الجمعة، يناير ٣٠، ٢٠٠٩

happyyy


قصتي الصغيره ، القصيره " أسماها حصار " .. نُشرت على مجله البيان الإسلاميه

ربما ليس الحدث بالكبير والقصه برأيي بعد مرور هذا الوقت تعتبر اقل من متواضعه وتفتقد الى الكثير .. لكنه خبر اسعدني كثيرا .. لم افرح هكذا منذ فتره ..

هنيئا لحضرتي

ولصغيرتي غزة .. سلام عليك .. سلمتِ من كل سوء



السبت، يناير ٢٤، ٢٠٠٩

نقـطة نـظام عالمية

سلام الله عليكم ..

رغم اني في وسط امتحاناتي – سأنتهي الخميس القادم – وكنت قد قررت تأجيل الكتابه عن هذا الموضوع لما بعدها لان ثمه الكثير اريد قوله .. لكن الوضع لا يحتمل . فهاكم

كما يبدو العنوان لا يسمن ولا يغني من جوع ليدل على محتوى الموضوع .. فإني سأتحدث باذن الله عن هذه المرحله التي نعيشها .. سأتخذ الحرب على غزة كمحور انطلق منه وحوله

بادئ ذي بدء ..

ان القلم ليخشع ويسجد لعظمة المدبر سبحانه ..

عندما جال بصري من قبل حول العالم وكان ذلك عقب فوز اوباما في الانتخابات .. وسردت لكم كيف تبدو الصوره على الاقل بالنسبه لي .. وصال وجال بصري اثناء حرب غزة والان فيما بعدها ..

صدقا وحقا انه لعظيم تدبير في تسيير الأمور والظروف والاسباب ..

عندما تحدثت عن الوضع كيف يبدو ثم حاولت مره اخرى منذ مده ليست بالبعيده في محاوله اختراق الواقع ومعرفه ماذا يمكن ان يحدث وما هو الشكل الذي ستكون عليه الاحداث للخروج من مرحله كنا نعلم يقينا انها ستنتهي وستتغير، لكن كيف؟! لم يكن احد يملك الجواب .. ولم يستطع احد مطلقا ان يتنبأ بغير رؤوس اقلام من النتائج لكن كيفيه الوصول لهذه لنتائج الكبيره لا احد كان يعلم .. ولعل البعض حينها علق على كلامي بقوله ان الصوره تصف الوضع جيدا لكن الاهم ان نبحث عن دورنا فيها ( وسأعود لهذه النقطه لاحقا باذن الله )

تحدثت في تلك الصوره عن الشعوب العربيه التي تغلي من تحت الرماد

وعن الحكومات العربيه ووضعها وما هو متوقع من سيناريوهات التعامل مع شعوبها في الفتره القادمه – التي اعتقدنا بذلك الوقت انها ستكون عصيبه ولن يستمر هدوء الوضع فثمه شيء قادم ( وقد حدث ) –

تحدثت ايضا عن العالم الاوربي وما يعيشه من حاله استيقاظ وبالتالي البدء بالانشقاق عن الحكومات وولاة الامر

تحدثت عن اداره امريكا الجديده وقدومها – لسوء حظها – في وقت متأزم جدا وهي في موقف لا تحسد عليه داخليا وخارجيا ..

وتحدثت عن حصار غزة وموقف كلا من حماس وفتح ... وكيف ان الكفه تثقل لميزان حماس وموقف فتح المزري للغايه ..

تحدثت عن الحركه الاسلاميه وخصوصا بمصر ..

تقريبا لو لم اكن نسيت هذه كافه النقاط التي تعرضت لها في موضوع صوره للعالم من منظور طائر " .. ما حاولت فعله في الموضوع الاخر الذي وضعته في الفيس بوك استغلالا لوجود مفكرين كبار واصحاب رأي لعل عندهم وسيله لتوقع ما سيحدث.. ليحدث التغيير الذي سيفرز النتائج التي نتوقعها .. لم يكن احد يملك الاجابه فعلا .. وفعلا المرحله التي نعيشها لكونها مفصلية ما كان لأحد ان بتنبأ بها ولا بما بعدها .. واكرر استشهادي الذي احب معناه واكره قائلته ( رايس ) .. عدم القدره على التنبؤ هي سمه التحولات التاريخيه الكبرى

هذا عما مضى .. اما ما اريد قوله الان ..

ابتداءا وفعلا لم اكن اتخيل ان تكون خاتمه رجل كبوش بحذاء من الزيدي .. فعلا هذه تحسب جدا وتوضع نقطه حمراء في الاحداث وخصوصا مع انتهاء مرحله مهمه والبدء بأخرى ..

