الجمعة، أغسطس ١٣، ٢٠١٠

حمائم الموت ..



الإنسان كائن نقي ، طفولي إلى حد كبير ، طموحه جامح ، وحب استطلاعه لا يعترف بسقف

كل الظواهر الكونية .. امتلك القوة المعنوية لاختراقها

ولعله في خضم ذلك تسلح بشيء من حدة النظر المنبئه عن التحدي
قد يتجاوز به الأمر لحد الغرور
وربما الجبروت !
شعوره الفطري أن الكون مسخر لأجله .. جعل من اختراق هذه الظواهر أمرا سهلاً ربما

حقيقة كونية واحدة .. لا يوجد من تسمى بشريا .. لم يشعر بطفوليته البحتة أمامها

لم يشعر بضعفه اذا مرت سحائبها فوقه .. او هبت عليه نسائمها التي لا يحب ..

طبعا هو الموت

لعل في الجانب الغامض من الموت السلاح الأقوى لضعف البشر أمامه !

الجانب الغيبي لما يحدث ، كيف يصبح هذا الجسد لا شيء
وهو لازال دافيء !

هل للعالم بعد الموت هيبة وجلال ,, قد تجعل الألسنة تتعفف أبدا عن ذكر مساوئ أسوأ الناس
هل لإشفاقنا معاشر البشر على من يرد ذلك المورد .. يثقل بميزان سيئاته
قال احدهم في الحجاج يوما : لعل غيبة الناس فيه تثقل بسيئاته يوم القيامة
لا اتعجب القول .. الطفل فينا يخاف .. ويشفق

هل إحدى نقاط القوة في الإسلام أنه كسر ذلك الحاجز
جعل الموت أمنية
ولقاء الله عرسا
وفراق الأحبة قفزات نوعية في درجات الجنة

جعل الجناح الأرضي فينا الذي يرتعب لدى ذكره .. يوازنه جناحا سماويا يراه حط للرحال ونهاية الترحال

فلا تنكسر دائرة الحياة في أعيننا عند فواصل الفراق

على ذلك أسماه رب العزه " مصيبة الموت " .. لأننا نبقى أطفالا وان شاب منا الشعر ونقشت في وجوهنا أخاديد الزمن

يبقى فينا رحمة .. تبكي لمن نفارق
ونخشى على من سنفارق

نخشى حينا على الفجوات التي سيتركونها في قلوبنا .. التي قد لا تُسد أبدا
على الثغرات التي نعلم .. أنه لن يسدها سواهم ..
إذ لا يقل خوفي على عالم أن يفارقنا عنه في فراق قريب

ولم يُقْعَدْ عمر رضوان الله عليه حين سمع بنبأ وفاة رحمة السماء للأرض من فراغ !!
ويُتْم قلوبنا كلما تجدد في الأذهان فراقه صلوات الله عليه ليس ترفاً !


وأعجز حقيقة عن كتابة حرفا اضافيا


هي مجرد خاطرة ، مشتتة .. بتشتت شعوري الآن


* للكثيرين .. صغارا وكبارا . الذين لم تفارقنا أخبار فراقهم للدنيا هذه الأيام





شهيــدة


هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

لا ليست مشتته وإن تشتت الشعور وتبعثر
بحق سلمت يمناك
رغم أنى سمعت عن الموت الكثير والكثير
وقرأت الكثير والكثير وعاصرت كثيرا ومر أمام عينى بل إن كاد أن يقترب أكثر من ملامسة يدى للوحة الكتابه
إلا أننى أول مره أشعر بهذا التلاحم الذى صنعيته بين المقدمه الثائره وبين طبيعة النفس وطفوليتها أمام الصعاب وخاصة أمام الموت
فلا تكاد تخلو حياة إنسان من مفارقة حبيب أو قريب أو عزيز
وحقا لا يوجد من يستطيع أن يسد هذا الفراغ مهما كانت كينونته
لحظة معرفة خبر الفراق إما بالسمع حتى لو كان الأمر كان منذ زمن بعيد أم بالقراءه أو بالمشاهده العينيه
من أصعب الللحظات فلا يوجد لها وصف تستطيع أن تصف به الوصف الذى كان
فالموت خبر عظيم والفراق خبر أعظم
فلا البكاء يكفى وإن ابتلت الأرض تحت الأقدام , فدوما تأتى لحظات الشرود فى هذى اللحظه لتكون هى دفة الجسد الذى تحركه وأيضا دفة الروح
لحظة من الممكن أن تصفها فصام عن الواقع الذى تحياه تقترب من أن تكون ذهانا خفيا
فالحمد لله على نعمة الإسلام الذى علمنا أن الموت حق

كل نفس ذائقة الموت

يالله لطفك بنا

مصطفى يقول...

السلام عليكِ..

ألهذا سميتموها حمائم الموت..
الموت كما قيل هو ظلنا الذي يقودنا ..

!!

في كثيرٍ من الأحيان عندما أفكر في الموت أضطر لأن أتوقف عن التفكير فيه..
ربما هو الخوف..وربما لأني لاأستطيع الإستمرار بالتفكير فيه ..

!!

مصطفى يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.