الخميس، مايو ٢٨، ٢٠٠٩

البيعـة مع الله

عنوان مهيب ..

كنت في فاصل دراسي بالأمس وكان الصغار يشاهدون قناة " طيور الجنه " .. قررت مجالستهم قليلا فإذا بالاستاذ " عصومي " يجاوره شقيقه الأكبر " الوليد " وخلفهم نجوم القناة صغارا وكبارا ..
يمسك الأستاذ عصومي بالمايك ليطلب من الجمهور القيام ورفع اليد اليمني في موضع القسم والترديد من خلفه ، كانت الوالدة هي الأخرى معنا .. وعندما تسمع هكذا طلب لابد ان تستجيب حتى لو كان من صغير لم يفقه ثقل القسم فرفعنا أيدينا اليمنى بأدب جم :D ثم اردف الأخ عصومي

اقسم بالله العظيم ،، ان أبذل نفسي ومالي دفاعا عن القدس الشريف .. ثم بدأ هدير من وراءه من المنشدين " اسلمي يا قدس انني الفدا .. بيدي ان مدت الدنيا يدا .. أبدا لن تستكيني أبدا انني ارجو مع اليوم غدا ومعي قلبي وعزمي للجهاد لا أميل لا أمل لا ألين .. لك يا قدس السلاما وسلاما يا بلادي .. إن رمى البغي سهامه أتقيها بفؤادي واسلمي في كل حين .. الخ النشيدة التي نحفظها منذ العاشرة "

الحقيقة وانا أردد القسم وراءه تسائلت هل أعي ما أفعل هل أعي قسمي .. والجواب هو قطعا نعم فهذا شيء مفروغ منه بالنسبة لنا منذ الصغر منذ وعينا هذه الفكرة ووعينا ان لنا أرضا مسلوبه يجد ان تعود ولنا مجدا يجب ان يُسترد ولنا حضارة يجب أن تقام ... تسائلت هل نجدد ايماننا بفكرتنا وما نذرنا حياتنا له هكذا بحق ..

أعندما نقول " نفسي ومالي " .. نقصدها صدقا ويقينا .. نفسا ومالا .. نَفَسا وروحا ووقتا وجهدا وبذلا وحبا وكل شيء . كل شيء

ألن نتلكأ ذات يوم .. ألن نركن في لحظة من تعلق

هل القشعريرة التي شعرتها وانا اردد القسم كأنه وضعني أمام - امر واقع - تتجدد فينا هكذا دائما .. لا تغيب

هل نجدد بيعتنا مع الله في كل فعل صدقا .. هل نزنها دائما بميزان الخليل عليه السلام - قل ان صلاني ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين - ام نأخذ بها حينا ونتركها أحيان ..

هل تُتَخذ قراراتنا واختياراتنا على أساس " بعت والله اشترى "

هل الهمة التي تقعد بنا حينا ، او الوهن الذي يصيب أفعالنا أحيان أخرى تصلح أن تُسمى " صدق مع الله " فيما بعناه إياه

هل مُضي الوقت والذي يجر العمر وراءه هو من أضلاع مربع الصدق مع الله يا ترى ام انه استراحه محارب قد طالت ..

هل الهدف الذي نفقد بريقه او الأمل الذي نفقده وتركنا للدنيا تعبث بأولوياتنا هي من أضلاع ذلك المربع يا ترى .. أم اننا نضحك على أنفسنا ..

هل تخلينا عن أحلامنا لهذا الدين .. يعتبر " واقعية " .. أم انه تخلياً ونكث للبيعة نجمله بعبارات تخفف وطأة الندم

عندما تغوص " أم " في هموم الحياة وتنسى انها صدحت بنوايا عديدة في أبناءها وانشغلت في " الحياة " . أهذا أحد اضلاع الصدق مع الله

عندما يغلق المستقبل أمام الشباب .. ويغلب عليهم الهم والغم .. ولا بأس ان يتركوا الزمن يعكر صفوهم وويقلب اهدافهم من أعاليها إلى مجرد سد قوت اليوم وعند هذا نحمد الله لا نريد اكثر .. اهذا ايضا من أضلاع ذلك المربع ..

عندما تتخرج احداهن فتصبح الأقوال هباءا منثورا وكل ما ترجوه ظل رجل .. أي رجل لا مشكله وفي اثناء هذه المدة من الانتظار هي أسيره الانتظار والهموم وكأن وظيفتها في الكون انتهت حتى يفتح لها احدهم بابا للحياة مجددا .. وهذه امثلة رأيتها بعيني

متى نرى العزائم تنتفض قوة لا تلين .. لا يثنيها مرور وقت ولا يقعد بها تثبيط المثبطين ..
متى تغفو القدس قريرة العين تعلم ان قلوبا تغلي غيرة عليها .. أم أصبح هذا الكلام إنشاءا

ان الصدق في البيعة مع الله كقدرة أحدنا على القفز ..