اما ثانيا .. فاسمحوا لي ان اجعل حرب غزة محورا للاحداث .. في الحقيقه هي كذلك ولا تحتاج لان اجعلها كذلك ..

في فتره التهدئه ومع اقتراب انتهاءها لم نكن نتخيل اطلاقا مطلقا ان اسرئيل قد تقدم على شيء كهذا .. وبالتوازي مع ذلك كان في مصر والدول العربيه واسلاميه غضب متنامي لاثار الحصار التي تفاقمت جدا .. فكان هذا الغصب كتمهيد وتهيئه للضمائر بعنايه ربانيه ..

ثمه نقطه صغيره هنا اريد الاشاره اليها وهي محاولات فك الحصار .. على رأسها القوافل .. ربما اول مره كانت الفكره مجديه .. لكن تكرارها وحدوث ذات الاخطاء في كل مره وتحول موقفنا الى موقف دفاعي واصبحت الحكومة هي من تمسك بزمام الامر لا نحن .. هذا يشير بقوه اننا او اذا جازت التسميه - العقول التغيريه في مصر- .. لم نتعلم التخطيط وقراءه الاحداث بشكل جيد وليس لدينا المرونه الكافيه للتعامل مع الظروف والتغلب عليها .. وذلك يكون بدون وعي وقراءه جيده ورؤيه للمدى البعيد ..

ومن المدى البعيد ابدأ .. كنت افكر في فتره التهدئه وخصوصا عندما شاهدت عرض كتائب القسام الخاص بمنطقه النصيرات بالقطاع .. فكرت في ماذا يقضون اوقاتهم ؟؟.. هل بالتدريب فقط .. لنفرض ليس هناك حربا او انتفاضه اخره تلوح في الافق .. ماذا يصنع هؤلاء غير التدريب الجسدي والعقلي لهم كمجاهدين ..

اسمحوا لي هنا ان اسحب كلمه الاستاذ البشمهندس سعد بحار والبشمهندس شاهين عندما علقوا على موضوع (صوره للعالم من منظور طائر ) بقولهم : علينا ان نجد موقعنا داخل الخريطه ونبدأ بالعمل

وكذلك ما قاله من على الفيس البوك في ان الرؤيه قد تكون ضبابيه ولا نعلم ما القادم .. لكن لا يمكننا ان نسكن وننتظر ما سيحدث ، على كل منا الالتزام بخط سير صحيح في اتجاه تحقيق الحلم الذي نعيش لاجله على اختلاف احلامنا سواءا خلافه او تغيير او دوله حره .. الخ ذلك .. بمعنى الاستمرار في الاصلاح بغض النظر عن الترقب لاحداث كبيره قادمه .

هذه السطور .. لم ننفذها .. ما أبهرنا حقا هو انها تنفذت على ارض غزة ..

رغم ان الحرب كانت مباغته لكل فرد في العالم واولهم المحللين المختصين .. لكن التخطيط والقدره على استيعاب الموقف وقلبه مباشره لافعال مضاده هجوميه لكتائب القسام وتتبعهاا الفصائل المقاومه الاخرى .. اثبتت فعلا انهم اعدوا العده .. لم يتوانوا ولم ينتظروا فرجا من لسما او الاكتفاء بالاساليب التقليديه ..

الامه كلها كانت على خط سير " محلك سر " .. هم حقا ماشاء الله تبارك الرحمن ابهرونا بالرد والانتقال لموقع الهجوم ومن يمسك بزمام الأمور من حفر انفاق واطلاق الصواريخ من وسط الدبابات وحسن الاحتياطات الامنيه وكله بستر الله وتوفيقه والكثير الكثير وهذا كله معد مسبقا وليس وليد يوم وليله .. حتى انتهى الامر بنصر اللهم لك الحمد يفوق نصر لبنان بمراحل رغم الفوارق الكبيره في القدره العسكريه للمقاومه عن حزب الله عددا وعده وتقدم التكتيكات العسكريه الاسرائيليه الجديده ايضا وكثير غيرها تجعل نصر غزة شيءا لا يمكننا وصفه الا بأنه ربانيا بالفعل ..

هذا من وجه النظر " الحضاريه " اعني لمن يتتبع النمو الحضاري للأمه ..

وسأضيف بعض النقاط على محور الحضاره هذا لكن بعد قليل ..

آتي هنا على تحليل الموقف اثناء الحرب ..

