة بس

سبحان الله توارد افكار بينك و بين و احد ارسل لي كتاب يعبر عن رواية فيها فكرة قريبة اسم الرواية ريم

بسم الله ما شاء الله اسلوب حضرتك جميل حضرتك مكنتيش تخشي كلية هندسة خسارة الهندسة تقضي علي المواهب الرائعة

معاذ عبد الكريم يقول...

السلام عليكم

في البداية مدونة جميلة و قص حلوة بس

سبحان الله توارد افكار بينك و بين و احد ارسل لي كتاب يعبر عن رواية فيها فكرة قريبة اسم الرواية ريم

بسم الله ما شاء الله اسلوب حضرتك جميل حضرتك مكنتيش تخشي كلية هندسة خسارة الهندسة تقضي علي المواهب الرائعة

شهيدة يقول...

أحمد سعيد بسيوني

حياكم الله

اللهم امين ولكم مثله وزياده

دمتم بخير

شهيدة يقول...

سلطان الجميري

هذا من حسن ذوقكم وهي شهادة اعتز بها وان كنت كتبتها على عجالة

حييتموشرفني مروركم

شهيدة يقول...

معاذ عبد الكريم

توارد الأفكار بيحصل معايا كتييير
لكن اكيد مش هوصل لدرجه دقه وجمال الروايات ..

والله لو على كليتي- الهندسه - فالعجيب ان فيها كميه ادباء كثيره جدا لدرجه تجلب العجب ..

واظن الادب رساله وفن اعلى من مجرد تخصص

اشكر لحضرتك رأيك الذي اعتز به

وحياكم الله

يقين النصر يقول...

شهيده ما هذه الروعه ...
كعادتك يا غاليه ...
على فكرة دا وقت مستقطع متفكريش النت اتصلح ..
دعواتك يا غالية ..

غير معرف يقول...

السلام عليكم
جزاكى الله خيرا على عرضك لهذه القصة الرائعة وما بها من كلمات جميلة ومعانى عظيمة

شهيدة يقول...

يقين النصر

حيا الله الغاليين

مرورك عزيز يا الاء

وفقك الله وأصلح النت

سلامي للاهل جميعا

شهيدة يقول...

عمر المصري

وجزاكم مثله وزياده

شاكرة لشهادتك وهذا شرف لي

حييت