الخميس، ديسمبر ٢٤، ٢٠٠٩

إلـى غزة (1) ،،






عندما يكون الحرف دليل عجز يا غزة ،، فلا أدري أي حرف يسعفني ويسعفك - ومثلك لا يسعفه حرف بل رصاص -


أعتذر إن ظننتك تحتاجيننا بعد عامك الذي نادتينا إذ يفتك بك الفسفور
ولم نعرف إرشادات الرد على حالتك واخترنا الضجيج حلاً استراتيجياً

لا نملك إلا الإدعاء كذبا أننا معك قلباً
فأفعالنا لا تعرفك يا غزة ،،

نحن يا غزة مسلمون بالفطرة ،،
لكننا لا نعرف في إسلامنا قانون " البنيان المرصوص "

مسيجون بالعجز
موثقون بالذل
حرصنا ألا نترك ثغرة في جدار الأعذار إلا وسددناها
بل لو فرط الظالم في تقييدنا لنبهناه
فنحن نشجع الإتقان يا غزة ،،
هكذا علمونا لنصبح أمة - محترمة -



أكل القهر كل شيء منا وأبقى لنا ألسن !!
أمسك عنها لنعزيك بها ، ونعزي أنفسنا ببعض النكات
فعلم النفس يقول إن الضحك وتهوين الأمور مبيد سريع لحالات الحزن والإكتئاب الشعبي
لكني سمعت التاريخ يطعن في حكمه
يقول الشيخ إن الضحك لا يسمن أمة ولا يغنيها من كرامة !!
لا تقلقي ، قد عاجلناه بالرد
"يا شيخ فلتعد القراءة مرةأخرى أراك وهنت "*
تأكدي أن حرمة نومنا غير قابلة للإيقاظ



لكن لو أردتِ الصدق - بيني وبينك فقط -
مر مذاق القهر يا غزة
أعلم أنك لا تعلمين عما أتحدث
إذ لم تجربيه قط ،،
وأرجو ألا تفعلي ..
ليتك فقط
تعبئين لنا جرعات من الضمير النقي
فالتي في أسواقنا صناعة صينية !!
لعله يلقى تربة لم تلوث بعد من بقية - خير - أمة محمد
ورجاءا !! - واغفري كثرة ما اطلب أعلم أن انفاقك لا تتسع للكثير -
ارفقي معه نشرة طبية عن العوارض الجانبية لقول " لا "


سأنهي رسالتي فوقتك محدود ،، أعلم
لستِ ممن يقتلون الوقت على مقاهي الشوارع
ولا أمام الشاشات العريضة
دعيني " يا صغيرتي " وأعلم أنك دائماً تثبتين لي انك كبيرة
دعيني أوصيك لأبرد حر قلبي كأني أنفعكِ بشيء


أعْمِلي معولكِ يا غزة ،،


والختام

لا سـلام ،،








لا أقول قلبي معك ،، بل روحي لك ..
أي أثير يرسل الأرواح يا غزة لأرسلها عليه .


____

* أحد أبيات قصيدة " في القدس " لتميم البرغوثي


معذرة للكلمات التي لم أراعِ فيها حرمة الأدب و الصياغة ،، لمثل هذا تكسر الأقلام ويسكب المداد قهراً ،،



هناك تعليقان (٢):

Unknown يقول...

لا أدري بدوت تخطيط و جدتني أتصفح مدونتكم مرة أخرى , هذا للأمانة فقط , فلقد نويت المقاطعة و لكن خانتني لوحة المفاتيح ,و لقد كان بإمكاني أن أتصفح المدونة حتى إذا تذكرت موضوع المقاطعة هذا خرجت سريعا , و لكن الأمانة تقتضي أن أذكر ما حدث , و لقد قرأت موضوع "إلى غزة" ثلاث مرات , الحقيقة الأسلوب ذكرني بأسلوب الرافعي , و بخاصة النهج الذي اتبعه في كتاب "رسائل الأحزان" , هذا من الناحية الأدبية , أما من الناحية الوجدانية فلقد شعرت بمرارة و قهر لا يعلمها إلا الله و لقد كان لأسلوبكم الراقي الصادق أبلغ الأثر في تحريك تلك المشاعر , من الناحية الواقعية فلا ننتظر خيرا من هؤلاء و ما حدث ليس بمستغرب فالبراجماتية أصبحت دينا , و للأسف انتشر هذا المبدأ المادي من الساسة إلى العامة فأصبحت المادية هي الطاغية و الحاكمة في تقدير الأمور بغض النظر عن الثواب الأخروي أو الواجب الديني الذي لا يضعه البراجماتيون سواء من الساسة أو العامة في حساباتهم و لقد شاهدت هذا و لمحته من خلال حواراتي مع بعض الشباب أثناء حرب غزة فكان بعضهم و هم نسبة ليست بالقليلة يلقون باللائمة على حماس لأسباب لا مجال لتفصيلها , مرة أخرى أركز على المبدأ الذي هو الحاكم لتصرفات الساسة و الكثير من العامة للأسف.
أنتم تنظرون للموضوع بنظرة المسلم الغيور و هم ينظرون للموضوع بنظرة البراجماتي الانتهازي , المصلحة في الخضوع لما تمليه سياسة أمريكا إذا أفضل شئ في نظرهم هو الخضوع لسياسة أمريكا بغض النظر عن الشرع و الحلال و الحرام و الواجب.
مرة اخرى هذا الموضوع من أجمل ما قرأت عن غزة لغةً و فكرةً أقول هذا رغم اختلافي معكم في الكثير من الآراء و ذلك تطبيقا للمبدأ القرآني " و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا"

شهيدة يقول...

أيها الفاضل ،، لست آخذ من أي زائر للمدونة ضريبة لدخوله او خروجه منها، فلا داعي للتوضيح

حياكم الله متى دخلتم ورعاكم متى خرجتم .. الامر بهذه البساطة فحسب

اما ما وصفتم به الموضوع فهذا من حسن ظنكم والا فالموضوع يعتريه قصور شديد

واما من كتبت فيهم وهم نحن قبل اي احد

فحسبنا الله ،، ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


حييتم