مع صمود رائع على ارض غزة .. كان هناك حقا ما نستطيع تسميته بانتفاضة لكل حر شريف في العالم .. نستطيع ان نسمي هذه الهبه انها "لا تنسى" وان تهدئتها ليست كأي مره .. فعلا بصمه الحاله الغزيه تركت اثرا كبيرا على مستوى العالم .. والذي اصلا كانت الاحداث السابقه كما اشرت من قبل قد هيئته لاستيعاب الجريمه وابعادها وعدم الاستجابه للتضليل الحادث بشأنها ..

هناك ثلاثه مواقف فقط اريد الحديث عنها بشأن ردود الفعل

اولها التركي .. قلمي يرفع قبعته احتراما لهذا الشعب الأبي .. أتعلمون حقا ما اكتشفته في تركيا .. ان نموها وصعود دورها لم يكن مصادفه او لمجرد ان حزب العداله امسك بالحكومة واصلح قدر امكانه وما الى ذلك وان كان لذلك دور كبير .. لكن ما اثبت لي فعلا كيف وصلت تركيا لهذه المكانه هي رده الفعل الشعبيه ... كل الشوارع العالميه تقريبا صمتت بعد وقف اطلاق النار وهم لا .. لانهم يفهمون جيدا .. لانهم يعون .. هذ الشعب " حر " .. لذلك صعد ويستحق ذلك بفضل من الله ..

اما اردوغان .. فذاك رجل ادعو له بالجنه .. لقد ظهر فعلا الوجه الحقيقي لاردوغان .. ذلك الوجه الذي يحاول الا يظهره كثيرا كونه في دوله علمانيه وان المقصله فوق رأسه( أثناء الحرب اكتشفوا محاوله لاغتياله يشارك فيها جنرالات من الجيش واستاذه جامعات علمانيين ) ورأس حزبه ( الذي حله القضاء وانشأ بدلا عنه حزبا جديدا ) طوال الوقت .. ما يهمني لاعقب عليه في موقف اردوغان شيئان فقط ..

اولهما / جرأته في كثير من المواقف للتعبير عن دعمه بالحق لغزه وحماس .. فهو لم يظهر كتعاطف اعمى ليأخذه عليه عالم السياسه والعلمانيين .. لكنه اظهر ذلك بذكاء فعلي

ثانيهما / الموقف السياسي القوي الذي اتخذه وهو ليس موقفا قويا فحسب .. بل موقفا مناسبا كذلك .. وانا في هذه الحاله اقول لا اوافق على قطع العلاقات بين تركيا والصهاينه .. تركيا دوله قويه ولها قدره على الفعل .. ولابد للتسليم ان من المؤكد طالما هناك طرفي نزاع فلابد من وسيط .. وانا افضل ان يكون الوسيط تركيا حيث تجمع بين الاتصال الجيد المحايد نوعا ما مع الصهاينه مما يجعلها بنظرهم ليست متطرفه .. وبنفس الوقت هي معنا .. الدكتور سليم العوا قال كلمه رائعه عن موقف تركيا وان المفاوضات بين حماس والصهاينه تحت مظلتها .. قال:" لو لم يكن لاردوغان غير هذا العمل في الاسلام فنسأل الله ان يكون كافيا" .. لانه لن يعطي الدنيه في حق ..

مظله الدول العربيه التي هي بحقيقه الامر تريد ازاله حماس اكثر من اليهود .. ليست الا لحفظ ماء وجههم فقط وحماس من أدبها لازالت تعطيهم الفرصه لحفظ ماء وجوههم ذاك ..

امر اخر في الموقف السياسي.. سئل اوردغان عن اغلاق سفاره اسرائيل فقال نحن نتخذ اجراءات سياسيه مع اسرائيل وهناك تدرج زمني اذا لم تكف اسرائيل وتردع فسنفعلها ولا نبالي .. " تحس انو واحد بيفهم " .. هناك موقف رائع ذكره دكتور العوا ان ليفني ارادت زياره تركيا – بعد رد تركيا القوي – للتحدث بشأن غزه و لتخفيف حده الامر فردت عليها الخارجيه التركيه لو كان الامر بشأن غزة فلا تأتي .. وفعلا لم تذهب ..

لو فترضنا جدلا ان حرب العداله والتنميه هو يمثل الحراك الاسلامي بتركيا .. وهو مجرد افتراض تكذبه الوقائع احيانا واحيانا اخرى تصدقه .. فان هذا الحزب اظهر براعه في كيفيه الموازنه بين فقه الواقع الذي يعيشه كصاحب فكره غريبه تُحارب في بلده .. وبين استغلال المساحه الممكنه لديه لفعل ما يمكن فعله .. لو اسقطنا ذلك على الحركات الاسلاميه في الدول العربيه والاسلاميه واولها مصر فنحن لا نملك هذا التوازن مطلقا .. نحن نراعي الظرف السياسي الامني لكننا ايضا لم نسع لمحاوله اختراقه او الالتفاف عليه بذكاء ولا حتى استغلال المساحه المسموحه لدينا جيدا .. بمعنى ليس هناك تقدم في الخطوات ..

