الخميس، فبراير ٢٦، ٢٠٠٩

the next


مرحلـة قادمـة ثقيلـة العبء .. تحتاج لسواعد وهمم ، لبصائر نيرة وعقول تتبين طريقها وتعرفه لا تزيغ عنه
لسعـة صبر واحتمال .. لحلم وأيدي قويه لتأخذ بيد غيرها

الركـب قد بدأ المسير فعليا .. فعلى الراغبين بحجز مقاعدهم الإسراع للحاق به

.

قـد جد الجـد

( محدش يقلي جبتِ الكلام دا منين ... ستذكرون ماأقول لكم :) )


الاثنين، فبراير ١٦، ٢٠٠٩

سلمـى .. " قصه "

انتهيت منها منذ ثلاثه ايام وترددت كما العاده لأضعها هنا .. المقياس هنا مختلف لا ادري لماذا ، اليكموهـا على أي حال

***

ثمـة أشياء في الحيـاة بمثابـة الأعمدة .. إن ملكناها نستطيع ان نبدأ متى وحيث شئنا بعد مشيئة الله ..

سلوى ،عمر،عبد العزيز وسماء الرضيعة ووالديهم كانوا أعمده الخيـمة عند واسطة العقـد " سلمى "

صغيـرة لم تتجاوز الثامنة لها من مشاغبة الأطفال نصيب وببعض من صلابة والدها وهدوء أمها مع وجه قمحي يخالطه بعض النمش تعطيك سلمى الإنطباع بأنها ليست ممن تمر عليهم مرور الكرام .

كزهـرة تنمو على أرض غـزة فليس ببعيد ان تكون يد أمها الثانية في كل شيء .. فالطفولة هناك لها وجـه آخر ..



كان بكاء سماء يملأ أرجاء المنزل عندما أغلقت سلمى الباب قافلة من مدرستها الفاخورة
هرعت لتحملها تهدهدها تواسيها حتى فرغت أمها من صلاتها ..

كبيرة سلمى ، صغيره عندما يتعلق الأمر بدراجتها وارجوحه صنعها والدها في فناء المنزل ..

لم يحتج الأمر لأكثر من ثلاث دقائق لتزلزل غزة بالصواريخ ليساير الواقع على الأرض بكثرة دمائه .. جوا كانت تنذر به السماء منذ الصباح كأنما تشفق عليهم من غدر قادم

في غـزة . عليك الاعتياد على أصوات الاسعافات والمباني التي تتداعى الى الأرض مجندلة بين ركامها .. فلم يكن للقصف الأول باعا من القلق لدى أهل القطاع لاسميا بيت أبو عمر

بيد أن الساعه لم تأخذ كثير جهد لوصول عقاربها إلى حد نهاية الدقيقة الستين
إلا وحربا قامت قيامتها .. فكان تصديق أقدار اللوح المحفوظ بارتقاء مئات بحلول عصر يومئذٍ

هرعت سلمى ووالدتها مع الرضيعه وعبد العزيز الذي جذبوه بالقوة عن ارجوحته التي يحب الى بيت العائلة القابع في واحدة من المناطق الزراعيه المفتوحة.. فلبيتهم القريب من بعض المقار الأمنيه نصيبا لا بأس به من الأضرار والاحتمالات عالية النسب ليندك فوقهم ..

يوم ،اثنان ،اسبوع .. والعائله لا تعرف طريقا للعوده الى بيت يقال ان جدرانه لا تزال صامده لكنه لم يخرج من حيز الأخطار بعد ..

زحف الطائرات مصحوبا بزفة من ألعاب بني صهيون الفسفوريه غطى سماء المنطقه التي تقطنها العائله الكبيره ، أخبار الشهداء والجرحى تتوالى من كل جانب .. فكان لابد من الرحيل الى حيث لا يعلمون .. شيخ كبير ومعه خمس نسوه هم زوجات بنيه وبعض أبناء عمومته حملوا ما يمكن حمله على عجل ..

