الجمعة، نوفمبر ٢٠، ٢٠٠٩

سأخبركم متى ننهض ،،

" هذا الموضوع كتب يوم الأحد التالي لأول مباراة بين فريقي مصر والجزائر "



على ضوء مباراة تصفيات كأس العالم – مصر / الجزائر – أتحدث ,,

وبغض النظر عن التعصب الذي غلف الحدث والإعلام الذي تولى كِبَرِه بجدارة ،،

فإن المتأمل حال الشعوب العربية وهي تدفع دم اهتمامها لتعطيه للكره ، ليس عن سفاهة قد يظنها بعض المحللين او نخب المجتمع ، إنما عن تعطش شديد لنصر ونجاح يرفع من معنوياتهم التي تُحطم مئات المرات يومياً على عتبات الواقع الذي يعيشوه في دولنا – دول العالم الثالث –
قد نسميه هروبا او استسهالاً لنجاح كهذا لا يحتاج لكثير جهد وله علاقة بالترفيه والحماسة ، لكنه يبقى بحثا عن نصر ،،

جدير بالتأمل كمية الاهتمام والإخلاص لـكرة القدم

أتساءل !!
لو كانت النهضة وتغيير واقعنا ومستقبل أمتنا له ذات الحب الشديد في القلوب ..

أو كان شعورنا بالانتماء لأمتنا وضرورة العمل لها كما شعر المشجعون بالأمس وهم يرددون النشيد الوطني بحماسة

أو لو كان الاجتهاد والتفوق والبحث عن دور فاعل حلما يرسمه الآباء في قلوب صغارهم كما يرسمون على وجوههم ألوان علم المنتخب ..


أو لو حمل الإعلام على عاتقه تدشين حملات تستهدف شحذ الهمم وتعبئة النفوس لتعمل وترفع رأس أمتها وترفض أي واقع سلبي وأي مظهر فساد قائم ..


أو لو كرهنا اليهود كما كره الشعبين بعضهم على ضوء هذه المباراة !!!... بالمناسبة ثمة فكرة جديدة لتفعيل مقاطعة المنتجات الامريكية وهي بوضع علم الجزائر ومصر بالتبادل على هذه المنتجات في البلدين .. أجزم ان الايادي لن تمتد لها فضلا عن تكسيرها ورميها في أقرب قمامة ..!!


أو لو زرعوا في أرواحهم حب القدس كما أحبوا الكره ، واقتطعوا من عزيز أوقاتهم لها وصرفوا الجهد والتعب لأجلها وأخلصوا الدعوات لأجل الفوز ..
أكانت القدس لا تزال على حالها أو بقيت غزة محاصرة لا يستطيع النشطاء أن يجمعوا بضع مئات – فضلا عن الألوف كالتي حضرت المباراة – ليحتجوا عند المعبر!!
أو كانت حكومة الفساد لا تزال تتربع على قلوبنا
أو يجرؤ عداد الفقراء في الازدياد
أو أو أو ..

لو كانت النهضة ثقافة يحملها الطفل والكبير والشيخ والشاب كما حملوا هَمْ فوز الفريق بالأمس . وساندهم الإعلام ودعمهم المسئولين ،،

عندما تكون النهضة وعودة أمتنا لمجدها ضميراً جمعياً يحمله المجتمع

حينها فقط سننهض ،،


_______


ملاحظة : هنا أنا لا ألوم على من يحب الكرة لماذا يحبها ، ولا أنفي أصلا الاهتمام بالكرة ، قضية التدوينة شيء آخر .. فقط أسقط فكرة الاهتمام بها على أشياء اخرى نريد للشعوب ان تهتم بها

ان نصل لعمق ضمير شعوبنا ، لن يسعوا لتحرير القدس بشحن معنوي مؤقت ولا بوسائل سطحية ، الحب الشديد للكرة لم يكن من فراغ .. أنا هنا أبحث فقط عن ان نصل لهذا العمق في القضايا الأخرى


ودمتم


هناك تعليقان (٢):

سعد بحار يقول...

عندما تكون النهضة وعودة أمتنا لمجدها ضميراً جمعياً يحمله المجتمع

حينها فقط سننهض ،،

عجبتني العبارة ..عجبتني بحق .
احسب انك تري العقدة بشكل واضح
احييك

تحياتي لك

شهيدة يقول...

ما رجوته حقا بعد هذه الازمة واتضاح هذه الرؤية ان نصل للوسائل الفعلية التي توصل المعاني المراده لقلوب وعقول الشعوب كما وصلت الكرة لذاك العمق

قد لا يكون الاجتماع على الشيء الصعب بنفس كثافه الاجتماع على السهل ،، لكن يبقى المبدأ نفسه

لن اتكلم عن المرحلة الماضيه من عمر الامة ربما الوسائل التي طرحت لايصال تلك المعاني كانت مناسبه لوقتها لكن مالا جدال فيه ان مرحلتنا هذه تتطلب التفكير بمنطق أوسع بكثير واكثر انفتاحا وسلاسة

لم يعد التصنيف " نخبه وغوغاء " مجديا ولا منصفا حتى

أثبتت هذه التجربة ان الشعوب يمكنها ان تهتم وتدافع وتحمل هم وتضحي لأجله ، المهم ان يصل هذا الهم لها بعمق ، وهذا ما يُحمل سوء الوضع الحالي على النخبة كونها المسؤوله عن التوجيه ،، وان كل هذا التأخر كان لعدم ايجاد السبيل المناسب لبث الروح في الشعوب


ثرثرت كثيرا فمعذرة

كل عام وحضرتك بخير

___

http://www.facebook.com/home.php?ref=home#/notes/shaheida-alislam/skbrkm-mty-nnh-/194873390664