الجمعة، أغسطس ٠٧، ٢٠٠٩

البحث عن الحقيقة ..

البحث عن الحقيقة ..


كنت أظن فيما سبق أن البحث عن حقيقة شيء ما .. أو البحث عن برهان .. شيء واجب علينا لا يمكننا الاختيار حياله .. وهو حقيقةً كذلك .

وأنني عندما أقضي وقتا يعد بالشهور أو في بعض الحالات سنوات لإثبات شيء أو التوصل لشيء ما سواءا اكتشافه أو إثباته أو نفي صحته .. ظننتني أبالغ وأضيع من وقتي وجهدي وعمري ..و لم أكن لأبالي لو ضاع ذاك الجهد بعدما تبين لي حقائق أخرى أكثر قوة مما بنيت عليه أحكامي

ذلك حتى التقيت يوما أناس يتكلمون بشيء وينافحون عنه باستماتة وهم في حقيقة الأمر لم يبحثوا كفاية ليتخذوا حكما كهذا وجانبا من الرأي كذاك الذي يعتقدون

لم أتخيل أن ثمة من لا يكلف نفسه عناء البحث لمجرد انه لا يريد إثبات خطأه .. أو انه يظن نفسه على صواب ..

لم أتخيل أن ثمة من لا يجد حرجا في إنفاق عمره لأجل فكرة ما .. هي بالأخير تحتاج من التدقيق الكثير والبحث عن صحة دلائلها أكثر وإيجاد برهان عقليا ومنطقيا وواقعيا لها أكثر وأكثر ..

كنت ولا زلت أرى ان من اكتمال احترام الإنسان لنفسه ألا يسير بها في طريق إلا وهو يعلم لماذا اختاره وانه الأصوب من جميع الاختيارات المتاحة أمامه وان الوقت الذي سيُنتقص من عمره لأجل ذلك لن يندم عليه ولن يقول : " لقد فآتني ذلك ولم انتبه "

من اكتمال احترام احدنا لذاته ألا يسير في طريق تبعا لأحد بل لأنه يعلم ويقتنع وواثق مما هو سائر عليه ليس لديه شك ولو 1% أنهم على خطأ وان ثمة طرق قد تكون أفضل لكنه لن يكلف نفسه عناء البحث لنفي أو إثبات
هذا الـ 1%


من اكتمال احترام احدنا لنفسه أن يبحث ويتدبر قبل كل قرار واختيار ، ألا يزج بها في طريق سيذكره الناس والتاريخ على انه انحراف عن قاعدة

إذ لم يكن يوما غمام الرؤية في طريق ما خطأ يحتاج لاتخاذ طريق جديد ..


ان تكون واحدا من جيش الأسود خير لك من أن تكون قائدا للنعاج ..

ولا يصح إلا الصحيح ، وأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

والحق أحق أن يتبع .. والعمر عنصر غير قابل للتضحية به .. لأنه لا يتكرر ولأن كل ما فيه منسوخ وسنحاسب عليه ..

من اكتمال احترام احدنا لذاته أن يعترف بالخطأ إن كان ..
وان يبحث عن الحق لأجل الحق ليس لسواه .. ليس لإشباع غرور عقل ولا للكيد في أحدهم ولا دون ذلك ..



دمتم مستبصرين



هناك ٥ تعليقات:

السيد جاد يقول...

تدوينة دقيقة .. منها نستطيع أن نقول :

1- أقدر وأحترم كل من يبذل جهدا ، ولو قضي عمره كاملا في البحث عن صحة فكرة أو نظرية ، والتقدم العلمي الذي نجني ثماره ما هو إلا ثمرة من ثمرات تلك التضجيات ، والكتب العظيمة التي بقيت لنا علي مر العصور ما هي إلا ثمرة هذا الجهد .. ربما تكون عند معظمنا أفكار رائعة لكنها تضيع نتيجة عدم استقصاء الجهد اللازم من أجل إثباتها .. لذلك دائما أحرص علي إقتناء الرسائل الجامعية إن استطعت إلي ذلك سبيلا ؛ لعلمي أن صاحبها بذل في سبيلها أقصي الجهد ، غير عابئ بكم الوقت الذي يهدره في بحثها - بخلاف المؤلفات المنتشرة هذه الأيام - وكذلك الروايات والأفلام - ، والتي أطلق عليه علي سبيل المشاكلة " سريعة " " تيك أواي " تحدث فرقعات لكن لا يدوم أثرها ..

2 - نعم العمر ليس قابل للتضحية ، ينبغي علي كل إنسان أن يعرف موضع قدمه ، وأين يضعها ، لأن الحياة لا تتفق مع التجربة ؛ لأنها لن تتكرر ..