الموقف الثاني الذي اريد تناوله هو موقف الحكومات العربيه / الحكومات العربيه ولاول مره اشعر انها تسمع .. هي سمعت بالفعل وتأثرت أيضا .. وهذا لا ننكره ولاول مره اجلس امام التلفاز واهتم بما سيخرج من الساسه ليس عن ترقب شيء منهم كالامال والاحلام .. لكن لاني اعلم انهم هذه المره سيتحركون في حيز وان كان ضيقا اردت ان اشهد هذا التغيير في الموقف .. هم بالفعل تقدموا خطوه .. وان كان هذا لا ينفي اصلا كونهم غير شرعيين ويجب ازالتهم ..

اما معسكر الاعتدال العربي الذي تقوده مصر .. فلا تعليق لي عليه .. سوى واسمحوا لي ان أشيد جدا بالموقف المصري .. بالفعل خاب ظني ان الحكومة فقدت عقلها .. بالفعل لا يزال لديها تكتيك وعقل عااالي .. وهذا ليس سخريه .. مصر تعاملت مع هذه الأزمنه باحتراف قل مثيله في تاريخها مع أي قضيه تخص دوله عربيه محتله وتاريخها مع قضيه فلسطين عموما ..

فعلا تعاملت مع الحاله الغزيه بعمالـة احترافيه .. فهي لم تكن عميل لليهود على عماها بل باحتراف .. لا اشك ان اروقه السياسه في القاهره لم تهدأ طوال المده السابقه .. كانت مصر تعمل على قدم وساق لتثقل كفه الصهاينه بقدر الامكان وتضعف الكفه الفلسطينيه بشكل تضليلي لا يضر بصورتها .. ويتجلى هذا الاحتراف في العمالة في موقف ابو الغيط وخطاب مبارك بعدما ذهبت ليفني لرايس وتوقيع معاهده تهريب السلاح لحماس ومنعه .. تشعر وكأنك تسمع لأحد قاده حماس يسرد المطالب التي قالوا انها كثيره وغير واقعيه من قبل .. وهي فك الحصار وفتح المعابر والانسحاب الكامل الغير مشروط ...

بمجرد ما استوعبت اسرائيل الخبر وكان انسحابها – الذي كان محتما اصلا ومحددا وكان واجبا عليها فعله قبل حكومة اوباما واظن امر الانسحاب حصل فيه الكثير من المشادات السياسه بين امريكا واسرائيل لشيء ما ربما يظهر لاحقا – المهم ان اولمرت في خطابه اهدى انسحابه الى مبارك وانه تحقيقا للشرط المصريه ( مكنتش عرف ان مصر غاليه اوي كده )

طبعا مبارك عاد لوعيه وفي قمه شرم الشيخ وبقدرة قادر نزلت المطالب لمجرد الانسحاب والبحث عن اليات مستقبلا لفك الحصار والمعابر .. مع المساعده لمنع تهريب الاسلحه ... انسان دون ..

الموقف الثالث وهو موقف الشعب المصري .. صحيح ان ما حدث منا جعلني استكثر التعليق على موقف الشعب فالحر هو الذي يُعتب عليه ويُغضب منه لانه لم يفعل دوره .. ونحن اثبتنا في هذه الحرب اننا لسنا احرارا .. لكن بما اني اتكلم لأغلبيه مصريه تقرأ كلامي فاسمحوا لي ان ارفع اللثام عن الكلام ..

كنت في موضوع صوره للعالم قد توقعت ان تكون بدايه التغيير في الاحداث من مصر تزامنا مع شيء ما بغزه وهكذا .. شيء يشبه 6 ابريل لكن بصوره اخرى لا يستطيع ان يشك احد انها غضبه صادقه وليست همجيه او افساد ..

بصدق .. اشعر بحزن شديد على الشعب الذي ظننت فيه ضميرا لا يموت .. وهو لا يموت باذن الله لكنه توانى هذه المره وسمح للرويبضه والمرجفين بأن يعلو صوتهم القليل على اصوات الملايين

لا اريد ان يعلق احد بكلام لا معنى له انا مقتنعه جدا بما اقوله .. وليس هذا عن عاطفيه التأثر بالحدث ..