عمر ذو الثانية عشرة كان يتميز من الغيظ حين يرى نفسه متقهقرا عن قتال أعدائه لكن كلمة من أمه كانت كافيه لترده عن عزمه بالذهاب الى حيث أبيه – حيث لا يعلمون –


بدأت بضع دبابت تسير بترقب شديد وتتوغل بين المباني الثلاثه الوحيده في منطقه زراعيه بالكامل

كانت العائله بعددها الملحوظ وبضع نفرمن عائلات المنازل الاخرى على بعد مسافه لا بأس بها قبل ذاك التوغل .. لكن المناظير ثاقبه الرؤيه سبقت كلمتها فقصفت جوارهم مباشره ليتوقفوا

خوف ،هلع وصراخ صغار .. ومكبرات الصوت تعلو برفع الأيدي والا سيكونوا الهدف التالي للقذيفه

كانت احداهن تتقن العبريه فصدحت بصوتها ان كل من هناك نساء مع اطفالهن وشيخ فقط ..
أمسكت القذائف بارودها وانطلقوا مبتعدين يتعثرون على عجل والموت يتربص بهم في كل لحظة


كان لابد من بعض اللون الأحمر ليشعر ذوو النفوس المهترئة الصدئة انهم أنجزوا شيئا .. ليشفي نواقص مشاعرهم التي لم تعرف سوى الرعب مذ وطئوا أرض غزة ..

وما ان تحركت أغصان أشجار منزل يقترب منه أبو حسن ومن معه على أطراف الثغر الشمالي ( جباليـا ).

علا صفير الهواء لاحتكاك القذيفه به ..واحده تتلوها اخرى وثالثه ورابعه .. لتستقر في المنزل الذي ظنوا فيه حركه .. وكان للحشد من حقدهم نصيب الأسد ..

تسمر الكل في مكانه في مسرح انكشفت مشاهده إثر زوال ستائر الدخان .. البعض يجد نصف طفل فوقه واخر يتحسس قدمه فلا يجدها واخرى يصرخ صغيرها فزغا فلا تجيبه

" لا اله الا الله " نطق بها أبو حسن ليشق صمت المشهد ..
زوجة ابنه ممددة يحركها ابنها عمر بعنف كي تقوم ..
وسلوى وسلمى تحتضنان عبد العزيز والرضيعه التي تصرخ من أحشائها بخوف من يشعر بحد السكين تجز رأسه عن باقي جسده ..

تسارع أهل المنطقه ليحملوا الجثث ويعينوا الجرحى .. والألسنه فرغت لوما وعتابا ودهشة ..

فات من الوقت ما يكفي لتصعد ارواح من الجرحى نتيجه شده النزف ثم دوى صوت الإسعاف الذي مـُنع .لأن المنطقه التي يتم تصفيتها عسكريه مغلقه كما زعمت القرود .

ارتمت سلمى على امها لا تصدق ان تلك النهايه وعمر يمنعها ولم يمنع عيناه ان تفيض بما كتم ..

أفاقت عبير –أم عمر – في المشفى لا تعبأ بألمها الشديد جراء اصابه في الظهر والكليه لتسأل عن صغارها .. وهم يتكابرون على الألم يقبلونها مبتسمين مباركين قيامها بسلامة ..

لم يكن ثمة ملجأ ثالث .. سوى مقاعد الدراسه التي تتعهد الصغار .. كانت الفاخورة اختيار أبو حسن كونها تابعه للامم المتحده ولها من الامان نصيب لكن كانت الأقدار تختار شيئا آخر ..


كانت الصغيرتان تتعهدان الوالده بحنان لاستيعاب ألمها .. هذه تحمل الصغيره وتلك تراقب عبد العزيز الذي يعبث بكرات الزجاج الصغيرة مع أصحابه .. وعيناهما لا تفارقان الوقود الذي يشتعل بقلب كبيرهم عمر لا يطفئ ناره الا طاعه أمه ..


مضت الأيام والوالده تتماثل للشفاء هونا ما .. ومئات القابعين في الفاخورة يلملمون شتات الجراح ويتبادلون الأدوار في لعبة الصبر التي لابد من احترافها في أرض فلسطين ..
لم يبق من عائله أبو حسن الا ثلاث من زوجات بنيه فقدت احداهن صغيريها وهي حديثة عهد بزواج واخرى بترت ساقي ولدها وبقيت أم عمر ببعض الشظايا الصغيرة على وجوه صغارها حماهم لطف الله مما هو أكثر .. أما ابناؤه الرجال لا يُعلم كيف حالهم وقد شدوا رحالهم للثغور


نزل أبو الحسن أثناء الهدنه ذات الثلاث ساعات ليجبي للصغار ما يسد جوعهم .. بينما حاولت أم عمر النزول لفناء المدرسه مللا من طول بقائها حبيسه الغرف الدراسيه متكئة على رفيقاتها ..
هرع اليها عمر ليعينها .. واستقبلها عبد العزيز في الفناء فرحا بعودتها واقفه على قدميهاا من جديد ..