3 - أعتقد أن مشكلة أمتنا اليوم.. تنبع من : أننا ربما نعرف أين الحق دون أن نتبعه .. وأن كل مسئول لا يعي فكرة أن هناك حسابا سوف يحاسب عليه غير حساب الدنيا أمام الذي يعلم السر وأخفي ..كذلك معظمنا لا يعترف بالخطأ أبدا ، وكل إنسان له مبرراته حتي لو أخطئ .. ربما لو طبقنا تلك الوقفات في حياتنا لكان لنا شأن آخر .. وصدق المفكر الرائع مالك بن نبي - بعد أن درس فلسفة الحضارة - حينما اعتبر أن علاج مشاكلنا يكمن في هذه الآية " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .

السيد جاد يقول...

تدوينة دقيقة .. منها نستطيع أن نقول :

1- أقدر وأحترم كل من يبذل جهدا ، ولو قضي عمره كاملا في البحث عن صحة فكرة أو نظرية ، والتقدم العلمي الذي نجني ثماره ما هو إلا ثمرة من ثمرات تلك التضجيات ، والكتب العظيمة التي بقيت لنا علي مر العصور ما هي إلا ثمرة هذا الجهد .. ربما تكون عند معظمنا أفكار رائعة لكنها تضيع نتيجة عدم استقصاء الجهد اللازم من أجل إثباتها .. لذلك دائما أحرص علي إقتناء الرسائل الجامعية إن استطعت إلي ذلك سبيلا ؛ لعلمي أن صاحبها بذل في سبيلها أقصي الجهد ، غير عابئ بكم الوقت الذي يهدره في بحثها - بخلاف المؤلفات المنتشرة هذه الأيام - وكذلك الروايات والأفلام - ، والتي أطلق عليه علي سبيل المشاكلة " سريعة " " تيك أواي " تحدث فرقعات لكن لا يدوم أثرها ..

2 - نعم العمر ليس قابل للتضحية ، ينبغي علي كل إنسان أن يعرف موضع قدمه ، وأين يضعها ، لأن الحياة لا تتفق مع التجربة ؛ لأنها لن تتكرر ..

3 - أعتقد أن مشكلة أمتنا اليوم.. تنبع من : أننا ربما نعرف أين الحق دون أن نتبعه .. وأن كل مسئول لا يعي فكرة أن هناك حسابا سوف يحاسب عليه غير حساب الدنيا أمام الذي يعلم السر وأخفي ..كذلك معظمنا لا يعترف بالخطأ أبدا ، وكل إنسان له مبرراته حتي لو أخطئ .. ربما لو طبقنا تلك الوقفات في حياتنا لكان لنا شأن آخر .. وصدق المفكر الرائع مالك بن نبي - بعد أن درس فلسفة الحضارة - حينما اعتبر أن علاج مشاكلنا يكمن في هذه الآية " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .

ماجد يقول...

الإخلاص و التجرد متى ما كانا حاضرين في قلب شخص؛ زالت عنه العصبية و التمسك بالراي. ذلك ان الشخص المخلص و المتجرد ضالته الحق، اينما وجده تراه يتبعه

ولا يثنيه عن ذلك العمر الذي افناه في اتباع فكرة ما او الخوف من كلام الناس ... كل ذلك يتضائل في نظره لأنه لا يريد سوى الحق.

وقد حكي عن الإمام الشافعي رحمه الله انه ناظر فقيها في مسالة و عندما فرغوا، قاموا و قد اخذ كل براي الآخر.

مقال جميل

دمتي و دام قلمك بخير

سعد بحار يقول...

ايتها الاخت الفاضله..انت الان علي اعتاب هذا الصرح. تنظرين الي بواباته العظيمه .

قليلا من دخل من بابه .
قليلا من خطا فيه.
هو مليئ بالنقوش الثمينه والذهب الخالص الاصيل .
ولكنه كما تعلمين باب بعدة ظلام . قد يجد فيه الداخل بعض نقاط النور .
هذا لان الداخلين فيه غالبا ما يحملون النور معهم او يستعدوا لحمل شعله جديده تنير طريق الدرب المعهود .
وفي النهايه يبقي هذا الصرح من بعيد نقطة في مكان حصين ..نراها من بعيد مضيئه . في داخله يكتب التاريخ وفي داخله نجد هؤلاء الناس والتي كان شعارهم.
حياتك فكرتك أو فكرتك حياتك .
قد يبدوا الكلام ملغز.. ولكن لنجعله هكذا فهذا تعليق خاص فان كان من عسر في فك طلاسمه فعذرا .
تحياتي لك.

شهيدة يقول...

حياكم الله جميعا

أ.السيد جاد
أ. little thoughts

أضفتم وأثريتم الموضوع بالنقاط التي ذكرتموها، فلكم جزيل الشكر


م .سعد بحار

أعتقد اني اعتدت الألغاز في تعليقات حضرتك ..

واظنني أيضا فهمت المقصد

ولعلها ليست بوابه ستفتح ، هي مفتوحة لدي منذ زمن .. هذا ان كنتُ قد فهمت مقصدكم