الأربعاء، مارس ١٨، ٢٠٠٩

تـَأرجـُـح ( قصـه )

رن أذان الفجر في اذني فقمت ألبيه
كنت اتلمس الجدار من خلفي عله يسند ما بقي من قوتي لأقوم ..

متعب هذا الشعور .. لا شيء يستحق الألم ومع ذلك أشعر وكأني في بحر من الأحزان لا اعرف للهواء فيه طريقا ..

شعرت بي "سماء" شريكتي بالغرفه .. رفعت رأسها : بتول ، أأنت بخير ؟
ابتسمت والاعياء بادٍ علي : أجل بخير لا عليك سأوقظك بعد قليل اكملي نومك..

تحركت خطوتين الى الامام .. وانا أسأل الله الثبات لقدمي كي لا اهوي على الارض
لم يدع لي التعب متنفسا للتعجب مما يحدث لي
كل همي الا اسقط ارضا فالجو بارد وسأقض مضاجع الفتيات ..

لم استطع الوقوف اكثر تشبثت بطرف سريري وارتميت عليه وبشق الانفس حتى اعدت الغطاء علي ..
كانت أنفاسي ونبضي ما بين التلاحق والخفوت .. تنفس غريب كغرابة اليوم وصاحبته .. لم أطل التفكير حتى خطفني النوم لعالمه كالغريق

فتحت عيني لا أكاد أرى أمامي .. عيناي متعبتان كأني لم أنم دهرا .. اتضحت الصورة شيئا فشيئا .. الغرفه تبدو مظلمه ضغطت على زر مكور ليضئ ساعتي .. ارى عقاربها الصغيره وهي تتحرك .. انها السادسه والنصف تمتمت في ندم – لا حول ولاقوة الا بالله .. فاتني الفجر

سمعت صوت الباب يفتح إنها سماء
- لماذا لم توقظيني للفجر .. لو لم استيقظ الان لضاع علي الضحى ايضا ولن تبالوا
ناظرتني باستغراب – ضحى ؟!!
توجهت ناحيتي بلا مبالاه بكلامي .. لمست جبيني – تبدين افضل
- ماذا هناك ؟
خرجت ولم ترد .. ثم عادت بحبه دواء وكأس فيه ماء ..
- تناوليه .. ليضبط ضغطك قليلا حتى أجهز لك الغداء
- أي غداء هذا وقت الافطار
- فتحت النافذه ولم أر أي شعاع للشمس يخترق الظلام
ابتسمت لي : ستؤذن العشاء قريبا
- أنمت كل هذا الوقت !!!
- كنتِ متعبه جدا .. كنتُ ادخل عليك كل نصف ساعه ولم تتقلبي في نومك قط
جئنا بالطبيبه فحقنتك بالفيتامينات .. واوصتني ان اخذك لها بعدما تفيقي
دعيك من هذا الان .. ما الذي جعل حالتك بهذا الشكل كنت بحالة جيده بالامس ..
- لا اعلم .. فقط اشعر وكأني انغمست في قاع بارد لا اعلم له مخرجا .. اشعر ببرد وغربه وقلبي يضطرب بين جوانحي أشعر بشعور رهيب كأني فقدت عزيزا او اصابتني كارثه .. او سيحدث لي شيء عظيم
اقتربت مني وضمتني بخوف :استغفري الله واستعيذي به من الشيطان .. دعيك من احساسك الذي خرب عليك حياتك
ضحكت بصوت متعب : لكن لا تنكري انه يصيب في كل مرة
- لعلك قلقه من نتائج الترم الاول
رفعت رأسي حيرى مقضبه الجبين : لست كذلك .. هذه ليست اول نتائجي في الكليه ولم اكن لاقلق بهذا الشكل
- أيا كان السبب لا تقنعي نفسك به .. بالمناسبه فاطمة سألت عليك بالأمس
قاطعتها – ياالله .. كنت على موعد مع فريق البحث اليوم ولم اذهب
رفعت محمولي واتصلت عليها .. حادثتها بدى علي شيء من الضيق ثم اغلقت معها
سماء : ماذا هناك
بتول : لا شيء .. سأقوم الى مكتبه الجامعه
سماء : الان .. وانت بهذه الحاله
بتول في ضيق : أجل .. الدنيا لن تقف لتنتظري حتى استعيد قوتي .. علي ان اقوم