مالت سماء الصغيره على كتف سلوى نائمة بعدما انقطع بكائها من شدة الجوع وطول الانتظار ..
حملتها عنها سلمى ; لتصعد السلالم بعيدا عن الضوضاء لتنعم الصغيره ببعض الهدوء ..

ثم كان .

أشلاء هنا .. وأطراف هناك بفعل قنابل الدايم .. واخرى محترقه ببركات الفسفور الأبيض

وسلمى لم تنطق ..

عاد الشيخ ليصرعه هول المنظر .. جاثٍ على ركبته مهللاً يقلب كفيه التي انسكب منها الحليب الذي جناه بصعوبه

قاطعه - ماذا عن سلمى ..
- لم تنطق سلمى يا ولدي .. ولم تبكِ ..كانت تهدهد الصغيره فقط

مسح الشيخ دمعه مشفقا على من تجلس جواره لتسمع الحكايه ويعيشها جنانها من جديد

والشيخ لا يملك الا حوقلةً يخالطها دمع لتنتهي بها شهادته..


والمذيع صمت ، بكى ..

ومـا يجدي البكاء

فيقطع مشهدهم صوتها : رح أكبر وبخلي ولادي ينتقموا لأمي واخواتي .. رح فرجيهم القرود .

.
.

وفي غـزة ألـف سلمـى .. ألف قصـه

.

شهيــدة

الأحد، فبراير ١٥، ٢٠٠٩

قل لي ماذا تحمل .. أقول لك من أنت !!


العنوان السابق ليس لي وليس قاعده اعتقدها ..

جائني على الايميل مقال للدكتوره هبه رؤوف عزت .. يتكلم عما يحمل معظم شرائح المجتمع واطياف عده منه مع اختلاف العصور تقريبا عند خروجهم من منازلهم ..

اعجبتني الفكره

فهذا ماأحمله ..

اولا انا واحده من الشخصيات التي لا تستغني عن الحقيبه .. لان ما فيها لا يمكن حمله فرادى الحقيقة


احمل مصحفي .. والذي لايخرج من الحقيبه الا نقلا الى حقيبه اخرى

محفظتي بالطبع ومحمولي

ولابد من كتاب .. هذه الايام نسيم الثقافه زايد حبتين فاحمل كتابين

ونوت بوك الخاصه بي والتي يجتمع فيها مهمات اليوم ولتدوين اشياء مهمه تمر بي اثناء اليوم وبها تحضير لاشياء معينه واخرى نقاط علي تنفيذها .. واخرى ملاحظات يجب الانتباه لها لاني اخطأت فيها سابق .. الخ هذه الاشياء

فيها جزء مخصص للرسم احيانا واحيانا اخرى خواطر او افكار تأتيني على حين غرة


وكتبي الجامعيه وأقلامي واهمها القلم الرصاص "سنون "

في غير مواعيد الامتحانات احمل شرائط وكتيبات دعويه صغيره .. مش للزينه اكيد ، لتوزيعها باستراتيجيه معينه

ارتدي حجابي الشرعي

ليس إلا .. مع تدلي مادليه صغيره من الحقيبه منقوشا عليها واحده من المبادئ الموجهة للاخرين كالاهتمام بالوقت او فلسطين او الحجاب وما الى ذلك حسب كل ميداليه بعمرها الافتراضي معي

هذا ما احمل عند خروجي للكليه او لأي مكان اخر مع فرق الكتب الدراسيه فقط

مع ملازمة الساعه لي بالطبع .. اشعر بالتيه بدونها كوني انظر للساعه كل عشر دقائق او نحوها ..

هذا عن الماديات .. اما ما تحدثت عنه الدكتوره مما تحمله الروح ..

