الأربعاء، أبريل ١٧، ٢٠١٣

رنتيسيّ

تكبر الأرقام في عداد هذا العمر الهباء أيها الشيخ الطبيب العلم .. 
وتصبح ذكرى كذكراك موجعة أكثر .. توغل في إيلامي وتأنيبي ومعاقبتي 
توغل في إخجالي .. وارباك قلمي .. كيف لي ان اكتب عنك ! 
مجددا!! هذا أشد ذنبا وأقبح ..

عيناي لم تعد ترى بذلك الصدق السابق 
لتتحدث ثانية عن صدق عيناك وأمنيتك التي نلتها 

رغم ان البعد يجعل المرء يدرك تفاصيل ما ابتعد عنه اكثر 
وإني لأفعل 

لكنه يفقد كنهَ وروح هذا المفقود 
مهما استطاع الوصف 
ومهما استقام له القلم والذاكرة 

عيناي تدرك هذه النظرات وكل نظرة تشبهها 
حتى إنني احترفت معرفة عيون الشهداء او من احتسب انهم سيكونوا كذلك 

لكن أين الروح ! وأين نجوى روحي لتلك الروح فيهم .. 
وأين ذاك الصدق وان اعتراه دخن كثير 

لم أعد أميز هذا جيدا 


التيه شديد مقفر
والحق عزيز عزيز جليّ منير منوِّر 
وغال .. لا يقبل بأقل من ان يكون غاية ومطلوبا في ذاته 
لا يرضى بأقل من حياة ودم 

وعيناك كانت حقيقة 
فإن المرء وان كان حياً .. فجوارحه المحسوسة فضلا عن أفعاله ومعانيه وروحه .. لا تتحق إلا بإدراك الحقيقة .. لا تُرى إلا كذلك 
لا تُدرك إلا بهذا .. 
لا تظهر في عيون الناس ولا تنطبع في أروحهم فتحيا وتؤثر .. إلا بتلك 
لا يراها أهل السماء إلا بها ... لا يرون إلا بها . 

عزيز هو الشباب 
وعزيز هو شاب نشأ في طاعة الله 
وحُق أن يعجب جل جلاله لمن ليس له صبوة .. 

فيه وقود الروح صافية بلا كدر 
وفيه صدق العزم لو صح 

وهو أقصر الدروب على صعوبته لمن أراد الوصول 

كم في الكِبَر من شدة ولأواء وبطء ومصارعة لكثير من الدنيا وعلائقها .. 

عسى ينقضي العمر وقد التزمنا درب الغايات العليا يا شيخنا 
عسى تتعب العين ويجهد الجسد وتذبل الجلود طلبا لمرضاته 
عسى يراق الدم له 
عسى يراق .


إنها الجنة تبغي ثمناً