كنت اجر جسدي من على الفراش غير عابئه بحاله ..
امضيت في المكتبه ثلاث ساعات لم أفق الا وأمينه المكتبه تنبهني ان الساعه تجاوزت العاشره
اغلقت الكتاب ورفعت محمولي اتصل على فاطمه مجددا
بتول : لقد انهيت الجزء الذي علي سآتيكم به غدا
لم أمهل فاطمة حتى تسترسل في الكلام لتلين ما قالته في المكالمه السابقه واغلقت معها بحجه اغلاق المكتبه
قمت وارجعت الكتاب مكانه .. بدأ التعب يتسلل لعظامي من جديد .. وكأنه يطالب بحقه في الاهتمام ..

انتبهت امينه المكتبه علي وانا لم احرك قدمي من امام الكتب : هيا يا ابنتي تأخر الوقت ويجب ان نغلق
بالكاد حركت عنقي وابتسمت لها : حسنا
: أأنت بخير
كنت في امس الحاجه لأن تسندني يد .. لا بل ثمه شعور اقوى .. شعرت بقلبي كباب منزل مهجور تصدعه الريح

ترددت كلمات فاطمه في خاطري فثار قلبي وهتف بي : قاومي التعب .. تذكرت قول سماء : يجب الا تقنعي نفسك بما تشعريه


حركت قدمي وخطوت لا أبالي بنزفي الذي لا اعرف سببه
وصلت لغرفتي وضعت اشيائي بهدوء
سماء بضحكتها الساخره : كيف حالك الان بعدما انتقمت لكرامتك الدراسيه من فاطمة
ارتميت على فراشي واغلقت عيناي : أقاوم
سماء : ؟؟؟
بتول : أقاوم الموت يا سماء
انتفضت سماء الي : ماذا بك
ضحكت وضحكاتي تهز جسدي الضعيف : أقاوم الغرق ، ليتني اغلق عيناي واغرق فقط ..
سماء باستغراب لا تريد ان تقطع استرسالي : تغرقين بماذا يا غاليه
نسيت اخباركم .. سماء هي الاقرب لي .. هي الأحن من بين كل زميلاتي اشعر معها كأني بحضن امي
بتول : لا ادري .. اشعر ان كلمه " الغرق" هي الاكثر قربا لحالي ..


مسحت على راسي وقبلتها : اذا نامي الان ولعلك تتحسنين صباحا ..
اومأت برأسي وغصت في النوم

.
.


يتبع

( لأصدقكم القول .. لا أعلم ان كان القلم سيجود لأتبعها بجزء ثان أم لا .. هي هكذا خرجت ولا ادري اينتهي المداد الى هنا ام لازال فيه بقية .. )

.

هناك ٧ تعليقات:

جمعاوى يقول...

أكلموا بارك الله فيكم

belal يقول...

جميلة ومأساوية
بس الساعة ستة ونص ..الضحى هيضيع ازاي ؟

أخـــ مسلمة ـــت يقول...

مممممممم

رائعة
لكن الأسي هو صفتها المميزة

في انتظار البقية

دمتِ مبدعة

شهيدة يقول...

الفاضل جمعاوي

لعل وعسى :S


الفاضل بلال

عندما تعلمون المكان الذي تقوم فيه الاحداث سيزول العجب .. الفجر هناك يؤذن في الثالة تقريبا

الكريمه أخت مسلمه

لعل وعسى تأتي البقيه :)
دعواتك

walaa rizk يقول...

رااااااااااااااااااااائعه جدااااااااا


لازم تكملى

بجد

صانعة الحرية يقول...

رائعه يا قلبى
سلمت يمينك وفى انتظار البقيه

غير معرف يقول...

أكملوا بارك الله فيكم حقا
أكملي يا شهيدة أحب وصفك لأغوار النفس تتقنيه جدا
واصلي بنفس المنوال والنمط اجعليها تخرج هكذا دون تخطيط

رشاش