الخميس، يوليو ١٧، ٢٠٠٨

عــابر

علي من الواجبات او التاجات .. ثلاثه .. وموضوعين قيد الانتظار احببت مناقشتكم فيهما

لكن هذه الاقصوصه كتبتها منذ يومان واحببت عرضها ايضا ..



قلب صفحات الجريدة بين يديه مرارا ً.. هذه المره العاشره تقريبا ً
بين مرة وأخرى يتصفح وجوه من حوله ..

لا أشد قبحاً في الدنيا من روتينها القاتل .. هكذا تمتم في نفسه

رجل يحمل شكائر الاسمنت كل صباح إلى ذلك المبنى الشاهق
وطفل يعبث بتراب الأرض يتقاذفه وأصحابه

يقطع الشارع شاب في العشرينات أو أقل يبدو مكفهراً من طول البحث عن عمل
لم تخلو الصورة من ذات الخمسين تجاهد لتسد رمق صغارها

وبالطبع لا ينتهي المشهد قبل أن نضيف بعد ألوان الطيف السبعه في ملابس إحداهن وكأنها تتقي عنوستها بالثياب


قلب الصفحه .. تنزل الشمس عن عرشها في كبد السماء .. انها الواحده ظهرا

زمر الطلبه ذوي الملابس المهترأه من طول اللعب تخرج من مدراسها بعشوائيه

صوت رجلين يتشاجران اثر اصطدام بسيط .. بالطبع لن تحلو المشاهدة بدون بعض اللكمات وشيء من الموسيقى التصويريه من الشتم والسباب

الوقت يمر .. لاشيء جديد .. محدثا نفسه

حاول أن يركز قليلاً في صفحه السياسه .. لا يختلف الأمر كثيراً عن الشارع أيضا كلهم أبناء مصالحهم

قاطعه صوت منبه محموله ... إنها الخامسه عصراً .. هذا ما تقوله الساعه ، ترك ساعته وعاد لجريدته

- كان سيقبل يدي حتى أرضى بزواجه في السر
كادت عيناها تقفز من تجويفها من فرط الفضول - وهل قبلت
- بالطبع .. هل تريدينني أن أفوت هذه الفرصه

كان هذا مشهد مصغر حدث في الزقاق المقابل لكرسيه الخشبي حيث يجلس

ابتسم بسخريه وقلب صفحه الحوادث

- أرجوك ابني يحتاج إلى عمليه عاجله .. أرجوك يا بني أعطني بعض المال

وهذه أخرى تتسول فتات الأموال على جثه طفلها المقنع بالمرض ..

قرب الجريده من وجهه دلالة على التجاهل .. ثم أعادها إلى وضعها بعدما إطمأن لذهاب المرأة تتسول المال من سواه

- لا شيء بعد .. هكذا حدث نفسه في ملل

لبس نظارته بعدما أرهقت عيناه .. وفرد الجريده عائداً للقراءه الثالثه عشره وقد كسى السماء ظلمة الليل

- لالالالا ... لن تمروا من هنا .. سأقطّعكم
- سنأخذ هذا البيت غصباً عنك .. لن تمنعنا أيها الضعيف
- جرب إذن .. سأطعنك بسيفي .. ااااه

ضربات مصطنعه .. لكنها جيده على أي حال .. هذا ما حدث به نفسه متبسماً ...

إنه ذات الطفل صاحب التراب بالمبنى يمثل مع رفاقه
اردف متمتماً - أكان هذا ما صنعه بالتراب

هه .. أحسنت يا صغير ، وأخيراً وجدته


خلع نظارته ولم تفارق ابتسامة الرضى محياه .. قام طاوياً الجريده لتستقر في جيبه
- حسناً.. انتهينا اليوم .. سنرى ماذا سنجد غدا ً

قفل عائداً لمنزله مرتميا على الاريكة غير عابئ بأمه المنتظرة
- أريد أن أنام الآن .. فغدا ً يوم شاق






وتحياتي

هناك ٨ تعليقات:

belal يقول...

يااااه
قريبة في فكرتها من قصة كنت كتبتها قبل كده
بعنوان على الرصيف
http://khabta.blogspot.com/2007/08/blog-post_15.html
..

شهيدة يقول...

سبحان الله .. شيء عجيب فعلا



قصتك رائعه جدا ،احسنت التعبير والتصوير وختام القصه كان موفقا ..


حييت

إسلام يقول...

جميلة جدا
اشارات رمزية عميقة الدلالة..
جزاك الله خيرا..

شهيدة يقول...

اسلام

جزانا واياكم

حسن حنفى يقول...

والله القصه جميله وتعبر هن الواقع الجميل ومعظم ما يفعله الشباب اليوم

شهيدة يقول...

حسن

شاكرة لمرورك :)

غير معرف يقول...

بصراحة غدًا يوم شاق فعلاً..!
زي اللي كان فيه النهارده!
بس يعني هو ماوراهوش حاجة يعملها غير كده!؟
طيب يروح يقعد على قهوة.. بدل ما هو قاعد لوحده!
..
الفراغ شيء مقيت!
--
دمتِ مبدعة
وجاوبي الواجب أو التاج :)

شهيدة يقول...

اسلام


بالنسبة لشخص مثله هو ليس متفرغا .. النقد والبحث عن التميز ليس عملا سهلا كما نظن .. يأخذ من عقل الانسان التحليلي جهد وطول انتظار ...


بعدين شخصيه هذا الانسان مركزيه حول نفسه على ما اعتقد هو لا يرى انه يلعب .. بل لو جلس بين تجمعات الناس كالقهاوي مثلا .. لظل يحلل وينقد حتى يجد ضالته ممن يرى فيهم احرارا - كما يظن -


نورت

حاضر هحل التاج قريب ان شاء الله