الاثنين، مايو ٠٥، ٢٠٠٨

يوم فلسطيني " مذكرة "

اذ تظلنا فعاليات عالميه وعربيه بذكرة النكبه الـ 60 على احتلال فلسطين

اثرت الكتابه عن يوم عشته .. الاربعاء الماضي .. اليكــم احداثه


* الاسماء مستعاره


خرجت من امتحاني الهندسي على عجل اغلق الاقلام وألملم شتات الاوراق لأرد على المحمول الذي مل من كثره الاهتزاز صمتا ، مؤكد انها من تنتظرني بالاسفل تتعجلني حتى لا نتأخر على موعدنا ..



.

اجبت لكنها عاجلتني بقولها : مللت الانتظار فسبقتك الى هناك .. تفهمت وطمئنتها بلحاقي بها في الحال




اوقفت احدى سيارت الاجره امام الكليه :
- نقابة الاطباء " للامر تفسير فيما بعد " فأشار الي مواقفا ان يقلني الى هناك


لمحت بالمقعد الخلفي دكتورة من احدى الكليات التي يضمها المجمع عرفت ذلك من هيئتها ..


ركبت باسم الله ثم تأملت محمولي قليلا .. فتحت قائمة الاسماء ثم اتصلت على رقمها
رن طويـــل ولم تجب .. لم اقطع الامل فالحدث يستحق الاصرار




.

وبعد طول انتظار اجابت على اتصالي
انتابتني حاله من دهشة السرور – اذا صح التعبير –




.ووجدتني بلهجة فلسطينيه اظنني اتقنها
-أميرة.. اين انت الان .. هل ستأتين الى المعرض




-اجل حبيبتي انا فيه الان اتمنى ان اراك اليوم



قلت بنشاط - سأكون عندكم بعد دقائق



.
انتهى الاتصال وشرعت ضربات قلبي في تسارع تدريجي غير عائبه بنظرات السائق والدكتورة بدهشه يشوبها التطفل ..



اخذتني ومضة فلاشيه الى الصيف الماضي.. حين وصلتني دعوة عرس لاحدى الزميلات .. ذهبت ملبية الدعوة فهي فرصه للقاء الكثيرات ممن عز فراقهن بعد تخرجهن و ممن طال الشوق لهن بعد انتهاء الدراسه




وهناك حيث صخب الاصوات امسكت بيدي صديقه قائله

- اريد ان اعرفك على اخت فلسطينيه تدرس الطب بجامعتنا .. من غزة ،تلك التي تمشي هناك .. زيها كما فلسطين لم يتغير


كان من السهل ان تلتقط عيني المتلهفة ذاك النمط الذي لا أخطئه من اللباس
اسرت لي الصديقه بأنها لا تحب ان يعرف احد انها من غزة " ايامها كان هناك بعض القلق الامني لبدأ الحصار ووضع حماس .. الخ "


.

قلت حسنا لا تقلقي واقتربنا منها . تعارفنا

.
صافحتها بحراره .. -اختك شهيده ..




ما كادت تكمل – حيــاك الله ــــ ولم املك الا ان عانقتها ،تتلخص سنين الطفوله ، وقصص واخبار وقراءه التاريخ والقضيه واحلام واماني وسبع سنين من معرفه اهل الرباط عن قرب من خلال الملتقى القسامي .. كل ذلك تلخص امامي- عن غير قصد - في ذلك الموقف .. فجائت تصرفاتي كتخبط شعوري حينها




سألتها كمن لا يعرف : من اين انت



.

طبعا بغض النظر عن انطباعها عن تلك المجنونه –أنا-



اجابتني ولا تزال ملامحها تحمل سمات التعجب الحذر : من غزة



قلت – ضاربه بما حدثتني به صديقتي عرض الحائط- من اين بغزة ؟ وسردت بعض اسماء مدن القطاع لاثير بقلبها بعض الطمأنينه



- من غزة ذاتها



بادلتها عبارات الترحيب الجم وتركتها تمضي حتى لا اثقل عليها ببراعه استهالالي للمواقف :)


مضت ولم تفارقني ابتسامه سرور عظيـــم



وترمقني صديقيتي تلك بنظرات من فاض به الضحك .. عندما مسحت دمعه تسللت وسط فرحي عنوة .. لا ادري ربما نشوه الفرح واجتماع لحظات هذه السنين كلها في ان واحد كانت اكبر من ان يتحملها قلبي



.
طار عداد الايام في شريط الذكريات حيث حفله استقبال طلبه العام الاول على مستوى الجامعة ..