يعنيني موقف الشعب .. الذي وقف مشاهدا بامتياز .. لم نملك الا البكاء بحرقه .. طيب وبعد ؟؟

وموقف الاخوان .. الذين بالنسبه والتناسب موقفهم ليس بأفضل من الشعب ..

انا لا تكلم بصيغه 1+1=2 .. لان هذا لا ينفع .. لا يصلح القول بأن هناك امن وشده وظروف ووو .. في هذه المره فعلا اصبحت هذه الحجه ( وان كانت كافيه من قبل ) لا تكفي لسد سقف العذر الذي يعذرنا امام الله اولا وامام اهل غزة ثانيا والمسلمين جميع ثالثا ..

علينا الاعتراف ان موقف الشعب بالنسبه لحالته يعتبر جيد .. والذي بالكاد يغطيه ويحفظ له ماء وجهه لكن ايضا هذا كشف الواقع المزري انه لا تقدم على الساحه المصريه فالمرحله تتطلب اكثر من ذلك وكوننا( لم نستطيع فعلا اكثر مما فعلناه )فهذا يعني قصور شديد لدينا وتسليم زمام الأمور ليد الحكومة التي اصبحنا في مقابلها بموقع الدفاع

الشعب المصري اعطى آذانه للاعلام وصدقه والادهى ان الحيله الحكوميه ( باحترافها ) انطلت عليهم وكأنهم اعجبوا بالتحرك المصري الذي لا يهدأ ولا يعلمون لاي جهة هذا التحرك ولمن .. ولن اتحدث عن الابواق الاعلاميه القذره التي زادت من سوء الوضع اضعافا مضاعفه كل اعلامي نصب نفسه حكما ومتحدثا باسم الشعب

اما على صعيد الجماعه بمصر .. اثبتت الحرب اننا ينقصنا الكثير ..

اولها التخطيط .. الحرب ورده الفعل التي لم تزيد عن لمظاهرات والتبرعات والقوافل الاغاثيه عبر اتحاد الاطباء العرب الذي اغلبيه اسلاميين .. يعني لو لم يكن له اغلبيه اسلاميه ما كنا استطعنا ..

رد الفعل التلقيدي جدا والغير مناسب كفايـة للمرحله .. عكس قصورا في التخطيط واستشراف الواقع والاستعداد له والمرونه في التعامل معه والالتفاف على عقباته اذا وجدت .. انا اتكلم على قاعده انها احدى قيادات المجتمع ومسؤوله عنه شاءت ام ابت

كم سنه مرت وعقبه امن الدوله والاعتقالات والظروف الامنيه موجوده ... منذ وجدت الجماعه اصلا

اذن فالتحجج بهذه الحجه لم يعد مجديا خصوصا ان في السابق كان من ينادي بالحق قليل ، الان اصبحنا كثره واصبحت تيارات عديده في المجتمع ترفع شعار التغيير والاصلاح ورغبه ازاله الظلم والفساد .. وهناك الوعي الشعبي المتزايد ...

أليس تأخرا ان يكون مستوى رد الفعل ومراحله هي هي كما سابقا ..

حتى لو كانت هناك جهود في الخفاء .. فهذه الجهود عامل ثابت في المعادله .. لكن هناك شق اخر من المعادله الاخوانيه هي الشعب والتحرك فيه وتحريكه كأكبر قواه .. وهذا له الحق ان يظهر فيه محاولات جديه وعدم الاكتفاء بما يحدث في الخفاء والله اعلم به ..

لن ينفع ان يصلي احدهم في بيته ويظنه الناس لا يركعها . بدعوى ان الصلاه لله .. او يصلي احدهم ويترك ابناءه هكذا فهو يكفيه اجر صلاته هو فقط وهي تؤدي الغرض الايماني وانتهينا ..

طيب بعد هذا.. ماذا نقول ؟

ما اقوله ننا يجب ان نلتفت فعلا لمسؤوليتنا ونحث لخطى ونعمل بجد ليكون الموقف والخارطه بمصر في كفه من يريد الصواب فيها وليس العكس .. الرضا بالامر الواقع عذر اقبح من ذنب ..

غزه رغم كل مقومات السقوط التي حولها أصرت على البقاء واجبرت العالم كله ان يهتف باسمها عزيزه وليس لاستجداء الشفقه عليها

وعلينا بمصر ان نعمل بدورنا ايضا .. علينا ان نقوم .. ليست دعوه ىصلاح باسم مصر او المغرب او غزه او او ..انا اصلا لا اعترف بمبدأ الدول الذي فرضه سايكس بيكو .. لكن قصدت ان البقعه المتاحه امامنا لاصلاحها هي مصر فلنعمل ما بوسعنا لنوسع نطاق الرؤوس المرفوعه في عالمنا الاسلامي .. هل يرى احد غير غزة المرفوع رأسها الان ..