فمنا من يتمكن بما يحمل من أثقال أن يقفز بمقدار شبر ، ومنا من يقفز إلى مستوى قامته ، ومنا من يقفز بمستوى الغيم ، ومنا من يتخفف من كل أثقال زينة الحياة الدنيا ويقفز قفزة يسمو بها حتى الجنة .


ومن يقفز للجنة لا يعني بالضرورة الرحيل عن الدنيا .. لعل بيننا أقوام حطوا رحالهم في الجنه منذ أمد وهم أكثر عملا وحياة من أي أحد ..


هل يفيض منا الحب صدقا فنبيع الحياة لله .. ذاك ما قصدته هنا حين قلت " فاض منهم الحب فحملوا الروح هدية القدوم عليه ،فبادلهم وأبى إلا ان تكون ضيافتهم في دار زرع كرامتها بيده "

" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " .. فما الجنه الا دليل محبة وليست هي المحبه .. وما سفكهم للدم الا دليل المحبة وليس هو المحبة ..


وان المرء فينا سواءا عجل إلى الله على جناح السنين بعمل دؤوب وجهد جهيد أو عجل إليه على جناح الدم .. فذاك كقول القائل " ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنبٍ كان في الله مصرعي "

فلسنا نبالي على أي الأجنحة كتب الله لنا أن نعجل إليه بها .. وان كنا نتوق لأحدها شوقا .. فكلها حياة لله .. وكلها بيعة واحدة والمشتري واحد ..
فإن كان لابد فإني لأرجو أن يأخذ من حياتي حتى يرضى ثم يختمها بأن يأخذ من دمي حتى يرضى ..


.

هناك ٤ تعليقات:

أروى الطويل يقول...

وكان الإنسان نسيا ً للعهد والقسم
للبيعة والولاء
ماأكبر القسم ...وماأصغر وأحقر الإنسان
آآآه يامنار ...قلبتي علينا المواجع
ربنا يكرمك
:)

arwaya.com

إيمان يوسف المعاملي يقول...

جزاكي الله خيرا
لقد أبكيتي مدامعنا
وإقشعر جسدنا
خاطبتي عقولنا فأوجتي قلوبنا

سعد بحار يقول...

حتي لا نتوه في زحمة الاسئله
وكثرة الاوجاع .
المسالة ليست في لماذا ؟
فقد انحسمت لماذا؟
ولكن تبقي المسالة في كيف ؟
كيف العودة ؟
كيف نسقط .؟
وكيف يضعنا الأخر في خانة الغضب ليس الا ؟
وكيف نكون اكثر وعيا ؟
حتي تستقيم قراراتنا
والتي تصنع الحياة التي نريدها .
قد يضع الانسان حياتة علي محك الصراع
لاجل رضي الله .
ويخوض في الدنيا ذهابا وايابا
لا يعلم ما في قلبه الا الله .
والكل يسير والكل يتحرك .
والكل يتدافع .
حتي تنقضي الحياة

لقد استطاع الغرب
ان يقود دنيانا الي حيث يريد هو .
بسنن الحياة وقوانين حركتها.
وكثير منا آثر ان يخوض الحياة
بالكلمات الرنانه
وكلمات العارفين ,
في تصوف سني دخيل .
لم تكن المعركة يوما في الدين
بمعناه الاصيل .
ولكن كانت دائما في الدنيا
بكل اجزائها
وكياناتها
واطماعها .

اقوي الايمان
ان نصدق ما ذكرة الله تعالي
في القرآن .
وهذه معركة الحياة .
قد يسير الانسان في حياتة
لا يعلم دليل لحركتة الا كلام الله .
النصر قادم .
الرزق في السماء .
الاجل بيدة .
.العمل مطلوب .
الشك ممنوع .
. الوعد صادق . .
. هناك من صدق وعمل ...
وهناك من قرأ هذا الكلام
ولكن حياتة كانت في مسار آخر
يصدق فيه الناس من حولة .
وان اختلف مع كلام الله . ..
قد لا يشعر ..
وقد يؤول ..
انه في النهاية يعيش !!

دمتي بخير

Unknown يقول...

ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله

إن لله وإنا إليه راجعوان

لقد خنا بيعتنا لله سبحانه وتعالي حينما عرفنا إننا مسلمون وأن الجهاد بالنفس والمال فرض ينبغي أن نقوم به

شكرا علي التذكرة