الخميس، مايو ٠٧، ٢٠٠٩

عـــــابــر (3)

بناءا على طلبكم .. أضعها في صدر الصفحة

* هذا الجزء اكمال لـ عـابر 2
___

أعد العصير .. توجه بهدوء إلى مكتب مدير القسم و على بعد خطوات خلفه كانت الفتاة ترتب أوراقها قاصدة ذات الغرفة

طرق الباب برفق فأجابه صوته الجهوري بإذن الدخول مما زاد من ارتباك الفتاة

وضع العصير وكوب الماء المرافق له وهم بالانصراف بينما استقرت الأوراق على مكتبه بأيدي مرتبكة عادت صاحبتها بضع خطوات بعيدا عن المكتب ..

ما كادت جريدته تستقر في راحة يديه من جديد حتى ازعجه صوتٌ لم تستطع جدران المكتب كتمانه

- ما هذا يا انسة .. أتسمي هذه دراسة جدوى، أضمن فشل المشروع من الآن إن كان القائم على تخطيطه من أمثالك
-راميا الأوراق اتجاهها- : أعيديها
لم تكمل جملتها المتوسلة بليلها الذي وصلته بالنهار لأجل هذه الدراسة حتى نهرها بكلماته فلملت أوراقها وخرجت محتقنة الوجه


رمقها صاحبنا من فوق عدسته التي انزلقت أسفل أنفه كالعادة بينما كانت تخط السير عجلا تفضي لخطواتها ببعض الغضب

انتفضت الجريدة مرة ثانية من هدوء يديه لصوت ارتطام المستندات بمكتب المشتعلة غضباً

كانت نظرات الحاضرين تتناقل مع زفرات حركاتها بلا تعليق ..

- هاي أنت .. يا فتى الشاي

رمقه صاحبنا بنصف نظرة فامتعض المنادي واستدرك - آسف لم أعرف اسمك بعد لكن الانسة تريدك

طوى جريدته وتوجه لمكتبها القابع في منعطف الغرفة ، شده كمية الأوراق المتراكمة التي يتوسطها كتاب كبير يبدو كمرجع ..

وهي تضغط بقوة على القلم ومنهمكة في الكتابة
- فنجان من القهوة إذا سمحت

توجه لما يشبه المطبخ وأخذ يبحث عن مكونات القهوة ..

فوجئ أن ثمة خللا في الموقد .. تأخر قليلا لإصلاحه

أعد القهوة وهو يكمل مقالته التي قطعها النداء الأخير

في طريقه لمكتبها ..لم يحتج الأمر ليفسر لها تأخره فعاجلته وقد قطعت أفق رؤيته سرعتها وهي ترتب الأوراق بجبين مقضب ذا مغزى انتقامي- لا عليك لم أعد بحاجه لها

طرقاتها القوية للباب شقت صمت المكان الذي خلا من مرتاديه الا من أصحاب الأعمال المتراكمة مثلها

هذه المرة لم يُسمع لهم صوت .
لم تستغرق ربع ساعة .. حتى خرجت وقد ألقت المستندات في السلة المجاورة لمكتب المدير وعلى وجهها ابتسامة رضا

توجهت لمكتبها أفرغت محتوياته بهدوء في صندوقها الكرتوني وغادرت المكتب وحولها أمواج من السرور ..
قبل أن تنعطف لتغادر القسم

دقت بطرقه خفيفة على باب المدير فأذِن

أطلت برأسها الصغير

-سيادة المدير

رفع رأسه متعجبا - ألم تقولي أنك راحلة - ثم انقلب ساخرا - أم اعترفتي بخطأك وأتيت ترجيني لإعادة النظر

بابتسامه غريبة :إطلاقا سيادة المدير ، أردت فقط أن أعطي تقييمي النهائي لشركتكم الموقرة

رفع حاجبه الأيسر بتهكم فعاجلته - لا يشرف أي شخص محترم أن يعمل في هذا المكان

وأغلقت الباب تاركة معالم الذهول محنطة على وجهه


ابتسم صاحبنا نصف ابتسامته المعهودة .. وقام طاويا الجريدة لتستقر في جيبه

قاطع مسيرته الى باب القسم صوت من ينادي بعصير ليمون ليبرد أعصابه

- هااي يا رجل أين تذهب .. المدير يناديك

التفت صاحبنا بابتسامة عريضة : اخبره أنني استقلت


..
انتهى

لفهم مغزى مجموعة " عابر " .. يرجى قراءتها جميعا فليس الهدف مجرد مشاهد ولم أكن لأخط بقلمي شيئا بلا معنى ..




ليست هناك تعليقات: