أسمــاها حصــار
ككل الأمهــات تتنتظر مولودتها بصبر وشوق فهي الأولى بعد خمسه من البنين
ها هي تتجاوز منتصف الشهر التاسع .. عادت بها ذاكرتها يوم علمت بخبر قدوم صغيرتها للدنيا مع أول بـاب يغلق على غزة معلنا كل من فيها " كيانا معاديا "
في كـل مره تمني نفسها أن تستيقظ لتجد هذا الغمام قد انزاح لتستقبل مولودتها دنيا أخرى تختلف عما قدر لهم ان يحيوها .. دنيا بعيدة عن ظلم القوي وهوان وتهاون الضعيف
تتغافل عن نظرات صغارها الخمسـة المثقلـة بالألم المكبوت كيلا يزيدوا الهم على والديهم
قطع سيل تأملاتها صوت زوجها القادم من الجامعة حيث يعمل استاذا مساعدا ..
للحظة تأسفت عى حال من يجلسون النهار بطوله بلا عمـل .. فالقطاع كل يوم من سيء الى أسوأ
قبل رأسهـا :
- كيف حالك اليوم ..
- بخير .. لا تقلق حتى ان أتتني آلام المخاض فجارتنا أم سعيد طبيبه وسوف تقوم باللازم ..
- بارك الله لها في بنيها.. أتعبناها كثيرا
- امين .. سأضع لك الغداء ..
وكما كل يوم يمر .. آوت زهراء لتنام بينما عكف زوجها على أوراق الطلبه ليصححها
- ارأف بهم في التصحيح يا أبا معاذ .. أنت تعلم كم الظروف صعبه على الجميع
تبسم قائلا : - الا يوجد احد لا تقلقين عليه .. ارتاحي الان ولا تحملي هما
- هشام " أبو معاذ".. ماذا سنسميها
عدل من وضعيته – من تقصدين ؟
- الطفله
- أفكر في " منى " .. كان اسم اختي الصغيره التي توفيت عندما كنت في العاشره .. كنت أحبها كثيرا .
- رحمها الله .. ما رأيك في اسم " غيث "
متبسما - انه اقرب لاسماء البنين يا زهراء
- لا بأس سنجد اسما .. سأنام الان .. تصبح على خير
- وأنت من أهل الخير ..
رمقها هنينه بصمت ثم عاد لعمله
في اليوم التالي .. كان في الجامعه يسلم اوراق الطلبه عندما جاءه اتصال من جارتهم أم سعيد
- زهراء تضع مولودتها يا أبا معاذ .. تعال بسرعه
هرول معتذرا من زملائه
وصل لمنزله حيث تفضل زهراء ان تضع بنيها ..
حملها بين يديه .. سكب دمعا ..
شكر ربا ..
أذن وأقام ..
ثم علت أصوات القذائف .. كل شيء تغير كما البرق
جاءه ابنه الاوسط " محمد " محمولا ينزف بغزارة ..
ودع الفتاه لامها .. وخرج مسرعا اتجاه المشفى ..
وكان قدر الله أسبق .. فغادرت روح صغيره الحياة بين يديه ..
جن الليل .. عاد مثقلا لمنزله بعدما صلى على الصغير ودفنه ..
حاولت الأم المكلومة التخفيف عنه .. ثم اردفت ايات الصبر وعبارات السلوى قائلة : ألازلت عند قولك
- أي قول
- ستسميها منى ؟
رفع رأسه ناظرا إلى طفلته والدموع تختنق في عينيه ..
