الأربعاء، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٨

تاريخنا وتأريخنـا .. مجرد لفت نظر


لزماننا علامة فارقه تميزه عن بقيه أزمان امتنا وحقبها الماضيه وربما التاليه أيضا

تسمى " العاطفيه الشديد "

فلدينا تجد ( التحزب - النظرة ذات القطب الواحد - الخوف الشديد ربما - الجبن الشديد كذلك - او الشجاعة المفرطة اذا جاز الوصف - التمجيد - الأصنام الفكريه والانسانيه كذلك .. كل هذا وأكثر)

لعلي أتناول جانبا واحدا .. التمجيد

اعني تمجيد الاشخاص .. وكذلك الأحداث

بدءا من مناهج الدراسه مرورا بما نعتقده في عقولنا وانتهاءا بالمسلسلات والقصص - على افتراض انها جميعا لم تزور في الاحداث فما اهتم به هنا هو طريقه العرض -

يغلب الطابع الكمالي على ذلك السرد لتاريخنا وعدم القبول اطلاقا مطلقا بأي ثغرة فيه وفي شخوصه مع كامل علمنا انهم - بشر -

فنحن اما نراه أبيضا لا يشوبه شائبه او اسودا لا يستحق الانتماء اليه

على سبيل المثال لا الحصر

عهد عثمان ويليه علي رضي الله عنهما

عهد العباسيين وكذلك الامويين

معاويه رضي الله عنه

مقتل الحسين رضوان الله عليه

عبد الرحمن الداخل بالاندلس وكيف وأد الفتن والدماء التي سالت في سبيل ذلك

محمد بن ابي عامر - ايضا بالاندلس - وطريقته في الحكم وغايته ونيته فيه

وكمثال لطيف .. حب عمر بن عبد العزيز لاحدى جواري زوجته والتي علمت بذلك فلم تهبه اياها .. الشاهد ان هناك من يمتعض منه لهذه الحادثه

وكمثال من العصر الحديث

تلك الحقبه الأكثر تعقيدا وضاربا في التصريح حولها في تاريخ مصر ... عصر الثورة والاخوان وعبد الناصر .. ما لهؤلاء وما لذاك وما عليهم وعليه .. ويظن من هنا وهناك ان الامر لا يكون الا بتدبير .. مع ان قرارات بالغة الاهميه قد تكون محض فكره طرأت بعقل احدهم فنفذها والرد عليها يأتي كرد فعل بشري محض .. وينسج المؤرخين عليها أحاديث وأقوال شتى .. تجرم الفاعل وتتهم من حوله .. الخ


نحتاج لأن نؤمن هنا أننا نتحدث عن بشر .. في كل الأزمنة

ومن سيأتي بعدنا لو أرادوا ان يمجدونا او يبخسونا حقنا في هذه المرحله التي ارجو ان تكون بادره الخير الأكبر .. لن يستطيعوا

فالبشر أهواء وقلوب .. وعقول كذلك ، ووجهات نظر ..

وعلاوة عن ذلك فهناك الأمم .. والأمم سنن ومراحل لا يحكمها نظره ورؤية واحده مهما كانت صحيحه .. فهناك طبائع تتشرب وتتغير .. وأفكار تذهب وتجيء .. قد يكون الحق أوضح من الشمس ولا يجد قلبا يحتويه .. ولا يظهر الا بعد مئه عام ..


نحتاج لقراءة منصفة لتاريخنا ماله وما عليه

فلمرحله حكم حضارة الاسلام ..

لا يعني اننا سدنا الدنيا أن من حكم في الخلافه كانوا ملائكة

ولا يعني أيضا ان يكونوا سيئين .. أن يستجلب ذلك ” فورا ” وقوع الانتكاسه ” كأمة ” شامله

فليس الحكم وحده من أسباب التمكين او زواله … فهناك الأمة وأفرادها وما هم عليه

فهل مثلا فساد بعض رؤساء الغرب كان كفيلا باسقاط حضارتهم ؟؟

قانون الامم لا يقوم على بضع سنين من الفساد ليزول او يقوم له قائمة

الامر يعد بالأجيال

وهذا ما ينطبق علينا بالضرورة


علينا ان نفهم من سبقونا

وعلى من يلينا أن يفهموا ذلك عنـا







هناك ٤ تعليقات:

رشَاش وفٌل يقول...

يقول الدكتور عمر عبدالكافي
العربي مشهر بعاطفيته ومزاجيته وفوضاه وحاء الإسلام لينظم ويضبط هذه الآفات ال3 لكن عند البعض الطبع يغلب يبدو!

Hosam Yahia حسام يحيى يقول...

لا استطيع ان اقول سوى

:) دمتم مبدعين (مع انى زهقت من تكرارها وعارف ان حضرتك زهقتى من الجمله دى )

...........

شفى الله والده حضرتك وعافاها

يارب تكون قامت بالسلامه

حسن مدني يقول...

للأسف يميل الناس إلى التبسيط والاختزال ف النظر إلى الأمور عموما.
ويميل الناي إلى اختصار الحكم على الأشخاص وعلى التاريخ، فإما حسن أو قبيح. إما شيطان أو قديس.
مأساة تاريخنا هي ضياعه بين التقديس والازدراء.

تحياتي

شهيدة يقول...

فله

هو كما وصف الدكتور

حسام يحيى

شكر الله لك .. ودمت مبدعا كذلك .. بس خليك في الثانويه الاول :D

شوكت

قد فعلت

استاذ حسن مدني

وهذه عاطفيتنا الموبوءه .. وهي ذاتها التي قد تتفجر بمظاهره وتختفي بعدها بدقائق

شرفتموني