وهناك ايضا قابلت أميرة .. قدر ربي ان اكون ذاهبه بينما دخلت هي .. هذه المره " جت سليمه " كان رد فعلها طبيعيا بدرجه كبيرة ربما تأكدت من اتجاهي فاطمئنت ، رحبت بي بطيبه ومحبة فلسطينيه لا تخطئها في ابناء تلك البقاع حيث تلمس بوضوح قلوب ذابت من الاحزان ولا تخطئ بأعينهم نظرة الأمل المتدفق والتحدي



.
لم اجد امامي غير كرت الترحيب الذي يوزع عند دخولنا للحفل تركت لها كلمات بسيطه عليه . ومضيت على امل اللقاء مجددا




.
وتتابعت لقطات فلاشيه اخرى من شريط الذكريات حيث اول اتصال وما تلاه من رسائل وفي كل مره يكون قبسا من حديثها : تتصلين دوما في الاوقات التي احتاج احدا فيها ..




فيشدني اجلال الله مؤلف القلوب ..
توثقت الروابط بيننا رغم الدقائق التي تعد على الاصابع التي لقيتها فيها لكن سبحان من اذا كان الحب فيه






.ثم فتح المعبر
وازدانت مصر وفاض السرور بنا لعرس لم نر أنواره منذ سنين .. عند التآم شمل الرفحين وسقوط اصنام السياده السايكس بوكيه وظل المنهج الرباني " المؤمن للمؤمن كالبنبان يشد بعضه بعضا "




.
قررت .. ورفعت هاتفي لاتصل بها مجددا .. وكانت هناك ..حيث العريش .. فاصبح قراري منتهي الصلاحيه ..




.
عدت الى حيث انا في التاكسي لم تفارقني الابتسامه التي رسمتها تلك الومضات من الذاكره على محياي ..


.
نزلت لتلقاني زميلتي التي سبقتني ومررنا سويه لنبلغ باب النقابه حيث يقام معرض لمناصره ارض الرباط كان من المفترض ان يكون اسبوعا كما كل عام .. لكن الاوضاع الامنيه في مصر لا تسمح الا بيوم " بشق الانفس " وكالعاده تحتضن نقابه الاطباء ذات الاغلبيه الاسلاميه هذه الفعاليات دون غيرها من نقابات عرائس الشمع الهامده ..




.
دخلت وعيني تبحث عنها


واذا بمن يناديني فور دخولي

- شهيده تعالي هنا



نظرت فاذا بأميرة وبعض صديقاتي معها

.
كان لقاءا مؤثرا بعد غيـــاب طويل .. عانقتني طويلا حتى كدت ابكي ..




.
تركت زميلتي تجول كما تشاء في المعرض وبقيت معها نتبادل اطراف حديث طال انتظاره .. غلب على حديثنا العاطفه وشجون الغربه والحنين ..




.
عرفت انها في السنه الخامسه .. فسألتها :لو لم تأتي الا مصر الى أي الكليات كنت ستنتسبين ؟




قالت الى الهندسه او الصيدله



باستغراب عفوي قلت .. وجئت لمصر لتدرسي الطب يا أميرة ؟
اجابت ايضا بعفويه .. نعم ..




.

ما كنت لأتخيل ان يشد شاب فضلا عن فتاه الرحال الى بد اخر لمجرد التخصص ..

.
قطعت تأملي بسؤالها .. اتعلمين عندما اتصلت بي وكنت في العريش .. كم سعدت يومها
ابتسمت قائلة : اتعلمين لم كنت اتصل




- لم



-لاقول لك اذا اردت الذهاب لرؤيه اهللك فسأعمل على ترتيب ذهابك فورا ..




شدت على يدي بود .. جزيتي عني كل خير




قطع حديثنا سعالها المتكرر بسبب الزكام لمحت وسط الزحام كرسيا خلفها فطلبت منها الجلوس فجأة جاءت الاناشيد على خط الحديث ففتحت محمولي لاسمعها نشيدا احبه " فلسطين يا ارض الهدى "

.
اعطيتها المحمول وبعد اول بيتين من النشيد مالت برأسها الى الاسفل في جلسه المنصـت ..