لنجتهد ونعمل بمسؤوليه وقوة واعتقاد راسخ اننا على الحق وليس لاحد مهما كانت سلطته وجبروته الحق في ان يسكتنا او يسلب منا حقنا ولو استلزم ذلك الاصطدام .. لا نريد ان نظل " مقدرين للواقع الحالي " .. والذي لن يتغير الا " حتى تغيروا ما بأنفسكم "

هذا كله لنجد لنا مكانا على الخريطه ..خصوصا بعدما اصبحنا مرسومين بالرصاص بعد الحرب

ولنتأكد اننا سنظل عاجزين يأكلنا الندم مع كل مظلوم نريد نصرته سواءا بفلسطين او غيرها .. طالما لم ننصر انفسنا هنا ولم نتحرر ..

لن نستطيع ان نمثل الدور الذي علينا لاخوتنا ونحن عاجزين عن تمثيل دورنا داخلنا اصلا

هذا ما اردت قوله .. واشك ان ثمه من يتابع القراءه الى الان ..

بالنسبه لما هو قادم .. فليس بالكثير ما نستطيع رؤيته رغم ان حرب غزه وضعت القاعده التي سيبنى عليها القدم ..

هناك محورين فقط يهمني الحديث عنهم ..

اولا بشأن حماس .. حماس الان الحمد لله وبفضله انتصرت .. والمرحله القادمه ستتحمل فيها تبعات كثيره .. كحركه ذات قوه وسياده حقيقيه وكقياده – شاءت او ابت – للعالم الاسلامي وهي سنان الفكره الاسلاميه ذات الثمانين عاما ونيف ..

الان فتح تخطب ودها وعباس يريد مواصله تسوله لتمديد رئاسي تحت مظله المصالحه .. اتعلمون قبل سنه تقريبا منذ الحسم العسكري وكانت الدنيا كلها على حماس حتى بعض الاسلاميين ممن يهتز لديهم ( ركن الثقه ) ، قال الاستاذ ضياء رشوان لمعتز الدمرداش في برنامجه وكان الحديث عن حماس وفتح وغزه قال: انتظرني بعد سته شهور وستجد فتح تطلب من حماس الجلوس على قائمه المصالحه .. وهذا حدث حتى قبل مضي سته شهور من كلامه هذا .. حينها قلت هذا الرجل مؤكد قد جُن .. لا يمكن ان يحدث أي شيء يوحي بأي تقبل فضلا عن جلوس للمصالحه .. على الاقل ليس قبل ما يقاس بالسنين وليس بالشهور ... وقد كان سبحان الله

هذا يرجع لفضل الله اولا ثم لتقدم خطوات حماس مع الزمن هي لا تقف في مكانها .. وهذا حسن تدبير ثبتها الله على ذلك وسدد رأيهم ورميهم ..

معركه حماس القادمه هي المحافظه على قيمه هذا الانتصار وعدم الانسياق بتاتا لاي محاولات عربيه لتقليل الثمن الذي على اسرائيل دفعه بعد شلالات الدماء بغزة .. وما ظهر في الايام الاخيره يوحي بأن محاوله اسقاط حماس لن تكون ذات توجه اسرائيلي بل عالمي .. العالم كله سيأخذ هذا على عاتقه وان لم يكن بالحرب فبطرق عده ذكر احدها استاذ هيكل في برنامجه اليوم الجمعه انها تصفيتها سيدخلون لها من باب اعاده الاعمار

كما قلت بموضوع سابق .. لابد ان تختلف ابعاد المعادله بعدما دفعت غزة ضريبه باهظة .. سواءا على مستوى فلسطين الداخلي او الخارجي بوساطه العرب .. على حماس الا تخشى ان تفرض وتصر .. فهذا حق دفع ثمنه 1350 شهيد والالاف لجرحى .. وملايين الاحلام التي اغتيلت على اشلاء الاحبه .. وليس من السياسه في شيء ان نقدم تنازلات في هذه المرحله .. كان من الممكن القبول ببعضها قبل الحرب لكن بعدها كل شيء لابد ان يتخذ وضعا جديدا