فبيني وبين الله

مع هوايه التأمل اثناء الذهاب والإياب كلما سنحت الفرصه



الخميس، فبراير ١٢، ٢٠٠٩

60 عاما على ارتقاءه

في مثل هذا اليوم ارتقى الإمام الشهيد - باذن الله - حسن البنا

وسلمنا مفاتيح البناء

ونحن الان .. يهد بعضنا بعض البناء وآخرون تائهون

وثلة ثالثة لاتزال تفهم ، تعقل.. تبني

أكان البنا يعلم ان بذرته ستغدو هذه الشجرة السامقه

أو كان يعلم أنها ستؤتي اؤكلها في بقعه أسرع من اخرى

أو كان يعلم ان من " فينا وليسوا منا " سيكونوا بهذا العدد

أو كان يعلم ان التائهين كثر .. والمناقشين لما هي مسلمات سيرتفع صوتهم بهذه الجرأة .


صحيح ان في سنن البشر وطبائعهم ما يبرر هذا الاختلاف ويسع ماهو أكثر منه

لكن في مثل هذه المرحله أقل ما يقال ويُفعل هو جرد شامل لمسيرة الجماعة مالها وما عليها مما سبق وما يـُنتظر منها في القادم ..


هي مرحلة تحتاج لوقفه جاده ونفض الغبارعن العزائم المدفونه وإمداد العروق بالدماء

ان يأخذ أفراد الإخوان الكتاب بقوة ..

ان تتجدد الوسائل والرؤيه لتناسب مرحلة جديده في عمر الأمة

إلى أين وصلت جماعتنا اليوم وما حالها وأفرادها وإلى أين نريدها أن تصل وعلى أي الخطوات يفترض ان نسير ..

لم يعد في الزمن مجال للتلكؤ .

لا املك حتى اللحظة ما أقوله لهذا الرجل الذي يستحق ان نقف عنده كثيرا

فقط .. ثق أننا متجذرون ، لن نبـدل بحول الله وقوته وسنحقق الحلم بعونه تعالى

ثمـة أملا قويـا يولد هذه الأيام

ربما تولد فكرتك من جديد .. بثوب جديد ربما .. بوجوه صغيره .. بثقافه أوسع فهمـا وانتشارا وتجذرا ..

ربما بدأ الناس يفهموك يا بنـّـا


.

الأربعاء، فبراير ١١، ٢٠٠٩

غــزة ,, ولعبـة المصالح

وان كـنت لا أعتقـد ان كل ما يـُكتب يصلح لنشره على المدونة .. لكن وبما ان القـلم كرمه غير مضمون هذه الأيام فسأضع هذا الموضوع هنا

من أكثر النقاط التي شهدت تضاربا في الاراء والأنباء هي " نصرة غزة " .. وإن كانت معركة الفرقان أظهرت العناوين السياسه كولاء لنهج المقاومة او براء منها .. لكن تبقى المضامين بعيده عن الأعين يصعب ادراكها الا على قارئ بدقة ..

الإشكالية الأولى لدينا هي - وعلى عكس ما يفترض ان يكون - مزايدة البعض والبعض الآخر على دور الشعوب .. رغم اننا في زمننا العجيب نعلم بديهيا انها منفصلة تماما عن حكوماتها

لكن يبدأ اللبس والحبال المعقدة عندما ندخل في مرحله البلاد التي ناصرت غزة بمواقف سياسية رسميه واخرى لم تفعل .. هنا بدأت " عاطفية " العرب ترفع هؤلاء وتضع هؤلاء ومعهم شعوبهم على ذات النسق ..

فلدينا من يثمن موقف قطر وسوريا وايران وتركيا وفنزويلا وعلى الجانب الاخر يلوم غيرها ويقحم الشعوب في المعادلة التي هم براء منها سلبا او ايجابا ..

والادهى ان تتحول المواقف السياسيه التي سمعنا بها الى تشريح دقيق متناسين ان مجرد حدوثها يعتبر انجازا كبيرا حتى لو كانت مجرد جعجعه وحتى لو كانت بلا عمل وحتى لو كانت من بلاد تمد يد العون باليمنى وتخبئ اسلحة العدو في اليسرى ..