بعد هنية اسندت رأسها على يدها ولاني احفظ كلمات النشيد تحديدا " فلسطين يا وجع العمر يا حلوة احلى من الزهر مزروعه بضلوع الصدر روحي تروح فداك " عرفت انها على شفير الدموع فقاطعتها بقبله على رأسها .. في مثل هذه المواقف يلجمني الصمت


.
فقامت واطلقت تنهيده – لأجلها تغربت يا شهيده


.
مددت كفي امسح دمعها .. كل الكلمات والبلاغه لم تسعفني حينها .. بل تعجبت وكأنها اول مره امر بهكذا موقف .. رُبط لساني لا ادري لماذا

.
حاولت التخفيف عنها ببعض المزاح .. لكن انى لبسمه ترسمها الشفاه ان تمحو اخاديد رسمتها السنون في ذاكرتنا
من الممكن ان نتحمل الغربه في الوطن لكن ان تتحمل غربه وطن في حرب عقائديه اما ان تنتصر الله اكبر او تزول .. فذاك شيء اخر .. لايدركه الا من تجرع غصصه


.
تجولنا في المعرض ومن الله علينا بالمساهمه فيه .. كان ازدحاما هائلا .. وانتهت الملابس والاكلات تقريبا قبل منتصف اليوم .. وددت لو أنني رأيت وجوه من يزايدون على تماسك هذه الامه


.
حان وقت ذهابي فودعتها على أمل لقاء اخر قريب باذن الله

مضيت في رحله العودة و يتردد في سمعي شدو المنشد

" يا أمتي لبي ندا الأقصى أما سمـع الأنين .. وهل يطيب العيـش المسرى ينادي العاشقين
أرض الشآم مع الحجاز ومصر واليـمن العريـن .. ويا جمــوع الرافدين ومغرب الفتح المبين
يا سعد من لبى الندا .. يا سعد من لبى الندا
يا قدس انا قادمون "
"

.
ومضى يومي الذي عشته فلسطينيا خالصا .. مع ارق التحايا ..




.

اهداء
إليها .. لا تسع الكلمات شعوري ..
فهي فقط إليك .. كلل الله جهدك بالنجاح ومن عليك بعود قريب .. ولعلي ألقاك يوما ما .. هناك




شهيدة


هناك ٦ تعليقات:

انا انصاري يقول...

معلش سؤال تطفلى رخم وغبي
هو انت من فلسطين ؟

جمعاوى يقول...

هناك أناس يعزفون على أوتار إحساسنا ألحانا رائعة

و يخلدون فينا ذكرى لا تمحى ،


نهفو إلى رؤياهم و يزدان الوجود بهم

لنا فخر بمعرفتهم فليحفظهم الله و

ليحفظ الله الود بيننا

أبو أحمد الحسنات يقول...

بارك الله فيك شهيدة

فعلا ما يجمعه الله لا يفرقه بشر .. وحتما هذه الحدود المصطنعة التي مزقت جسد الأمة لابد لها أن تزول يوما ما

مع أرق التحايا
من غزة أرض العزة

شهيدة يقول...

محمد الانصاري

:) لا لكني مسلمة .. وتكفيني هذه الهوية لتكون أينما ذكر اسم الله في ارض عددت ارجاءه من لب اوطاني ..

وان كان لفلسطين بصراحه مكانه منذ الطفوله لله في لله


انا اللي عايزه اسأل :) .. ليه السؤال ده ؟؟

اشكرك لمرورك

شهيدة يقول...

جمعاوي

صدقت ... سبحان من اذذا كان الحب فيه دام واتصل


اشعر انني قرأت هذا النص من قبل :)

ربنا يخلي الاس ام اس المتنقله


وافر التحيه

شهيدة يقول...

الفاضل أبو أحمد

حياكم الله

اسعدتموني بهذه الزياره والله

ومهما فعلوا فقدر الله لهذه الامه نافذ .. وينكروم ويمكر الله والله خير الماكرين


شاكره لكم وتحيه اجلال ونصره واخوه لكم ولكل اهلنا هناك


حيــتتم