- بل أسميها "حصار "
________
" كتبت هذه القصه إثر خبر قرأته عن رجل من غزة أسمى ابنته حصار "
فأهديها لأهل تلك الطفله ... مهما تخيلت فلن أجاري واقعا يدفع أبا ليسمي صغيرته " حصار " الا وقد فاض به
ككل الأمهــات تتنتظر مولودتها بصبر وشوق فهي الأولى بعد خمسه من البنين
ها هي تتجاوز منتصف الشهر التاسع .. عادت بها ذاكرتها يوم علمت بخبر قدوم صغيرتها للدنيا مع أول بـاب يغلق على غزة معلنا كل من فيها " كيانا معاديا "
في كـل مره تمني نفسها أن تستيقظ لتجد هذا الغمام قد انزاح لتستقبل مولودتها دنيا أخرى تختلف عما قدر لهم ان يحيوها .. دنيا بعيدة عن ظلم القوي وهوان وتهاون الضعيف
تتغافل عن نظرات صغارها الخمسـة المثقلـة بالألم المكبوت كيلا يزيدوا الهم على والديهم
قطع سيل تأملاتها صوت زوجها القادم من الجامعة حيث يعمل استاذا مساعدا ..
للحظة تأسفت عى حال من يجلسون النهار بطوله بلا عمـل .. فالقطاع كل يوم من سيء الى أسوأ
قبل رأسهـا :
- كيف حالك اليوم ..
- بخير .. لا تقلق حتى ان أتتني آلام المخاض فجارتنا أم سعيد طبيبه وسوف تقوم باللازم ..
- بارك الله لها في بنيها.. أتعبناها كثيرا
- امين .. سأضع لك الغداء ..
وكما كل يوم يمر .. آوت زهراء لتنام بينما عكف زوجها على أوراق الطلبه ليصححها
- ارأف بهم في التصحيح يا أبا معاذ .. أنت تعلم كم الظروف صعبه على الجميع
تبسم قائلا : - الا يوجد احد لا تقلقين عليه .. ارتاحي الان ولا تحملي هما
- هشام " أبو معاذ".. ماذا سنسميها
عدل من وضعيته – من تقصدين ؟
- الطفله
- أفكر في " منى " .. كان اسم اختي الصغيره التي توفيت عندما كنت في العاشره .. كنت أحبها كثيرا .
- رحمها الله .. ما رأيك في اسم " غيث "
متبسما - انه اقرب لاسماء البنين يا زهراء
- لا بأس سنجد اسما .. سأنام الان .. تصبح على خير
- وأنت من أهل الخير ..
رمقها هنينه بصمت ثم عاد لعمله
في اليوم التالي .. كان في الجامعه يسلم اوراق الطلبه عندما جاءه اتصال من جارتهم أم سعيد
- زهراء تضع مولودتها يا أبا معاذ .. تعال بسرعه
هرول معتذرا من زملائه
وصل لمنزله حيث تفضل زهراء ان تضع بنيها ..
حملها بين يديه .. سكب دمعا ..
شكر ربا ..
أذن وأقام ..
ثم علت أصوات القذائف .. كل شيء تغير كما البرق
جاءه ابنه الاوسط " محمد " محمولا ينزف بغزارة ..
ودع الفتاه لامها .. وخرج مسرعا اتجاه المشفى ..
وكان قدر الله أسبق .. فغادرت روح صغيره الحياة بين يديه ..
جن الليل .. عاد مثقلا لمنزله بعدما صلى على الصغير ودفنه ..
حاولت الأم المكلومة التخفيف عنه .. ثم اردفت ايات الصبر وعبارات السلوى قائلة : ألازلت عند قولك
- أي قول
- ستسميها منى ؟
رفع رأسه ناظرا إلى طفلته والدموع تختنق في عينيه ..
- بل أسميها "حصار "
________
" كتبت هذه القصه إثر خبر قرأته عن رجل من غزة أسمى ابنته حصار "
فأهديها لأهل تلك الطفله ... مهما تخيلت فلن أجاري واقعا يدفع أبا ليسمي صغيرته " حصار " الا وقد فاض به
هناك ٢٢ تعليقًا:
لامستنى حد البكاء
سامحكم الله
الله المستعان :"(
جمعاوي
وهل سيسامحنا الله بتقصيرنا بحقهم ؟..
