الخميس، يناير ٠٨، ٢٠٠٩

غـزة ترسم معـالم العالم في حقبـته الجديـدة


لم يعد ثمة مجال للشك او التردد ان العالم على مشارف حقبه جديده مختلفه تماما عما سبق ..

كنت فيما سبق قد أشرت لبعض المتغيرات التي بلا شك ستفضي الى نتائج وتحولات كبيره

الان وبعد الحرب على غزة نستطيع القول انها اول الطريق الى مرحله جديده .. بمعادلات سياسيه وشعبيه مختلفه عما اعدتناه ..

فهاهي اليوم غزة بقياده حماس ترسم معالم العالم من جديد .. وتصنع الخريطه السياسية الجديده .. لكنها ليست الخريطه التي ارادتها ليفني او كونداليزا رايس كشرق اوسط جديد ... لان الحبر المستخدم في هذه هو الدم .. دم شهداء غزة ..

سابقا كانت سايكس بيكو .. والان غزة ترسم العالم بدمها

ولو بدأنا من حيث الشعوب والحكومات .. فنحن امام مشهد شديد الوضوح من مع ومن ضد .. والشعوب بذاتها فهمت من أي نوع تماما هم حكامها .. ولعلها تستطيع ان تتوقع ماذا سيفعلون لو ان حربا شُنت عليهم ... سيختبؤون تحت كراسيهم بالتأكيد ! .. هذا كله فضلا عن الغليان الداخلي الذي اقترب حصاده نتيجه سوء الاحوال الداخليه لانتشار الفساد والسرقات واهدار الحقوق ويقابل ذلك زياده في وعي شعوب المنطقه ورفضها للظلم القابع عليها منذ عقود ..


اما على الصعيد السياسي .. فأمريكا كطرف مستقل وله ضلع كبير .. فأحداث غزة وضعت الرئيس القادم والذي سيتسلم مهامه في اقل من شهر امام اختبار عسير .. فشل فيه بالطبع .. لكنه في موقف لا يحسد عليه علما بأن احد كبار مستشاريه من مناصري التحاور مع حماس كحد ادنى ..

اما الموقف الفلسطيني السياسي .. فلدينا رئيس ستنتهي ولايته قريبا .. كان لديه فرصه ضئيله لتسول فتره تمديد لكن بعد حرب غزة .. عليه ان يجد مخرجا اخر لنفسه .. خصوصا ولا احد يرى ان حماس ستتسامح مع اي من شارك في العدوان وزاد الطين بله بشماتة وخسه اثناء القصف ..

الساسه العرب في خزي واضح وفاضح .. ضاقت بهم الارض بما رحبت وكذلك شعوبها .. وفوق ذلك .. تساهلهم مع العدوان وتباطؤهم في التصرف مع الظرف .. لن يترك مساحه من الحلم لهم ان يزيلوا حماس او حتى ان يستميلوها ببعض الترغيب ...

على صعيد الحركة الاسلاميه .. ولعل هذه الناحيه مختلفه عما سبق .. فالحركة الاسلاميه واعني الحركة الام - لاخوان المسلمين - تعيش فتره من ازهى عصورها .. وان كانت تحت ضغط وشد وجذب .. فالان اصبحت لاعبا اساسيا رئيسيا وكبيرا في اللعبه العالميه .. ليس كما سبق في تاريخها بمحاولات عديده لإلغاء تأثيرها وتمييع دورها بشدتى الوسائل الاعلاميه او غيرها ... الان صبحت بفضل الله تعالى أوضح من الشمس لا يخفى نورها بغربال ..

اما على صعيد حماس وجناحها العسكري .. فليس من المبالغه لو قلنا هم الان في الزمان والمكان على الثغره الأهم والأخطر للأمة .. ليست غزة وحدها هي المنتفع او المتضرر من هذه الحرب .. بل كل العالم الاسلامي وحضارته التي ينشد استعادتها .. غزة اليوم على رأس مفترق الطرق بالامه كلها وجنودها يتصدون لأعظم معركه .. فالدعاء الدعاء ..

هذا مجرد اجتهاد لرؤيه الاحداث ..

ما كان قبل حرب غزة سيختلف ربما كليا عما بعدها ..

لعل القادم لا يزال مجهولا ايضا .. لكن يكفينا ان السطور الاولى كتبتها دماء الشهداء و يتولى رجال القسام رفع الرايه عاليا

بعض الساسه والانهزاميين العرب بدؤا بالتحركات الدنيئه بعدما شاهدوا بشائر النصر على يد جند حماس ..

وستتوالى الضربات من بني الجلده ... اذ لم يعهدوا احدا رافعا رأسه وسط قطيع من الاغنام التي ترعاها امريكا ..

ومعركه حماس القادمه هي في التمسك بخيارها والا تنساق لأي محاولات عربيه دنئيه لتمييع النصر القادم - باذن الله - والانتقاص من قدر المقاومة ...

والاهم ان تقطع دابر السلطة ..

يجب ان يفهم اصحاب المقاطعه في رام الله ان موازيين الامور اختلفت بعد حرب غزة ...


على المنتصر - باذن الله - ان يملي شروطه ها هنا وليس هم ..

اخيرا اختم ببشارة

وما كنت لانقل شيئا كهذا الا من ثقه ..

رأت احدى الجدات في منطقتنا وهي ممن نحسبها من الصالحات ولا نزكي على الله احد

رأت رسول الله في منامنها وشكت له حال الامه وما يحدث فيها فقال لها : بشري الأمه بالنصر

نسأل الله ان تتحقق الرؤيا كفلق الصبح .. وما هو عليه بعزيز

هناك تعليقان (٢):

واحد من زمن الرسالات يقول...

مش هتكلم عن الرؤية السياسية لان الامر اختلط علي لكن نفسي فعلا اتكلم عن رؤية رسول الله باكتفي اني اقول صلي الله علي محمد صلي الله عليه وسلم
الله الله في الجهاد
الله الله في الجهاد

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
أهلاً شهيدة !

نعم ؛ باذن الله نتائج حرب غزة ستُغيّر كثيراً من الأوضاع , على المستوى الفلسطيني والاسلامي والعربي ..

أوافقكِ في كثيرٍ مما قلتِ إن لم يكن في كله ..

نكون او لا نكون !
الله يحقق الرؤية يا رب !