ما يعنيني ايضا هي دعوه خالصه بأن يحفظ الله المجاهدين في سبيله ... كلما تخيلت ان عصبه قليله لا تتجاوز المئات او الالاف على ابعد تقدير .. قد حفظ الله بها دينه .. يسجد قلبي لله شكرا .. ما كنا لنعلم ما سيحدث لو لا قدر الله انتصر الاسرائيليين .. وما كان صدى ذلك سيقتصر على غزة بل كان سيضرب في اعماق اعماق الامه .. وكل لخطوات التي تقدمتها الامه في العقود الاخيره ... كانت ستمحى ببساطه .. او على الاقل ستتعرض لهزه عنيفه لا يزول اثرها من سنين .. فلله الحمد والمنه

غزه كانت تستصرخ بالامه اثناء الحرب .. ومع خذلانهم لها .. أبت هي الا ان تكون اليد العليا التي تهدينا النصر والعزه ونحن نتسابق لتوزيع الحلوى بنصرها وارتفاع رأسنا وانتصار الفكره الاسلاميه وفكره حقنا في استرداد ما اؤخذ منا .. ونحن رضينا باليد السفلى ..

اخيرا ... لعل العالم انتبه في غمره تركيزه مع غزه لاحتفالات واشنطن .. انا احترم اوباما فعلا .. يشعرني هذا الرجل انه يستحق ما يصل اليه .. ولكن هذا على صعيد شخصي ..

كرئيس اكرر ما قلته سابقا بعد فوزه لا اتوقع منه الا الحفاظ على مصالح بلده والتي بالطبع تتضاد بشكل او باخر معنا .. لانها تأخذ منحى خاطئ بالطبع لتنفيذ مصالحها ..

اريد التعليق بشيء قد يراه البعض سذاجه لكنه شيئا اراه

الثمان سنوات الماضيه كانت الامه في مرحله نهوض او بالكاد استيقاظ وطفوله .. لذا احتاجت رجل كبوش ليسدد الضربات بطريقه مباشره لا تحتمل اللبس او التضليل في معانيها .. لتفيق بسرعه وتنتبه ..

الان وقد قوي عودها واستوى جزء منها على سوقه .. فقد تصعدت في المقادير الربانيه الى درجه اختبار عالي مع رجل كاوباما شديد الذكاء .. فعليها اذن ان تكون على مستوى المرحله وتقهر اعدائها ولا تنخدع ولا تضيع ما تقدمته السنوات الماضيه ..

اختم بما قاله ابو الوليد خالد مشعل بتصرف .. هذه اول حرب تنتصر فيها فلسطين .. لم يعد تحرير فلسطين حلما ننشده في الشعر والقصص .. لقد وضعنا اقدامنا على اول الطريق المباشر للأقصى ..

مرحبا بكـم في عـهد الانتصار والمخاض ايضا باذن الله .. ربما سأحاول جديا بفكره تأريخ الفتره الماضيه لاجيالنا .. ربما سيذكر التاريخ لهم الاحداث لكنهم ابدا لن يعلموا كيف كنا نقوم وننهض شيئا فشيئا .. كيف شعرنا ونحن نتسم اول عبير للحريه .. كيف هتفنا ودعونا وخفقت قلوبنا مع اول انتصار ..

ربما اراد البعض مهرجان انتصار في غزه .. وقد عارضت ذلك.. رأيت ان غزه فعلا فعلا تلملم جراحها الان ودموعها تنزف بغزاره على ما حدث وهي ليست بمزاج يسمح بالاحتفال ..

لكن بعد احتفالات اوباما .. اريد مهرجان انتصار سريع وعاجل وكبير يهز العالم

فإن كان اوباما يعلن انه قادم بكل قوه ... فعليه ان يعلم ايضا اننا قادمون وبكل قوه

واشكركم جزيلا


شهيـدة

الخميس، يناير ٠٨، ٢٠٠٩

غـزة ترسم معـالم العالم في حقبـته الجديـدة


لم يعد ثمة مجال للشك او التردد ان العالم على مشارف حقبه جديده مختلفه تماما عما سبق ..

كنت فيما سبق قد أشرت لبعض المتغيرات التي بلا شك ستفضي الى نتائج وتحولات كبيره

الان وبعد الحرب على غزة نستطيع القول انها اول الطريق الى مرحله جديده .. بمعادلات سياسيه وشعبيه مختلفه عما اعدتناه ..

فهاهي اليوم غزة بقياده حماس ترسم معالم العالم من جديد .. وتصنع الخريطه السياسية الجديده .. لكنها ليست الخريطه التي ارادتها ليفني او كونداليزا رايس كشرق اوسط جديد ... لان الحبر المستخدم في هذه هو الدم .. دم شهداء غزة ..