معذرة ان اثرت مدامعكم لكن الواقع أشد ايلاما
منيرة
والنعم بالله
أنرتني
حصار
مهما طال فهو الي زوال
مهما صار فإن فنائنا محال
لأنهم لن يستطيعوا حصار العقائد والأفكار
حسبى الله ونعم الوكيل
:(
مش عارف اقول ايه
يا الله!
أتقنتِ صياغة الوجع يا شهيدة!
رفع الله الضر عن إخواننا..
::
*مررت لكِ واجباً :http://smoo86.wordpress.com/
بجد من أجمل ما يمكن
عجبتنى حقا
ربنا يبارك فيكى
لكن الحصار لن يدوم
لكنها ستبقى إن شاء الله شاهدة على أنه فى يوم من الأيام خذلها العالم
ليسميها أبوها "حصار"
سؤال بقى
إشمعنى اخترتى اسم زهراء
سؤال برىء والله
الفاضل شاهين
هو ابتلاء يميز الخبيث من الطيب .. وسيخرجون منه أقوى بكثير بعون الله
شاكرة لمرورك
حسام يحيى
والنعم بالله ..
لسنا مجبرين على القول .. المهم ان نفعل
نفع الله بك وحفظك
أم مجاهد
حياك الله وبياك يا غاليه .. ان شاء الله تكوني توفقتي في الامتحانات ..
فرج الله عن اخواننا وثبتهم وأدامهم شامخين مصابرين مرابطين
الوجع يحمل تفاصيل اكثر بكثير مما اقتنصته على عجاله ها هنا ..
سلمتِ
عن الواجب .. حاضر تامري أمر
فزلوكة
وفيك بارك الرحمن :)
اسم زهراء .. والله هو مجرد اسم ضمن القصه .. جه على بالي وبس مش لسبب معين ..
طيب سؤال انا كمان :)
مشمعنى اسم زهراء اللي سألتي عليه ؟
نورتي يا غاليه ..
ماشاء الله
لديك موهبة فذة فى التأليف بارك الله لك
المأساة اكبر مما نتخيل فهى مأساة افراد وجدوا انفسهم بلا وطن وبلا امل
العار على المجتمع العالمى الذى لا يتحرك ويجد حلا لهذه القضية
لا حول ولا قوة الله بالله
حسبى الله ونعم الوكيل
كل هذا بسببنا وبسبب المسلمين
ماذا سنفعل اذا رفع احدهم يده
ودعا على المسلمين
ماذا سنفعل امام الله يوم القيامه
اسره بهائية
العار علينا نحن المسلمون وليس المجتمع الدولي .. فكل يبحث عن مصالحه ولن نننتظرهم لكي يدافعوا لنا عن ارضنا ومصالحنا .. هذا دورنا نحن
شاكرة لمرورك
أوعى تفكر
هما بيدعوا نكون معاهم مش بيدعوا علينا :)
المهم ان نكون فعلا معهم لا عليهم بهذا الصمت المقيت
شكرا لمرورك
أقولك يا ستى ليه سألت ؟؟
عشان أنا اسمى الحقيقى
زهراء
بس
هناك كلمات وقصص تمر بالقلب مرور السكين
كوني بخير
فزلوكة
فزلوكة
حياك الله مجددا يا زهراء
نورتيني وعاشت الاسامي يا غالية
حامل المسك
قد نضطر لاستخدام المشرط لنعالج جروح مرضانا .
شكرا لكم
شرفتموني
شهيدة ~
قصتك ِ تلامس ُ شغاف َ القلب ِ فتترك ُ الدمع َ حزينا ً ..
هو َ واقع ُ أراه ُ قربي ..
لكن الدموع ُ التي تسكب ُ لا تكفي ..
فأعيرونا مدافعكم ليوم ٍ لا مدامعكم
فراشة حزيران
حياك الله أخيه وحيا ربي أهلنا في أرض الشهادة والرباط
هو كما قلت .. المدافع لا المدامع ..
نسأل الله فرجا لهمم أبناء هذه الامه ..
شرفتيني
إرسال تعليق