عاطفيتنا التي قد تصل لحد السذاجة تجعل من هكذا امور خنادق توقع ألسنه الشعوب بعضها بعضا .. علاوة عن كونها تسفر عن قصور شديد في الوعي العربي والاسلامي بقضاياه .. ماله وما عليه وما يقع في حيز المداراة وما يقع في حيز النفاق والتفريق بينهما .

ثم تأتي المرحله الأشد .. وهي تشريح مواقف هؤلاء الساسه وتخمين مالهم من مصالح ومقاصد وراء افعالهم وانها ليست " لله او لأجل غزة وأهلها "

وتعود عطفيتنا من جديد للظهور على السطح ..
أوَ يظن احد القائلين بذلك ان من يناصرون غزة بالخطابات السياسة يناصروها فعلا بالسلاح ؟؟!!!!!! واهمون
أو يظن احدهم ان حماس من الغباء لدرجة ان تضع قضيتها بيد من له مصالح عليا .. وفوق ذلك قد ينقلب في صفوف الخصوم في أي لحظة

او يظن اخرون ان مجرد صندوق تبرع او خطابات رنانة تعني شيئا حقيقيا في الميدان

ما يجهله الكثيرون ان الميدان كانت فيه غزة .. وغزة فقط
وسلاح المقاومة كان سلاحها فقط وما جاهدت للحصول عليه بجهدها هي ايضا فقط بعد عون الله وقوته ..
وان كل المواقف التي لا تعدو عن كونها حرب خطابات سياسيه فقط .. ليست اكثر من حسابات مصالح لتلك الدول ..

ومن كان فيها ذا نيه حسنه .. فله اجر نيته لكنها ايضا لا تعني انهم سيدفعون بجندهم او سيضحون بمستقبلهم السياسي او تعريفهم الذي سينقل بملفاتهم لادراه اوباما الجديده ..
كلها لا تعدو عن كونها دعما سياسيا حرب مواقف ومصالح .. وحتى من حسن نيته فيها فأكثر ما يستطيعه هو اعمال انسانيه اعماريه

اما اذا جد الجـد .. فغزة والقلوب الثائرة حول العالم .. هم وحدهم في الميدان ..

المعادلة الأكثر أهميـة ان العقول الواعيه من الأمه وبالطبع حماس .. يعلمون ان التعامل مع كل هذه المواقف سواءا من أيد فيها او عارض وصد كلها تدور في محور سياسي يجب ان نضع فيه المصلحه الغزيه اولا حتى لو استلزم ذلك الصبر على خائن يطعن من الظهر ويشد على ايدينا من الامام .. الصلابه او اللين لا تنفع وسط محيطات يترصد كل من فيها للاخر .. المرونه والمحافظه على الثوابت والبقاء على الغاية نصب الأعين .. هو السبيل للخروج من هذه الأمواج سالمين باذن الله .. منتصرين حقيقة عسكريا وسياسيا



و دمتم
,

الأحد، فبراير ٠٨، ٢٠٠٩

عن زياره جرحى غـزة ..


يـوم .. هو من تلك الأيام التي لا يسعها قلم ، فقط تحتفظ بتفاصيله في سجلات الذاكره مخبوءا ككنز ربما .. كشيء عزيـز

هكذا قلت لإيمان عاطف- مدونة - عندما قالت : لا ادري كيف ساكتب عن هذا اليوم ؟!

بالأمس ذهبنا لزياره جرحى غزة بمشفى الهلال برمسيس ..

يتضارب بذهني كثير امور .. عن ماذا اخبركم .. اليوم من اوله لآخره عجيب .. او ربما لم اشعر به .. او ربما شعرت به لدرجه لم اشعر بشعوري ..هه

عن دُنيا الطفله التي لم تتجاوز الثامنة .. ترقد فلا يخفى على عين جسدها المهدود من التعب .. وصوتها الضعيف وهي تنشد لنا " أنا لبندورة الحمرا "

ام عن نور الصغيره المصابة بطلق ناري في الدماغ وابتسامتها الملائكيه التي تشعرك بشعور غريب وفرحة غامره اذ تناولت مني العصير وشربته كله بعدما احجمت عن غيره مما تكدس عندها