سابقا كانت سايكس بيكو .. والان غزة ترسم العالم بدمها

ولو بدأنا من حيث الشعوب والحكومات .. فنحن امام مشهد شديد الوضوح من مع ومن ضد .. والشعوب بذاتها فهمت من أي نوع تماما هم حكامها .. ولعلها تستطيع ان تتوقع ماذا سيفعلون لو ان حربا شُنت عليهم ... سيختبؤون تحت كراسيهم بالتأكيد ! .. هذا كله فضلا عن الغليان الداخلي الذي اقترب حصاده نتيجه سوء الاحوال الداخليه لانتشار الفساد والسرقات واهدار الحقوق ويقابل ذلك زياده في وعي شعوب المنطقه ورفضها للظلم القابع عليها منذ عقود ..


اما على الصعيد السياسي .. فأمريكا كطرف مستقل وله ضلع كبير .. فأحداث غزة وضعت الرئيس القادم والذي سيتسلم مهامه في اقل من شهر امام اختبار عسير .. فشل فيه بالطبع .. لكنه في موقف لا يحسد عليه علما بأن احد كبار مستشاريه من مناصري التحاور مع حماس كحد ادنى ..

اما الموقف الفلسطيني السياسي .. فلدينا رئيس ستنتهي ولايته قريبا .. كان لديه فرصه ضئيله لتسول فتره تمديد لكن بعد حرب غزة .. عليه ان يجد مخرجا اخر لنفسه .. خصوصا ولا احد يرى ان حماس ستتسامح مع اي من شارك في العدوان وزاد الطين بله بشماتة وخسه اثناء القصف ..

الساسه العرب في خزي واضح وفاضح .. ضاقت بهم الارض بما رحبت وكذلك شعوبها .. وفوق ذلك .. تساهلهم مع العدوان وتباطؤهم في التصرف مع الظرف .. لن يترك مساحه من الحلم لهم ان يزيلوا حماس او حتى ان يستميلوها ببعض الترغيب ...

على صعيد الحركة الاسلاميه .. ولعل هذه الناحيه مختلفه عما سبق .. فالحركة الاسلاميه واعني الحركة الام - لاخوان المسلمين - تعيش فتره من ازهى عصورها .. وان كانت تحت ضغط وشد وجذب .. فالان اصبحت لاعبا اساسيا رئيسيا وكبيرا في اللعبه العالميه .. ليس كما سبق في تاريخها بمحاولات عديده لإلغاء تأثيرها وتمييع دورها بشدتى الوسائل الاعلاميه او غيرها ... الان صبحت بفضل الله تعالى أوضح من الشمس لا يخفى نورها بغربال ..

اما على صعيد حماس وجناحها العسكري .. فليس من المبالغه لو قلنا هم الان في الزمان والمكان على الثغره الأهم والأخطر للأمة .. ليست غزة وحدها هي المنتفع او المتضرر من هذه الحرب .. بل كل العالم الاسلامي وحضارته التي ينشد استعادتها .. غزة اليوم على رأس مفترق الطرق بالامه كلها وجنودها يتصدون لأعظم معركه .. فالدعاء الدعاء ..

هذا مجرد اجتهاد لرؤيه الاحداث ..

ما كان قبل حرب غزة سيختلف ربما كليا عما بعدها ..

لعل القادم لا يزال مجهولا ايضا .. لكن يكفينا ان السطور الاولى كتبتها دماء الشهداء و يتولى رجال القسام رفع الرايه عاليا

بعض الساسه والانهزاميين العرب بدؤا بالتحركات الدنيئه بعدما شاهدوا بشائر النصر على يد جند حماس ..

وستتوالى الضربات من بني الجلده ... اذ لم يعهدوا احدا رافعا رأسه وسط قطيع من الاغنام التي ترعاها امريكا ..

ومعركه حماس القادمه هي في التمسك بخيارها والا تنساق لأي محاولات عربيه دنئيه لتمييع النصر القادم - باذن الله - والانتقاص من قدر المقاومة ...

والاهم ان تقطع دابر السلطة ..

يجب ان يفهم اصحاب المقاطعه في رام الله ان موازيين الامور اختلفت بعد حرب غزة ...


على المنتصر - باذن الله - ان يملي شروطه ها هنا وليس هم ..

اخيرا اختم ببشارة

وما كنت لانقل شيئا كهذا الا من ثقه ..

رأت احدى الجدات في منطقتنا وهي ممن نحسبها من الصالحات ولا نزكي على الله احد

رأت رسول الله في منامنها وشكت له حال الامه وما يحدث فيها فقال لها : بشري الأمه بالنصر

نسأل الله ان تتحقق الرؤيا كفلق الصبح .. وما هو عليه بعزيز