ام عن حسين- 8 سنوات - الذي فارق غرفة العناية المركزة قبل مجيئنا بيوم .. ولا يزال وجهه واجم لا في الحقيقة هو مصدوم .. ربما لم يسعه ان يستوعب منظر وجهة وآثار الشظايا تركت فيه علامات لا تمحيها الأيام .. وعروقه التي لا تقوى على تغطيه دقات قلبه وهو نائم فتبدو انفاسه جليه تسفر عن وهن يحتاج لمدة ليزول

ام عن الجد أبو نضال .. ذلك الرجل الذي جاوز الـ68 .. لم أر في خفه ظله وتفاؤله ومزاحه احد .. رغم ابن اخيه الراقد بجانبه فاقدا بصره وتشوه وجهة ببركات الـإف 16 .. وقدمه التي تخترقها المسامير الطبية من كل جانب ..

ام عن الجدة أم تيسير جاءت مع ابنها المصاب .. واصرت ان نجلس معها لتحكي لنا عن القدس والاقصى وغزة قديما وكيف عايشت حياة صعبه ..

ام جدة نور التي تقطُر فهما ووعيا حفظها الله

عن أيهم احدثكم .. وكلهم لا يسعهم الوصف بأنهم رائــعون .. لم أشعر بغربة مطلقا في زيارتهم وحتى انني - على غير ما توقعت - لم ابك ، ولم احزن حتى .. شعرت بشعور لا استطيع تحديده حتى اللحظة .. هؤلاء لا نخشى عليهم

الجد ابو نضال عتب علينا اننا اثقلنا على انفسنا بأكياس الهدايا وما يوازيها .. وحثنا على المجئ كثيرا قائلا : انتو معندكمش دراسه صح .. تعالوا واقعدوا معنا .
لو انه بأيدينا يا جدي

جدة نور اخذت تحكي لنا عن غزة واقتصادها السابق وكيف دمره اليهود :" ياريت لو كانت الحرب بالسلاح بس كان هين يا ولادي .. لكن هذول ما خلوا اشي فيه حياة إلنا الا اخذوه ، غزة من وين ما بتمشوا فيها كنتو تشمو ريحه الليمون .. هلأ ما عاد .. غزة كانت تصدر البرتقال والليمون لاوربا فمنعوا اليهود تصديره "..
والحكايه لا تنتهي فمرورا بزراعه الورود وغيرها وفي كل مره تنجح غزة يتعمد الصهاينه قتلها بكل وسيلة

والد دُنيا الذي بدى صغيرا في السن .. تركنا معها لنحادثها ونطعمها بأيدينا ..
ممل جدا .. طفل مكانه موطن اللعب واللهو .. وهو أسير لسرير لا يجد في نفسه عزما ليحرك يديه ليتناول طعامه من شدة ما أصابه من وهن صحته ..
دُنيا اخبرتنا عن اخويها ديانا ومحمد .. ومشطت لها شعرها قبل ذهابنا ووضعت لها بكلات " توك " .. وأنشدت لنا " أنا البندورة الحمرا " .. ووعدتني الا تنساني لان اسمي على اسم ابنه خالها ..

حسين لم يكن يتجاوب مع اي احد بالكاد كان يتمتم .. عمه كان يرافقه .. حزنت كثيرا لاجل حسين رأيت في عينه كبرياء لا يحب ان نراه وهو ضعيف .. اظنه ممن يحبون الركض الكثير والمشاغبه .. قضى جل وقته نائما في هدوء .. ودقات قلبه نعرفها في حركه عروقه

الجدة أم تيسير اخذت تحكي لنا عن قصه اهلها منذ بدايتها وحتى امها التي مات كل من تعرفه من اقارب واهل وتزوجت لتنجبها هي واخوتها ..
صلت في الاقصى 25 مره .. وقد اتصلت امي بي عندما كنا لديها وتركتها تحدثها ..

عرفنا أم تيسير لانها كانت نائمة في غرفة امرأة كنا نشد الرحال لزيارتها اوضحت لنا انها جاءت لترتاح قليلا وان ابنها في غرفه اخرى بنفس الطابق ..

غادة .. هي تلك المراه التي قصدناها .. شابه في الـ31 .. ترقد بلا حراك .. وجهها كالبدر .. لها سته من الاطفال بالكاد امسكت دمعها عندما اخبرتنا عنهم ..
اصابتها اعتقد انها شديده في القدم والساق .. حقا الام قد تتحمل وتصمد لاجل اولادها لتقوم بأمرهم لكنها لا تتحمل ان تبقى عاجزة عنهم .. وهم في ريعان الطفولة

كانت هناك حفله يـُعد لها الممرضين والموظفين بالمشفى .. كان يوم ميلاد احد الجرحى الشباب .. عرفنا انه من افراد الدفاع المدني .. اخرجوا جميع من بالغرف لقاعه الاحتفال ..تمنينا لو حضرنا معهم لكن الوقت كان يؤذن بالتأخير فشاركناهم بالاعداد للحفل ..

ألبست نور حلق بدى رائعا عليها .. ومشطت لدنيا شعرها الذي بدى مهملا منذ مده ووضعت لها بكلات زهريه اللون .. وانشدت لنا وقبلتنا ومضينا ..

نسيت اخباركم ان فكاهة الطابق الجد أبو نضال .. ذلك الذي يترك الانطباع انه لا يكسره حزن .. أرانا صورة " الشمس التي غابت - حسب وصفه - " زوجته التي توفاها الله منذ 5 سنوات .. وبكى بشدة
ماذا تملك امام روحا مرحه كتلك لتعزيها في ما وصفه " كنت أحبها حبا جما " .. لم نملك الا : في الجنه الملتقى ان شاء الله..


الممرضين والممرضات كانوا طوع امرهم .. والاطفال يتم رعايتهم جيدا .. حتى حر الشمس يحفظونهم منه ..
الطابق كل من فيه جرحى .. روح المزاح لا تفارقهم ابدا .. ماشاء الله
كلهم كالجسد الواحد .. يعرفون بعضهم فردا فردا

اختم بإهداء كتبه لي جدو أبو نضال

" إلى من وقفوا بجانبنا في الأوقات الحرجة .. إلى الشموس التي مسحت الظلمة عن شعبنا .. إلى أبناء النيل ، من وهبونا الحياة في أحلك الأوقات .. تنحني الهامات لهم تقديرا وعرفانا ."

ابن فلسطين
رجب عبد الرازق
غزة - الزيتون
7-2-2009





الثلاثاء، فبراير ٠٣، ٢٠٠٩

كـان عليـها .. لكن أيجـديها الندم ؟!

.
كان عليها أن تدرك منذ الوهلة الأولى أنها مخطئة .. كان عليها ان تلقي ذاك الطريق خلفها وتعود أدراجها

كان عليها ألا تلقي بالا لحب استطلاعها الجامح ..

كان عليها الا تدخل عالما لا تعرفه ولا تملك له خرائط

كان عليها الا تستجيب.. الا تغامر ..

كان عليها الا تكسر قشرة البيضة ..

كان عليها المكوث.

ماذا استفادت من ذاك العالم الاخر وهواؤه برد شديد

ماذا جنت من مناظر الخضره لو لم تطأها

ماذا عليها من عالم الاشجار والعمالقة التي فتنت بها .. ان كانت لا تحسن التسلق ..
او الأنهار التي أحبت عذوبتها.. ان كان لابد للشاربين من قدمين ثابتتين بين الصخور وظهر قوي ينحي ويغرف ويقوم ثانيه بسلام لا تجرفه قوة الماء .. وأنى لها بذلك

ماذا جنت

ألم تكن البيضه أفضل .. أهدئ .. سكن لا يُـعرف في سماءه انقلاب لونها وصوت رعدها و شدة الريح من بعده ..

ما السبيل بعدما انكسرت البيضه وانتهى الأمر

ولا سبيل داخل تلك الغابـة ..

وكلما استجمعت بعض شجاعة لتمضي تكتشف في كل يوم انها لا تعرف شيئا
وربما كلما ازدادت مضيا ازداد عمق المتاهـة

كثيره هي السبل .. لكن أيها على قدر ضعفها لتستطيع كسر احجاره..أيها أقصر ليوصلها لبر الأمان.. ايها أكثر أمانا .. أيها ستغفو فيه مطمنئة ..

ليجبها أحدكم

اهي أسئله قدريـة .. أم أنها تبالغ فلتمضي ولتتحمل ، او تعود وتجمع ما بقي من كسور البيضه لتستظل به حتى يقضي الله كان مفعولا ...

.

الاثنين، فبراير ٠٢، ٢٠٠٩